توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المنظومة»

  مصر اليوم -

«المنظومة»

بقلم - ماجدة الجندي

حساسية الناس إزاء «المال العام»، أمر مشروع ومطلوب، خصوصاً فى ظل ظرف اقتصادى ضاغط، يمس كل مفردات حياة الناس.. وعلينا أن نفهم ردود الفعل الشعبية، إزاء ما قامت به الشركة «الراعية» للمنتخب القومى من ممارسات، وعلى الأخص قيامها بتسفير مجموعة من المشاهير وتحمل نفقات سفرهم والإقامة بدعوى دعم الفريق القومى. لو أن شركة خاصة قد أنفقت الملايين كما فعلت الشركة الحكومية، لقلنا «فلوسها وهى حرة فيها»، لكن شركة الاتصالات الحكومية، هى جزء من حكومة تطالب الناس بتحمل شظف العيش، ولا تتورع عن معايرتهم طوال الوقت، بأنهم مع كل التردى فيما يتلقون من خدمات، ما زالوا يأخذون أكثر مما يدفعون، ثم نفس الحكومة، عبر واحدة من شركاتها فى الاتصالات تقدم هذا النمط الإنفاقى، حتى لو أن لها ميزانية دعائية، فهذا استفزاز فج وغير مقبول ومن حق الناس أن تطالب بمحاسبتها، لأنه وببساطة هذه أموال دافعى ضرائب شعب من الفقراء.. الحكومة التى ترى «واجباً» على الشعب أن يتحمل ويدفع، عليها أن تعترف بأحقية نفس الشعب فى مراقبة أوجه إنفاقها لحصيلة «كده».. نعم الضرائب التى سافر وأقام بها المشاهير، هى حصيلة كد المصريين الفقراء الذين نتسول لهم سقف بيت، وسرير مستشفى، ودورة مياه فى مدرسة. أوجه إنفاق المال العام، ينبغى أن تخضع لما نعيشه كشعب، ضمرت بطنه من قسوة ربط الحزام! «المنظومة» التى تحكمنا شعباً وحكومة، لا بد أن تتوحد.. وأن نمارس «فقه الأولويات».. الناس تعانى بوعى لأنها تريد أن تعبر بوطنها، وممارسات الحكومة فى كثير من جوانبها، لا تتسق وما يعيشه الناس.. هى ممارسات، ليس مطلوباً فقط فرملتها بل ومحاسبة المسئول عنها.. «المعيار» الواحد هو ما ينبغى الاحتكام إليه.. ومعيار «الانضباط» هو عمود المنظومة.. وما قامت به شركة الاتصالات الحكومية، لا أتصور أن له نظيراً فى ممارسات لا حكومات الدول الفقيرة ولا حتى الدول الغنية. فكرة المنظومة وانضباطها تمتد فى طلة على المشهد، وما جرى للفريق المصرى فى كأس العالم فى مباراة روسيا، وبعيداً عن «كوبر» ومشاكله وخطط الهجوم والدفاع، هناك ما يمكن تناوله من حيث «المنظومة» التى كان من المفروض أن يخضع لها الفريق الرياضى، وأيضاً تحيط بالفريق. وإن لم نكن من المتخصصين «كروياً»، فلنا عيون وعقول، وإدراك يقول إن تعبير (فرح العمدة) الذى أطلقه البعض على الفندق الذى أقام به اللاعبون والذى من المفروض أنه كان بمثابة «المعسكر»، الذى على الأقل يضمن الهدوء والاستقرار النفسى، لأناس مقبلين على مهمة، كان تعبيراً دالاً على آفة عدم الجدية وافتقاد الانضباط الواجب توافرهما عندما تكون فى «مهمة». بسيطة: لو فريق مصر الذى يمثلها فى بطولة العالم الدولية «العسكرية»، وبالفعل هناك بطولات من هذه النوعية، هل كان يتم السماح باختراق «فندقهم» بوفود النجوم والمسئولين السابقين ورجال الأعمال و«عيالهم»؟ هل كانت «الضوابط» تتراخى، بل تكاد تسقط أمام الشهرة والفلوس وزفات السلفى و«بث المواموا» الحى، ورخات الصور والقنوات الفضائية التى وصلت لحجرات نوم اللاعبين؟ زميلى الأستاذ أحمد الطاهرى كان محقاً حين كتب على صفحته الخاصة بالفيس بوك «إن المقبل على امتحان عادى فى أى سنة دراسية عادية، يحرصون على تجنيبه التعرض لأى شوشرة وهو مقبل على الامتحان»، وألتقط منه الخيط لأقول إنه حتى فى تجربتى المحدودة فى متابعة ابن أو ابنة فى مسابقة أو بطولة فى نادٍ، فإن على رأس الوصايا كان ما يوصونه بأن «يكنّ»، ويخلو لنفسه استعداداً للمهمة، فما البال وفريق قومى يمثل دولة فى بطولة دولية وصل إليها بعد شوق أو على رأى المثل «يا حلاوتك يا خوخة شفتك بعد دوخة»! طيب انت وصلت بعد «دوخة»، للعتبة أو لمنصة الانطلاق ولم تصل إلى الهدف، فكيف يتحول الأمر وانت مجرد «واقف» على منصة الانطلاق، إلى السداح مداح، إلى حد أن يكون مطلب المدرب ولو إيجاد «ممر هادئ» يصل من خلاله اللاعبون إلى صالة الطعام وأماكن التدريب.. نحن إزاء فكرة نفى «البذل»، تضع تصوراً كاذباً يروج «للإنجاز» بالحشد والتظاهر والشعار.. صار الأمر ممجوجاً وغير منفصل عما سبق.. أنت فى الحالتين أمام انفلات «المنظومة».

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المنظومة» «المنظومة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon