توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرنسا ليست مصر

  مصر اليوم -

فرنسا ليست مصر

بقلم - نادين عبدالله

لم يتوان الإعلام فى مصر عن تصوير مظاهرات فرنسا بصور مضحكة تنم عن جهل بما يحدث فى فرنسا٬ ورغبة غير مبررة فى إسقاط الأحداث الجارية على الوضع فى مصر مع أن المقارنة لا مجال لها من الإعراب٬ ولا تدفع سوى إلى فصل القارئ المصرى عما يحدث فى العالم.

فرأينا أخبارا ومقالات وأحاديث للتوك شو تتحدث عن عظمة الشعب المصرى الذى تحمل صعوبة الإجراءات الاقتصادية بلا اعتراض مع أن الأمر يتعلق بالأساس بالسياسات البيئية للحكومة الفرنسية تلك التى سعت إلى رفع سعر البنزين بهدف تقليل الاعتماد على الوقود وتشجيع السيارات الكهربائية صديقة البيئة. وهو حتى ما دفع ترامب إلى التهكم على السياسات الفرنسية البيئية تلك التى تغاضى عنها هو بدم بارد.

وأخرى أكدت أن عناصر إسلامية التحقت بالمظاهرات فى فرنسا مع أن الأمر يتعلق بسكان الضواحى والأرياف والمدن الصغيرة الفرنسية٬ هؤلاء الذين قرروا الاحتجاج لاعتمادهم بدرجات كبيرة على التنقل بالسيارات الخاصة٬ وعدم قدرتهم المادية على مواكبة ارتفاع الأسعار. وهو ما دعمه اليمين المتطرف فى البداية قبل أن ينضم إلى التظاهرات أو يدعمها بعض المجموعات اليسارية والنقابية أيضًا.

وأخرى تحدثت عن محاولات لإسقاط الدولة الفرنسية فى إشارة إلى أحداث العنف التى شابت هذه التظاهرات، مع أن الأمر لا علاقة له بالدولة إطلاقًا٬ فالغالبية العظمى تعترف بشرعية النظام الفرنسى٬ بل يتعلق٬ بالأساس٬ ببحث مجموعات شعبية لإيصال صوتها ومطالبها. وبما أن هذه الاحتجاجات لا تؤطرها نقابات أو أحزاب منظمة٬ فشابها العنف الذى عادة ما يصاحب مثل هذه النوعية من التظاهرات. فالتنظيمات السياسية والنقابية تحمى وتسهل عملية  التفاوض٬ وهو ما لا يفهمه البعض حتى الآن.

أما عندما تراجع ماكرون وحكومته أمام هذه الاحتجاجات الممتدة زمنيًا ومكانيًا٬ فقرر تعليق رفع أسعار الوقود لعدم وجود اتفاق مجتمعى بشأنها٬ سكتت وسائل الإعلام المصرية٬ ولم تعد تتحدث فى الأمر. فلا يبدو أنه على هواها أو هوى النظام الحالى فى مصر. فالحقيقة هى أن هذه المظاهرات نجحت بالفعل فى الوصول إلى مأربها ألا وهو إجبار الحكومة الفرنسية على التراجع عن قرار لم يوافق عليه المجتمع٬ خاصة أن استطلاعات الرأى الفرنسية أكدت دعمها لهذه الاحتجاجات بنسبة فاقت الستين بالمائة. وبما أن فرنسا ليست مصر٬ فقد استجاب نظام ماكرون مقرًا بأن أى إجراء لا يتوافق بشأنه المجتمع لابد أن يتم تعليقه لحين التحاور الكافى بشأنه.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا ليست مصر فرنسا ليست مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon