توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حق أم سلعة؟

  مصر اليوم -

حق أم سلعة

بقلم - نادين عبدالله

تصريحات تتنكر لمجانية التعليم وتعتبره «سلعة» أو «خدمة» لها ثمن، تتكرر ثم تخفت بعد احتجاج وعويل حتى تعود مرة أخرى على الساحة بشكل مختلف وبعبارات جديدة. والحقيقة، هى أن تكرارها على فترات متغيرة وفى أكثر من سياق وعلى لسان فاعلين مختلفين يجعلنا نفكر بشكل أكثر عمقًا فيما تعكسه من إشكاليات. فهى تؤكد على غياب أى اتفاق مجتمعى فيما يخص ماهية التعليم فى مصر: هل هو سلعة أم حق؟، الدستور المصرى يعتبره بوضوح حقا، رغم أن الواقع الفعلى لا يجعله كذلك. على كل، لو فرضنا اعتباره سلعة، فهل نتحمل مسؤولية تهميش أجيال قادمة وضريبة غياب بناء رأس مال إنسانى يكون دافعًا للتنمية؟، ولو أوقفنا هذه التساؤلات، وقررنا اتخاذ الدستور على محمل الجد، فسؤال آخر يطرح نفسه: من يمول التعليم لضمان جودته؟.

وهو ما ينقلنا لأزمة غياب أى اتفاق مجتمعى وسياسى فيما يتعلق بإشكالية تمويل التعليم، ومدى الأولوية التى تعطى له. فعليًا، معدل الإنفاق على التعليم ما قبل الجامعى فى مصر لم يتعد فى 2014 نسبة 9% من إجمالى الإنفاق العام للدولة، وهى نسبة صغيرة جدًا لو قُورنت بدول مثل تونس أو المغرب يصل فيها الإنفاق على التعليم إلى حوالى 25% من إجمالى الإنفاق العام؛ وهو مؤشر واضح لمدى الأولوية التى تعطيها الدولة للتعليم. والحقيقة هى أن الأمر يتعدى نسبة الإنفاق إلى هيكلة الانفاق، وهو ما يهرب الكثير من مواجهته لأنه يتطلب تعاملا ذكيا مع المتضررين من جراء هذه الهيكلة. ولمن لا يعرف، الإنفاق على أجور ما يفوق مليون معلم (جزء كبير منهم غير مؤهل) وإداريين (عدد كبير منهم لا تحتاجه الوزارة) يستنزف حوالى 78٪ من ميزانية التعليم فى مصر، بما يجعل الإنفاق على البنية التحتية العلمية والبنيوية مستحيلاً بما فيه الاستثمار فى المعلم ورفع مرتبه المعدوم.

هناك دول قررت أن تعليمها مجانى فكانت جريئة بما فيه الكفاية لوضع التعليم أولوية على أجندة إنفاقها وهيكلتها مهما تطلب الأمر من مواجهة أصحاب المصالح للوصول الى جودة تعليم حكومى مجانى حقيقى، وأخرى قررت أن تعليمها خدمة لا يمكن تتحمل تكلفتها بالكامل فوفرت تعليما بجودة عالية جدًا لمن يستطيع، وتحملت الكلفة الاجتماعية لهذا القرار وتبعاته السياسية والمجتمعية الموجعة. أما فى مصر فيبدو أننا رقصنا على السلم، واكتفينا بالتأكيد على مجانية التعليم الدستورية وخصخصته فعليًا من دون حتى ضمان جودته.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق أم سلعة حق أم سلعة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon