توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتياد القبح

  مصر اليوم -

اعتياد القبح

بقلم - نادين عبدالله

عندما تسافر خارج مصر لتزور دولاً غربية أوروبية غنية أو حتى فقيرة نسبياً «مثل دول أوروبا الشرقية»، بل عددا غير قليل من الدول العربية ذات مستوى الدخل المتوسط «أو أقل من المتوسط»، تندهش من أهمية الجمال كقيمة يقدرها الجميع دولة ومجتمعاً. وتستعجب حين يعتبرونها أولوية مثل التعليم والصحة وغيرهما من الأولويات٬ فيسعون جدياً لإعمالها والحفاظ عليها، كلٌّ على حسب الموارد والقدرات المتاحة٬ وهو أمر لا تشعر بوجوده فى مصر.

للجمال أنواع ودرجات ترتفع وفقاً للموارد المادية المتاحة٬ ووفقاً للطلب العام عليه٬ والشعور بأهمية الاستمتاع به. إلا أننا نتحدث هنا وفقط عن توافر الحد الأدنى منه: تخطيط عمرانى للمبانى بشكل جميل «بما يعنى أيضاً توفير سكن لائق لمحدودى الدخل للحد من ظاهرة الإسكان غير الرسمى»، الاهتمام بتشجير المساحات العامة٬ وتواجد مساحات خضراء جميلة٬ وجعلها متاحة للجميع وفقاً لقواعد وقوانين تضمن الحفاظ عليها، وضع آليات لضمان نظافة الشوارع والأحياء «بدلاً من أكوام القمامة المنتشرة فى الشوارع وأمام البيوت فى مصر فى أغلب الأحياء السكنية تقريباً». والحقيقة هى أن مساحات الجمال هذه متاحة «حتى ولو بدرجات مختلفة» فى دول غير بعيدة عنا٬ وهى ليست بالغنية٬ بما يُشعرك بالراحة والانبساط بمجرد أن تطأ قدماك أرضها.

قد يقول قائل إن المشكلة فى مصر هى فى غياب الموارد الكافية لتوفير الحد الأدنى من مقومات الجمال للمواطنين، إلا أن الحقيقة غير ذلك، فالأزمة الفعلية تكمن فى أن إعمال الجمال فى المساحات العامة ليس من أولويات الدولة من الأصل، تلك التى ذهبت٬ ولو بشكل ضمنى أو غير معلن٬ إلى خصخصة الجمال: فلو أردت العيش فى بيئة نظيفة٬ ولو أحببت أن تستمتع بوجود مساحات خضراء ومناظر مريحة للعين يمكن أن تحصل على ذلك فى المساحات الخاصة «فى الكومباوندز٬ فى الفيلات٬ فى النوادى الخاصة٬ وفى القرى السياحية... إلخ»، أما المساحات العامة «التى يتحرك فيها أغلب الشعب أغنياء وفقراء»، فتُترك لمصيرها القبيح. وفيما يتعلق بك فعليك فقط أن تتجرع القبح يومياً «حتى ولو استمتع القليلون ببعض مساحات الجمال الخاصة». أما المشكلة الكبرى فتكمن فى اعتياد القبح٬ واعتباره أمراً عادياً لا مفر منه سوى بالتأقلم معه، رغم أن أبشع الأمور هى الاعتياد، خاصة أن القبح المحيط يترك آثاره المؤلمة فى النفس، حتى وإن تعودت عليه٬ كما أن الجمال يطبع روعته فى الروح فيُنقِّيها ويُرقِّيها.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتياد القبح اعتياد القبح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon