توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة الحديدة: هل تقود إلى حل سياسي؟

  مصر اليوم -

معركة الحديدة هل تقود إلى حل سياسي

بقلم : جويس كرم

ترسم معركة الحديدة التي بدأت منذ ساعات في اليمن، بغض النظر عن اسم الرابح أو الخاسر فيها، أهم منعطفات الحرب التي بدأت عام 2015، وسيكون لنتائجها وتطوراتها الميدانية أثر مباشر على الحل السياسي ومستقبل الحوثيين عسكريا وسياسيا في اليمن.

أهمية معركة الحديدة، التي استمهلها التحالف بقيادة السعودية أكثر من عام، هي بموقع المدينة الجغرافي واستضافتها لثاني أكبر مرفأ في اليمن وامتدادها على خط ساحلي طوله 300 كيلومتر وما تعنيه اقتصاديا وسياسيا للحوثيين الذين سيطروا عليها منذ ثلاثة أعوام. فتموضعها كنقطة بحرية على البحر الأحمر، ليس بعيدا عن باب المندب، جعل منها لعقود المدخل الأساسي للغذاء وحاجات اليمن، واستراتيجيا تفتح خطا مباشرا إلى صنعاء، وهي شريان حيوي لباقي المحافظات الشمالية والوسطى في البلاد.

نجاح التحالف والقوات اليمنية في استعادة الحديدة خلال أسابيع قد يفتح أفق المفاوضات السياسية مع الحوثيين
منذ سيطرة الحوثيين على الحديدة استخدموا المرفأ ومسالك المدينة كمصدر تمويل وتسليح واتجار بالمساعدات الإنسانية. فشحنات الأسلحة والذخيرة الإيرانية تصل الحوثيين من مرفأ بندر عباس الإيراني، إما مباشرة أو بتفريغها في مراكب أصغر في موانئ الصومال وتوجيهها إلى الحديدة. كما تحول الاتجار بالمساعدات إلى قناة تمويل مفتوحة للحوثيين، درت عليهم في السنوات الفائتة ملايين الدولارات. استخدم الحوثيون أيضا الميناء لاستهداف حركة الملاحة، وجاء استهدافهم لسفن سعودية هذا العام والعام الماضي عبر استخدام أجهزة تجسس إيرانية الصنع، بحسب البحرية الأميركية، ليزيد من الأهمية الاستراتيجية للحديدة.

هذه الأسباب، ومع فشل الأمم المتحدة ومبعوثها مارتن غريفيث في فرض حل سياسي عبر انسحاب الحوثيين ووضع الميناء تحت المراقبة الدولية، لم تعد معركة الحديدة مجرد خيار أمام التحالف والقوات اليمنية التي يدعمها، بل باتت ضرورة كانت تنتظر حسم التوقيت والتحضيرات. فإدارة دونالد ترامب كانت مستعدة لدعم المعركة العام الفائت رغم تحفظات وزير الدفاع جيمس ماتيس، وهي اليوم تدعم، ولو من مسافة بسبب ضغوط من الكونغرس، حلفاءها لوجيستيا وميدانيا. وانعكس هذا الدعم أيضا في بيان وزير الخارجية مايك بومبيو وتركيزه على إبقاء الممرات الإنسانية مفتوحة وليس تحديدا وقف مسار المعركة.

يتوقع المحللون العسكريون أن تستمر معركة الحديدة لأسابيع وخياراتها اليوم تعتمد على دفاع الحوثيين. فخوضهم حرب استنزاف في المدينة سيطيل أمد القتال، فيما انسحابهم باتجاه صنعاء وحدهم من الخسائر سيقصر مداها. لا يساعد الحوثيون المد القتالي المدعوم من التحالف ولا غياب دعم السكان المحليين لهم داخل المدينة بسبب أسلوبهم الأهوج في التعامل مع المساعدات وعمليات الخطف والتسلط التي شهدتها المدينة.

الدخول في معركة طويلة في الحديدة سيعرقل مسار أي مفاوضات سياسية
ميدانيا، مع بدء المواجهات للسيطرة على المطار، سيكون ذلك هو الهدف الأول للهجوم، وقد يليه المرفأ لقطع مصادر الحوثيين من الخارج قبل الانتقال إلى وسط المدينة. وبحسب التقارير الإعلامية تعتمد استراتيجية الهجوم على فصل نقاط سيطرة الحوثيين عن بعضها البعض ما قد يعني ضربات متوازية ضد أكثر من هدف في الوقت نفسه. وستعتمد ضراوة المعركة على رد الحوثيين داخل المدينة؛ فإذا اعتمدوا استراتيجية التمرد بنصب كمائن ومتفجرات سيطول أمد القتال فيما التوصل إلى اتفاق يقصر مدى المعارك.

نجاح التحالف والقوات اليمنية في استعادة الحديدة في معركة تستمر بضعة أسابيع قد يفتح أفق المفاوضات السياسية مع الحوثيين، وفي حال فشل ذلك قد يقود إلى معركة أخرى في صنعاء. أما الدخول في معركة طويلة في الحديدة فسيعرقل مسار أي مفاوضات سياسية، ويغرق اليمن أكثر في تمزق ميليشياوي وكوارث إنسانية يكون الثمن الأكبر فيها على سكان المدينة قبل أي جهة أخرى.

بغض النظر عن السيناريو الذي سيحصل، فإن معركة الحديدة مفصلية في حرب اليمن، والسيطرة على مينائها ومدينتها سيقرر شكل ومستقبل الحل السياسي ومسار الحوثيين في اليمن.

نقلًا عن " الحرة" شبكة تلفزيون الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة الحديدة هل تقود إلى حل سياسي معركة الحديدة هل تقود إلى حل سياسي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon