توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لم يقله محمد بن سلمان

  مصر اليوم -

ما لم يقله محمد بن سلمان

بقلم - سعود الريس

لا استطيع أن أتخيل حجم خيبة الأمل التي أصيب بها الكثيرون جراء حوار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع وكالة بلومبيرغ، فالأمير الشاب خرج وتحدث في جميع الملفات التي تشغل رأي مواطنيه وحلفائه وشركائه وحتى أعدائه، كانت إجاباته ثرية، مباشرة غير ملتبسة، واضحة تميزت بالشفافية، ما جعل السؤال العريض الأكثر تداولاًَ، ما هو أبرز ما في حوار ولي العهد؟ الجميع ذهب بهذا الاتجاه، وإن اتفقنا على الحوار وأهميته وأبرز ما قيل فيه، فهنا سؤال آخر يتبادر إلى الذهن يتعلق بما لم يقله الأمير محمد بن سلمان في ذلك الحوار.

لنتحدث من البداية، فقد سبق الحوار حملة تنتقد المملكة لعدم ردها على ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطب انتخابية، وبطبيعة الحال، لم تكن تلك الحملة حباً بالسعودية أو تقديراً لها، بل كانت نوعاً من التشفي الذي نما على تكرار ترامب حديثه مرة أخرى.

الشعب السعودي تصدى لحديث ترامب بدافع وطني، لم يطلب منه ذلك، لكنه بادر من تلقاء نفسه تقديراً منه لوطنه واستهجاناً واستنكاراً لمحاولات الإساءة لقيادته، اجتهد السعوديون كثيراً، لكن ما لم يكن هناك موقف رسمي حازم بالتأكيد كان ذلك سيربك المشهد قليلاً ولا سيما أن الحملة المسيئة سعت للمقارنة بين تصريحات الرئيس الأميركي والموقف الكندي، وأن السعودية لا تجرؤ على الرد، ليخرج ولي العهد ويقطع تلك الألسنة ببضعة كلمات كانت وافية وشافية، حافظت على كبرياء المملكة، وأبدت احترامها للولايات المتحدة، وقللت من قيمة عبارات أطلقت في ظروف معينة.

حوار ولي العهد أوصل الرسالة في قالب حافظ على الخطاب السياسي بعيداً عن التفاصيل الجانبية، والانجرار خلف خطاب رد الفعل، بل إن ذلك الحوار الذي تجاوز 8000 كلمة ارتقى برسائل على الحساسيات العابرة لتقف عند الشأن الاستراتيجي، وأوضح أن السياسة قائمة على مصالح لا على قسمة أبيض وأسود.

الأمر الذي ينبغي لنا أن ندركه هنا ونتعامل معه كأرضية في جميع مواجهاتنا، أن السعودية تلك الدولة الضاربة جذورها في التاريخ، هي ذاتها سعودية اليوم، مبادئها لا زالت محفوظة ويتم العمل من خلالها، لكن لا بد من مراعاة أننا نضطر إلى التعامل مع آخرين ممن تتبدل مبادئهم وفق ظروفهم. وللتوضيح أكثر حول هذه الجزئية لأهميتها، فولي العهد منذ توليه المنصب عمل على سعودية حديثة، قوية، لكن - وهنا حجر الزاوية - من يرغب في الخارج برؤية سعودية قوية وحديثة؟

فلننظر إلى محيطنا العربي ونتمعن بما يحدث، هناك حكومات تعجز عن إدارة شؤون بلادها، وأخرى تستجدي من يدافع عنها، ودول تعيش تحت الوصاية، وأخرى مقسمة، وبعضها هامشية لا وزن لها جراء تخبط حكوماتها، ومن بين جميع هذا الركام تخرج دولة بكامل شبابها تمد لهم يدها سعياً لإنقاذهم، تبني مستقبلها بهدوء، تتعامل مع التحديات برصانة، تفردت بحنكة متراكمة مكنتها من تحويل الصحراء التي يعيرونها بها إلى خلية إنجازات لا تنقطع وقبلة لطالبي العمل والمستثمرين، وأيضاً تمكنت من جعل أولئك الذين كانوا يصفونهم بالبدو المتخلفين يشاهدونهم وهم يتخطوهم اليوم بل يتربعون في أعلى سلالم العلم، لتلك المعطيات جميعها علينا أن نتوقع شتى أنواع المؤامرات والسعي لإحباط أية خطوات إصلاحية يتم اتخاذها، حتى أميركا أليست هي الصديقة التي تتحدث عن التحالف معنا؟ إلا أنها غلى رغم ذلك وعلى رغم التحالف الذي يرضيها لكن أن نكون أكثر قوة، بالتأكيد ذلك يزعجها، فهم يريدون حليفاً متكئاً عليهم في تدبير شؤونه حتى الداخلية، لكن أن يصبح قوياً فالخوف هنا أن يصبح نداً وهذه قد تخلط الأوراق بالنسبة لهم، وبطبيعة الحال ينطبق ذلك على بقية العالم الغربي.

ولي العهد تحدث في كل شؤون الدولة، كل ما قدمه كان مدعماً بالأدلة، بدا مصمماًَ ومتمسكاً وواثقاً بما خطط له، متمسكاً بجميع المكتسبات، ومتطلعاً في الوقت ذاته إلى مكاسب جديدة تجيّر لوطنه، لم يكابر ويطلق شعارات لتعزيز شعبيته بخطاب معلّب، بل كان واضحاً وصريحاً ومباشراً.

ورغم حرصه على السيادة والأمن القومي إلا أنه وعلى سبيل المثال أكد عدم ممانعته تفتيش السلطات التركية داخل القنصلية السعودية... للتأكيد على أن السعودية ليس لديها ما تخفيه.

هذا ما كان المواطن السعودي يود سماعه ويطربه، وبالتأكيد هو نفسه الذي كان العالم من حولنا يخشى أن يسمعه.

ختاماً، ما لم يقله محمد بن سلمان في حواره، أنه تحدث بلسان المواطنين وما في صدورهم، وأن المواطنين لا شيء يسعدهم مثل حديثهم بلسان الأمير محمد بن سلمان...

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لم يقله محمد بن سلمان ما لم يقله محمد بن سلمان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon