توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وحلم تغيير النظام فى طهران

  مصر اليوم -

ترامب وحلم تغيير النظام فى طهران

بقلم - محمد المنشاوي

لا تسمح التطورات المتلاحقة فى الخليج بأى تحليل منطقى فى ظل تشابك المعلومات والبيانات المتناقضة بين مختلف الأطراف. من ناحية تعلن طهران عدم رغبتها فى مواجهة عسكرية، إلا أنها تؤكد فى الوقت ذاته كامل استعدادها لأى تطورات ومواجهات عسكرية. ولا يختلف الوضع فى واشنطن، فعلى الرغم من الحشد العسكرى المتزايد من قطع بحرية أمريكية متقدمة، إضافة لأقوى ما تملكه القوات الجوية من قاذفات ومقاتلات، إلا أن الخطاب الرسمى لا يقر بالرغبة فى مواجهة عسكرية مع طهران. لكن هناك أطرافا إقليمية تظهر مواقفها الرغبة فى وقوع مواجهة بين طهران وواشنطن. وبين هذا وذاك قد يؤدى أى سوء تفاهم أو سوء توقع سلوك الطرف الآخر بإشعال فتيل المعارك، إلا أن أغلب الأصوات الرزينة داخل واشنطن تشير إلى أن الطرفين ــ الإيرانى والأمريكى ــ سيعرفان طريقهما للتفاوض من جديد، وذلك على الرغم من التناقضات الواسعة التى تعج بها واشنطن فى كيفية التعامل مع إيران.

قبل عامين وقبل تعيينه مستشارا للأمن القومى وخلال مشاركته فى مؤتمر للمعارضة الإيرانية عقد فى العاصمة الفرنسية باريس، عبر جون بولتون بوضوح عن ضرورة تغيير النظام فى طهران. وقال بولتون «إن السياسة العلنية للولايات المتحدة يجب أن تكون الإطاحة بنظام الملالى فى طهران. وأن سلوك وأهداف النظام لن تتغير، وبالتالى فالحل الوحيد هو تغيير النظام نفسه».

وعلى الرغم من أن الموقف الرسمى فى واشنطن يشير إلى أن عقوبات إدارة ترامب المتصاعدة ضد النظام الإيرانى «لا تهدف إلى إسقاط نظام طهران، بل إلى تغيير سلوكه» كما يتكرر على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو، إلا أن دراسة حديثة لخدمة أبحاث الكونجرس، وهو الجناح البحثى للمؤسسة التشريعية الأمريكية، تشير إلى عكس ذلك. وقد اطلعت على الدراسة التى تم تحديثها يوم 30 إبريل الماضى، وجاء فيها أن السياسة الأمريكية ضد إيران قد تؤدى لتغيير النظام فى طهران. واعتمدت الدراسة على تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عنوانه «نظام خارج عن القانون: أنشطة إيران التدميرية» صدر قبل عام بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، واعتمدت كذلك على خطاب وزير الخارجية مايك بومبيو حول سياسة إدارة ترامب تجاه إيران والذى ألقاه أمام مؤسسة هيريتيج فى 21 مايو الماضى، إضافة لعدد آخر من بيانات رسمية صدرت عن إدارة ترامب.

***
تعرض فصل داخل الدراسة بعنوان «السياسة الحالية تجاه إيران: المواقف والأهداف» لموقف إدارة ترامب من خلال أربع نقاط. أولها وصف أزمة العلاقات مع إيران، وأرجعها لكون نظام طهران يمثل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها. ثانيها، شرح السياسة الأمريكية المتمثلة فى تطبيق أقصى ضغوط ممكنة على النظام الإيرانى كى يغير من سلوكه. ثالث النقاط تعرض لشروط تغيير سياسة واشنطن، ووضعت الدراسة شروطا من شأن تطبيقها من جانب طهران أن تغير واشنطن سياستها وتطبع علاقاتها معها. رابعا أشارت الدراسة إلى أن الهدف المحتمل غير المعلنPossible Unstated Policy Objective يتمثل فى أن تؤدى زيادة المشكلات الاقتصادية فى إيران لعدم الاستقرار السياسى والاقتصادى الذى قد يؤدى لتغيير سياسى فى إيران. ويرابط بذلك تعبير الكثير من المسئولين والبيانات الرسمية الأمريكية عادة عن دعم حق الشعب الإيرانى فى «حكومة يستحقونها (يختارونها)».

منذ وصوله للحكم قبل أكثر من عامين، يهاجم الرئيس دونالد ترامب طريقة التعامل مع إيران ووصف الاتفاق النووى الذى وقعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بأنه أسوأ صفقة فى التاريخ. ثم حظر ترامب دخول المواطنين الإيرانيين للولايات المتحدة، وفرض ترامب المزيد من العقوبات على النظام ومؤسسات ومسئولين إيرانيين. وبعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى مع إيران فى مايو 2018، بدأت إدارة الرئيس ترامب فى فرض سلسلة من العقوبات على النظام الإيرانى كان أهمها ما يتعلق بحظر شراء النفط الإيرانى. إلا أن واشنطن منحت فى الرابع من نوفمبر الماضى ثمانى دول فترة لستة أشهر على أن تتوقف بعدها عن استيراد أى نفط، والدول هى (الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا واليونان وإيطاليا)، وانتهت هذه المهلة بنهاية يوم 2 مايو. ولم يعن ذلك توقف شحن النفط الإيرانى، وهناك الآن الكثير من السفن فى مختلف بحار ومحيطات العالم تحمل نفطا أو غازا من إيران فى طريقها للدول المستوردة. إلا أن بعض هذه الدول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان قامت بتقليل الكميات التى تستوردها من النفط الإيرانى خلال الأشهر الستة الماضية، فى الوقت ذاته تجاهلت تركيا والصين والهند التحذيرات الأمريكية. وقامت بعض البلدان التى كانت سابقا تشترى النفط الخام الإيرانى بالانتقال إلى موردين جدد. كذلك بادرت عدة دول للتوقف تماما عن استيراد النفط والغاز من إيران. ولإخافة تلك الدول، ذكر وزير الخارجية مايك بومبيو: «أولئك الذين يواصلون استيراد النفط من إيران يخاطرون بفقدان إمكانية الوصول إلى النظام المالى الأمريكى والقدرة على التعامل مع الولايات المتحدة أو الشركات الأمريكية».

***
لواشنطن خطوط حمراء ثلاثة، إذا ما تخطت طهران أحدها فستقدم واشنطن بلا شك على عمل عسكرى. أول هذه الخطوط يتمثل فى منع شحن النفط من خلال مضيق هرمز، ثانيها اقتراب طهران من الحصول على سلاح نووى، وآخرها وجود تهديد عسكرى حقيقى من إيران لأحد حلفاء واشنطن الخليجيين. ولا تملك طهران أى أصدقاء داخل العاصمة الأمريكية فى وقت تكتل لوبيات عدة دول حليفة لواشنطن من أجل الحفاظ على حالة العداء التاريخى ضد طهران منذ اندلاع الثورة الإيرانية. ولا تتوقف لوبيات دول حليفة لواشنطن مثل السعودية والإمارات وإسرائيل عن الضغط ليتشدد ترامب ويقوم بعمل عسكرى ضد طهران. وستظهر الأيام القادمة مصير تشابك حسابات التطورات على الأرض فى منطقة الخليج مع جهود تلك اللوبيات داخل واشنطن.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وحلم تغيير النظام فى طهران ترامب وحلم تغيير النظام فى طهران



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon