توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام مدارس.. والعبرة بالمناهج!

  مصر اليوم -

الإعلام مدارس والعبرة بالمناهج

بقلم - ماجدة الجندي

المكتبة الكبرى أو La grande librairie، واحد من برامج السهرة على شاشة القناة الفرنسية TV5.. طبعاً، كما يبدو من العنوان، هو برنامج محوره الكتب، وجديد المكتبات، ومع ذلك وضعوه فى فترة السهرة، لأنه ببساطة برنامج ممتع وحى..! وهو جزء مما يمكن اعتباره من تقاليد الشاشة الفرنسية التى حولت الكتب إلى متعة وبهجة لا تقتصر على فئة بعينها وكان الأشهر من مقدمى هذه البرامج «بيفو» الذى نافس فى حضوره نجوم السينما. المهم أن مقدم البرنامج وبمناسبة صدور ترجمة فرنسية لآخر كتب صاحبة نوبل الأمريكية «تونى موريسون»، (٨٧ عاماً)، قد عبر المحيط ليلتقى ولمدة دقائق بـ«تونى موريسون»، فى بيتها بنيويورك، حاملاً الترجمة الفرنسية L origine des autres، وبضعة أسئلة رشيقة حول الأدب وما كان محوراً لأعمالها وأيضاً حول الرئيس الأمريكى الحالى الذى لم تشأ حتى أن تنطق باسمه، مكتفية بالإشارة إليه كرقم، (رقم ٤٥)، واصفة إياه بنعوت مباشرة، كالأسوأ، وأخرى لا تخلو من طرافة. قالت «موريسون» إنه يمكن أن يكرمش حواجبه ويبتسم، لكنه أبداً لا يستطيع الضحك! الضحك تجربة.. خبرة إنسانية، ليست فى مقدوره!

التقى مقدم البرنامج تونى موريسون، جالسة فوق مقعد مريح، وقد علق بفتحتى أنفها أنبوبتين شفافتين، تشيران إلى وضع صحى قلق، ومع ذلك قالت إنها تحس أن واجبها أن تعيش.. استمرارها فى الحياة ليس أمنية ولكن «واجب» فلا يمكن أن تموت والرئيس الحالى موجود، فالوضع «محزن ومؤلم وخطير!».

على الرغم من قصر الحوار مع تونى موريسون فإنه طوّف بمفاتيح لا يمكن إلا أن تتوقف عندها.. رؤيتها للأدب المتعة والحكمة معاً.. والمتعة لا تعنى قارئاً مسترخياً كسولاً.. قالت الأدب هو تجارب الحياة وهو واحد من أغزر منابع الحكمة.. وقالت إن آخر رواية لجارثيا ماركيز قرأتها لم يكن عدد صفحاتها يتجاوز المائة، وأنها تعمل الآن على عمل حجمه مقارب، يتناول مشوار شابين أحدهما أبيض والآخر أسود، كيف تمتد الجسور وتتقاطع المصائر..

لم تتخلّ موريسون عن ابتسامة موحية طوال دقائق اللقاء، ولا تغير إيقاع صوتها..

كان أبرز ما فى رسالتها كيف يمكن أن يحمل الأدب فى طياته «حيوات مليئة بالزخم» وفى الوقت نفسه «حكمة مقطرة»، ولكن الأمر مرهون فى جزء منه بذكاء وفهم المتلقى. موريسون لم يفتها الإشارة إلى أمرين، أولهما أنها ومن خلال عقدين كاملين عملت خلالهما فى جامعة برنستون، اكتسبت نوعاً من الخبرة فى رصد تفاعل الشباب، فى نقده لأمريكا، وأن هذا الشباب لا يتبع قواعد الماضى، وثانى ما توقفت عنده هو أن المرأة الأمريكية وإن صارت لها كلمة مؤثرة على المستوى السياسى والفنى، فإن أكبر ما تعانى منه حتى الآن هو عدم المساواة فى الأجور...

لم يكن لقاء موريسون الذى عبر لأجله مقدم برنامج السهرة «المكتبة الكبرى» غير جزء، أو فقرة فى برنامج لم تستغرق غير بضع دقائق، أعقبتها مناقشة لكتاب حول الأخطار التى تتهدد ليس اللغة الفرنسية، ولكن «جماليات اللغة الفرنسية».. صاحب الكتاب ينبه: لم يعد هناك كتابة أدبية «تليق»، جماليات اللغة ليست ترفاً، الحس بها، تذوقها.. والحل أكثروا من المسرح والشعر والأغنيات عذبة الكلمات والمعانى وإلا كنا «نخون بلدنا». إلى هذا الحد بلغ القلق! سهرة مع «الكتب» تتحول إلى «بهجة المعرفة».. أمر لم نتعوده لكنه موجود.. كيف يمكن أن تحس الشعور بالحيوية والبهجة، وأن عقلك شغال.. درجة الثقافة والوعى تفرق كثيراً فى الإعلام، على الأقل الواعون يختارون ما يدفعون لأجله تذاكر وطيران..

الإعلام مدارس.. والعبرة بالمناهج!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام مدارس والعبرة بالمناهج الإعلام مدارس والعبرة بالمناهج



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon