توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كذب «ترامب» وتدفع السعودية الثمن

  مصر اليوم -

كذب «ترامب» وتدفع السعودية الثمن

بقلم - نشوى الحوفى

رفعوا قناع الحياء الذى لطالما ردد عبارات من عيّنة الشراكة الاستراتيجية وعلاقات الصداقة، وبدأوا فى التعامل مع من نفذ خططهم بماله ويديه بفجاجة وإهانة إمعاناً فى الإذلال. فمن فرّط لم يحفظ درس الثور الأبيض، ومن فرّط لم يدرك -رغم كل صيحات التحذير- أن الراقد على سطح الماء ليس بقطعة خشب طافية، ولكنه التمساح المنتظر لالتهام الفريسة.

هكذا تقرأ تصريحات الرئيس الأمريكى فى نسخته اليمينية «ترامب»، حين أعلن مؤخراً أن على السعودية أن تدفع ثمن حمايتها وإلا تعرضت طائراتها لهجوم أو اختفى العرش وضاع أمان أسرة آل سعود! مندوب «الإيباك» زادت شراهته، ولم يكتفِ بمبلغ 396 مليار دولار تعاقد عليها أثناء حضوره مؤتمر الرياض فى 2017. لم تعد تغنيه أذون الخزانة السعودية المستثمرة فى بلاده وتقترب من تريليون دولار. لم يعد يملأ عينيه البترول المسيطر على التنقيب عنه فى المملكة منذ العام 1945 عبر شركة «أرامكو»، ولا القواعد العسكرية لبلاده فى المملكة. أمريكا فى نسختها اليمينية أظهرت وجه مصاص الدماء الذى لا تعنيه حقوق الإنسان، بل يتحدث عن إتاوة الحماية إن أرادوها!

صدق «ترامب» فى تصريحاته التى طالت اليابان وكوريا الجنوبية المحتلتين من أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية تحت مسميات الدفاع المشترك، بينما الهدف مواجهة التمدد الصينى والروسى. ولذا دعونا نفنط تصريحات «ترامب» التى حملت أكثر من ملف.

أولاً، ربما كان هذا الكلام أول تصريح رسمى أمريكى علنى يربط ويساوى بين السعودية ودول الخليج القابعة تحت السيطرة الأمريكية، وبين دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية التى يظن البعض استقلالهما عن القرار الأمريكى. وهو حديث ينفيه حجم القوات الأمريكية فى كلتا الدولتين، فحجم القوات الأمريكية فى اليابان يقدر بنحو 39 ألف عسكرى أمريكى موزعين على 112 قاعدة عسكرية أمريكية غالبيتها فى جزيرة أكيناوا، بينما يوجد الأسطول السابع الأمريكى فى البحر الأصفر. أما كوريا الجنوبية فبها نحو 34 ألف عسكرى أمريكى، ناهيك عن أربعة آلاف آخرين فى جزيرة «جوام» التى يصفونها بأنها كحاملة طيران أمريكية. وبالطبع تدفع كل من الدولتين نظير تلك الحماية.

أما السعودية فهى فى رباط موقّع باتفاقية رسمية مع الولايات المتحدة منذ فبراير 1945، أى قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية ببضعة أشهر، حينما وقّع الرئيس الأمريكى روزفلت مع الملك عبدالعزيز آل سعود اتفاق «كوينسى» مخرجاً به البريطانيين من حسابات المنطقة. ونص الاتفاق على ضمان أمريكا أمن واستقرار المملكة مقابل التزام المملكة بتدفق البترول السعودى على أمريكا، واحتكار أمريكا التنقيب عن البترول السعودى لمدة 60 سنة، واستثمار عائد بيع البترول فى الولايات المتحدة! وقد تم تجديد الاتفاق عند نهايته فى العام 2005 لمدة 60 عاماً أخرى! إذاً السعودية تدفع باتفاق مسبق، و«ترامب» يعلم، ولكنه تعمّد الإهانة أمام العالم بالتهديد بغياب الأمن حال عدم الالتزام بالدفع. ولكن إذا كانت السعودية تدفع اتقاءً لمصير مثل مصير الملك فيصل المُغتال فى قصره فى مارس 1975، بعد رفضه توقيع عقود استثمار بعشرين مليار دولار فى أمريكا، فلماذا كان التهديد الأمريكى، وماذا يطلب الأمريكان مجدداً من المملكة؟

أدرك أن من باع مقدماً ونفذ سيناريوهات الدمار لن يستطيع الصمود أمام المزيد من الطلبات، ولذا جاءت تصريحات ولى العهد السعودى محمد بن سالمان لوكالة «بلومبرج» مجرد ذر للرماد وحفظ ماء الوجه. فهل حان وقت الحساب، أم أن التهديد ينطوى على مطالب جديدة لم تعلن بعد؟

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كذب «ترامب» وتدفع السعودية الثمن كذب «ترامب» وتدفع السعودية الثمن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon