توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا والأمن العالمى

  مصر اليوم -

ليبيا والأمن العالمى

بقلم-حازم منير

ستظل الدول الكبرى مؤشراً على تردى منظومة القيم وتراجع الضمير الإنسانى، ولن تنجح محاولاتها استخدام التقدم والتكنولوجيا ستاراً لإخفاء مظاهر انهيار كل القواعد الأخلاقية الحاكمة لقراراتها وتوجهاتها السياسية.

وبالمناسبة القواعد الأخلاقية ومنظومة القيم لا تعنى أبداً تلك المعانى التى نستخدمها فى حياتنا اليومية، وإنما هى فى واحدة من تجلياتها تمثل الإطار الحاكم لمبادئ العلاقات بين الدول، التى تفصل تماماً بين مصالح الدولة وبين استهداف قتل البشر -مثلاً- من أجل المصالح الذاتية.

ليبيا واحدة من الوقائع الكاشفة لتدنى سياسات الدول العظمى وجميعنا تساءلنا أين كانت هذه الدول قبل تحرك الجيش الوطنى الليبى لمحاصرة جماعات الإرهاب وإزالتها لاستعادة كل مقومات الدولة الوطنية المستقلة؟! ولماذا تأخر اهتمام الدول العظمى بالشأن الليبى حتى تعرضت جماعات الإرهاب للخطر؟! وما مغزى أو دلالة رد الفعل السريع العاجل ضد خطط تستهدف استعادة الدولة الليبية الموحدة؟!.

الحاصل أن بلاد الغاز والنفط ستظل لسنوات طويلة مناطق صراع وحروب أهلية إلى أن تستقر بكل مقوماتها فى أحضان الدول العظمى، ولو تأخر هذا الاستقرار فإن الصراع المسلح سيظل فى استمرار حتى تضمن الدول الكبرى مصالحها، حتى لو كانت على حساب مصالح شعوب أخرى، أو على حتى حقها فى الحياة.

سوريا ليست بعيدة عن هذا النموذج، الاهتمام الروسى بالمنطقة جزء من هذا التصور، والتنافس الإيرانى والتركى جزء من صميم اللعبة، والجزائر باتت قريبة، والحصار غير المرئى من التهديدات المحيطة بدول الخليج جزء من هذا الحصار، وهكذا تجد منطقتنا العربية ملعباً للفرق الكبرى الفاقدة لكل القيم والأخلاقيات وهى تتاجر بأعراض شعوب، وتتنافس على إزهاق أرواح البشر من أجل مصالحها الذاتية.

فجأة اكتشفت الدول الكبرى أن الصراع فى ليبيا يهدد حق شعبها فى الحياة -آه والله- وفجأة اكتشفت أيضاً أن الصراع المسلح لا يساهم فى حل الأزمة أو تقدمها، وإنما يضيف المزيد من المعوقات والمشكلات، وفجأة اكتشفت أن ما يجرى فى ليبيا يهدد الأمن والسلم العالمى، فتحركت وطالبت الجيش الوطنى الليبى بوقف عملياته ضد الإخوان وحلفائهم من تتار العصر وجماعات الإرهاب والعنف لحماية السلم العالمى.

لأجل كل ذلك تحركت القوى العظمى ليس لإنقاذ الشعب الليبى ولا الدولة الليبية، وإنما لإنقاذ جماعات الإرهاب والعنف المُهددة بالانهيار على يد الجيش الوطنى الليبى، ولتؤكد يوماً بعد يوم أنها دول فاقدة للقيم الإنسانية والأخلاقيات التى يجب أن تستمر قواعد للتعامل بين البشر وأن ترديداتها فى هذا الشأن مجرد أكاذيب وكلمات جوفاء.

يجب ألا تصيبك الدهشة وأنت تبحث عن مصادر ثروات هذه الأمم التى تبنى بها حضارتها، لأنها فى الحقيقة مصادر ثرواتك أنت المنهوبة.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا والأمن العالمى ليبيا والأمن العالمى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon