توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منزل المخرج الكبير تحول إلى متحف.. ماذا فعلنا لأم كلثوم ومحفوظ وشاهين؟

  مصر اليوم -

منزل المخرج الكبير تحول إلى متحف ماذا فعلنا لأم كلثوم ومحفوظ وشاهين

بقلم - طارق الشناوي

قبل أن تدخل دار العرض  الصغيرة التى أنشأها انجمار برجمان فى الجزيرة التى أحبها (فارو) وصور فيها عددا من أهم أفلامه، بينها (بيرسونا) و(العار)، فإن عليك أن تخلع نعليك قبل أن تدلف لدار العرض، المقاعد لا تتجاوز 30، بينها فى الصف الأول مقعد فى أقصى اليمين، أمامه مائدة صغيرة، وبه مخدة، إنه مكانه الأثير، غاب عنه 11 عاما ولا يجرؤ أحد احتراما على الجلوس سوى خلفه أو بجواره، كل التفاصيل التى أحبها احتفظوا بها، على الباب تنويه بالسويدية يطلب الحذر، لا يمكن أن تدلف منه دون انحناء، كل هذه التفاصيل تدخل من باب الاحترام لصاحب المقام السينمائى الرفيع.

يعشقون هذا المخرج الذى أضاء باسمه السينما السويدية فى العالم، ومنحها حضورا، ولهذا يحتفلون بمرور 100 عام على ميلاده فى 14 يوليو 1918، وتم توجيه الدعوة عن طريق المركز السينمائى الذى يحمل اسمه فى السويد، كما أن السفارة بالقاهرة حرصت مشكورة على ترشيحى، وأشكرهم على تلك الإشادة بما أكتبه على صفحات «المصرى اليوم».. ميزانية المهرجان محدودة، ولكن الدفء الذى يحيطونك به لا يعرف الحدود، كنا نحو سبعة نقاد من دول العالم نشارك فى إحياء ذكرى فنان حفر اسمه بعلامات لا تُنسى على الشاشة، حتى إن مخرجا مثل الفرنسى (جان لوك جودار)، قال إن أفلامه كانت ملهمة لجيله لكى يفجروا فى باريس نهاية الخمسينيات ثورة (الموجة السينمائية الجديدة).

فى تلك الجزيرة أماكن التصوير التى اختارها برجمان فصارت من معالمها، ترى تلك الصخرة فتتذكر أحد مشاهد فيلمه (العار)، تستوقفك انحناءة الشاطئ فتعود بك إلى مشهد من الفيلم النفسى (بيرسونا)، حتى الأماكن التى وُضعت فيها الكاميرا يستعيدونها مجددا، وكأن الزمن توقف فقط عند برجمان.

قبل أن أصل (فارو) أستقل من القاهرة ثلاث طائرات، بدأت بـ(ميونيخ) ثم (ستوكهولم) وأخيرا (فيسبى)، وبينها قطار وبعدها عَبّارة تعقبها سيارة، رحلة منهكة استغرقت قرابة 24 ساعة، ما بين جو وبحر وبر، إلا أن الرجل يستحق.

عَشِق برجمان تلك الجزيرة فدُفن فى كنيستها طبقا لوصيته مع واحدة من زوجاته، أنجريد برجمان، وهى طبعا غير النجمة الأمريكية الشهيرة سويدية الأصل أيضا، وهكذا بدأت الاحتفالية فى الكنيسة (البروتستانتية) وقدموا عددا من الأغانى التى كان يحبها.

منح السينما السويدية خصوصية ولم تبهره هوليوود، صنع أفلاما تُبهر هوليوود، كان من عشاق شارلى شابلن، فى كل عيد ميلاد يمنح نفسه هدية، وهى مشاهدة الفيلم الصامت (السيرك)، وحتى نستعيد اللحظة أعدنا معه، أقصد فى دار العرض  التى تحمل اسمه، مشاهدة الفيلم الذى أنعشنا مجددا.

أخرج للسينما 50 فيلما، وكان يعتبرها عشيقته، بينما المسرح الذى شهد انطلاقه فهو زوجته التى يعود إليها بعد كل غزوة سينمائية، أفلامه غلب عليها الأبيض والأسود، وبلاغة التعبير بالإضاءة، ومنح ممثليه أفضل أدوارهم، فكان يعتصر بزاوية وحجم اللقطة تعبيرات ممثليه فتفيض على الشاشة.

من أهم معالم الرحلة زيارة لمنزل برجمان، فلقد كان مثل الأطفال يكتب على الأبواب والحوائط أحيانا بعض لمحات عن أفلامه بتعبيرات يغلب عليها روح الأطفال، وفى الحمام كتب ساخرا (إلى الجحيم).

وتذكرت أم كلثوم التى باع الورثة فيلتها، ومنزل عبدالوهاب فى الزمالك، ونجيب محفوظ فى العجوزة، وصلاح أبوسيف فى عابدين، ومكتب يوسف شاهين فى شامبليون وغيرها، وماذا فعلنا بها..غدا نُكمل الرحلة من (فارو).

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منزل المخرج الكبير تحول إلى متحف ماذا فعلنا لأم كلثوم ومحفوظ وشاهين منزل المخرج الكبير تحول إلى متحف ماذا فعلنا لأم كلثوم ومحفوظ وشاهين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon