توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما كانش حد «غلب»!

  مصر اليوم -

ما كانش حد «غلب»

بقلم - ماجدة الجندي

لم يكن الأمر بحاجة إلى تأمل طويل، ليستقر فى داخلى ذلك القلق من «المداخل» التى تفضلت وزيرة الصحة فى الحكومة الجديدة باختيارها، لتقدم نفسها للناس من خلالها كوزيرة للصحة. أول ما قرأه الناس من استهلال عن وزيرة الصحة كان خبر زيارتيها إلى فضيلة الشيخ الأكبر، شيخ الأزهر، ثم قداسة البابا. ثم جاء الإعلان عن قرار الوزيرة بعزف السلام الوطنى وأداء قسم الأطباء كل صباح فى المستشفيات.. علق البعض، على الخبر الأول وتغامز الكثيرون على الخبر الثانى، حتى اضطرت الوزيرة إلى التعليق بعبارة «هى القيم شىء غريب؟!»، بعدما أسهب السيد المتحدث باسم وزارة الصحة «الدكتور خالد مجاهد» فى شرح المغزى من وراء قرار الوزيرة الذى يهدف إلى إعادة التذكير بالقيم والمبادئ، وثقافة الأخلاق (لم أفهم جملة ثقافة الأخلاق) سواء بالنسبة للطبيب أو المريض حين يسمع كلاهما السلام الجمهورى، مضيفاً أنهم كانوا متوقعين رد الفعل والهمز واللمز، لكن ذلك لن يثنيهم وأن الوزيرة مدركة لفكرة الأولويات وأنها إلحاقاً بهذه الأولويات قد أجرت قرعة علنية للحج من بين الأطباء العاملين فى المناطق النائية، وفاز بالفعل أحد عشر طبيباً. فى خلفية هذا المشهد كانت الصفحات فى وسائل التواصل الاجتماعى، تحكى عما جرى فى حريق مستشفى الحسين الجامعى، وعن شباب الأطباء الذين حملوا المرضى على أكتافهم، والجراحين وأطباء التخدير الذين واصلوا عملهم النبيل وسط سحب الدخان الخانق.. وأضافت صفحات الأطباء ما جرى يوم مستشفى الحسين إلى رصيد ما ينشر عن المعجزات التى يقوم بها أطباء أجورهم لا تتعدى أجر عامل بوفيه فى شركة والبدل الذى يتقاضونه عن العدوى، ولا يقبله أى منادى سيارة يركنها. أنا كمواطنة، تعيش ما يعيشه الناس، فى أيامنا كيف يمكن أن أتلقى الصيغة التى اختارتها وزيرة الصحة فى الحكومة الجديدة عن نفسها؟ سوف أنحى جانباً أى تصورات ذهنية تندرج تحت كلمة كان المفروض، أو كان الأولى أن تبدأ بكذا، وأعكس الأمر: ما هى الصورة الذهنية المتوقع أن تنطبع فى ذهن مواطن لا يجد، ليس سريراً فى مستشفى أو حضانة لصغيره، بل ولا حتى مقعداً فى الاستقبال؟ وكيف سيرى طبيب، بدل عدواه، ومرتبه كله، أقل مما يتحصل عليه قهوجى (مع كامل الاحترام لكل أصحاب المهن)؟ السياق «القيمى» الذى أرادت من خلاله أن تقدم نفسها، كوزيرة، لبلد فى حالة حرب مفروض أن لها خلفية سياسية، تعى الأحوال؟ وإذا ما استمر الحق فى التساؤل، هناك تساؤل أسبق عن الشروط الأولية لتحقيق ما نتصوره حول قيم نزاهة العمل وقيم الانتماء الوطنى.. هل يتحقق كلاهما بزيارات لأئمة الأديان وعزف النشيد الوطنى فى أى حقل طبى فى العالم من الصين لأوروبا والهند والسند البلاد التى تركب الأفيال؟!

ما كانش حد غلب (بكسر الغين!) أعف عن التقييم وإصدار الأحكام، وأحتفظ بحقى وحق الناس فى التساؤل عن الفقه السياسى وأبجديات تولى المسئوليات العامة، فى بلد له ظروفنا الغنية عن الإفصاح، وأضيف إلى التساؤل معنى لا لبس فيه: العباءات الفضفاضة، وإن تمسحت فى المقدس والوطنى لن ولا يمكن أن تحل محل الرؤى الواضحة للعمل العام والإنجاز الحق.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما كانش حد «غلب» ما كانش حد «غلب»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon