توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استعلاء غير مبرر

  مصر اليوم -

استعلاء غير مبرر

بقلم - نادين عبدالله

«أدى اليمن واللى بيتحدف علينا منها»، هذه كلمات سمعتها نقلاً عن صديق مصرى ذهب ليشترى سندوتشات سريعة من أحد المطاعم الصغيرة المنتشرة فى منطقة الدقى، تلك المنطقة التى يعتادها ويعيش فيها أيضًا أهل اليمن الكرام. فما لبث أن طار الكوبون من يد العميل اليمنى حتى انهال عليه الرجل بهذه الكلمات الجارحة.

«ترضى تقعد جنب البنت الكارتة دى»، هذه أيضًا كلمات نقلت عبر موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك عن سائقى أحد الميكروباصات الذى سأل الراكب المصرى لو يوافق أن يجلس بجوار الفتاة الافريقية العشرينية فى الكراسى الأمامية الموجودة بجوار السائق بعد أن آثر هو ترك مسافة بينه وبينها ليس تأدبًا بل احتقارًا.

موقفان نذكرهما هكذا فى عجالة، لكن من المؤكد أن القارئ لديه عشرات من الروايات المماثلة؛ والأمر بالفعل محزن. أن نصل إلى هذا الحد من الشوفينية فى التعامل مع من لا يشبهنا فهو أمر مخز، وأن نصمم على هذا السلوك الاستعلائى فى التواصل مع بشر مثلنا، هو أمر مشين.

عادة ما تحتاج الأمم فى فترات الأزمات إلى استنهاض عزيمتها عبر حشد قواها، واستنهاض روحها القومية، لكن لو زاد الأمر عن حده انقلب ضده. أن تعتز ببلدك ومصريتك جميل، لكن أن تحتقر الآخرين لمجرد اختلافهم عنك، فهو أمر قبيح. أن تفتخر بأن دولتك لم تسقط، أمر مفهوم، أما أن تستعلى على من يعانون ويلات الحرب بدل من التعاطف معهم وحسن معاملتهم، هو أمر مخجل بكل ما تحويه الكلمة من معان.

مفهوم أن يلعب الإعلام دورًا فى فترات الأزمات لاستنهاض همم الناس وحثهم على الوحدة، أما غير المقبول على الاطلاق، وهو ما يحدث بالفعل، أن يصير هذا الإعلام أداة لبث أفكار استعلاء وهمى، واعتزاز قائم على كراهية المختلف واحتقاره، وكأنه بذلك يسعى إلى ترسيخ الدولة وأقدامها مع أنه لم ينجح سوى فى بث أفكار الكراهية، وهى كالسرطان لا تختفى قبل أن تأكل الجسد وتجهز عليه كله.

والحقيقة هى أن التفاعل مع هذه التصورات الاستعلائية، وقبولها على هذا النحو يعكس إحساسا دفينا بالاهتزاز وبضعف الثقة بالنفس، نتمنى أن ينجلى. مؤسف أن يتحول المجتمع المصرى المعروف بروحه الودودة، وكرم ضيافته إلى مجتمع منغلق لا يحب الآخر؛ ومع ذلك نثق أنها سحابة صيف ستنجلى ليظهر معدن مجتمعنا الأصيل الجميل مرة ثانية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعلاء غير مبرر استعلاء غير مبرر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon