توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل... انتصار مؤقت للسنوار وحصار دائم لعباس

  مصر اليوم -

إسرائيل انتصار مؤقت للسنوار وحصار دائم لعباس

بقلم - نبيل عمرو

الانقسام الفلسطيني المتكرس الذي بلغ مرحلة اللاحل، وتدهور الوضع العربي في زمن الربيع الكارثي الذي لا يعرف أحد على وجه الدقة متى سيتوقف، منح إسرائيل ميزة الحركة الفاعلة عبر الفراغات الفلسطينية والعربية والإقليمية، التي تتسع أمامها بصورة دراماتيكية غير مسبوقة.
على الصعيد العربي والإسلامي والأفريقي، فقد دخلت إسرائيل مرحلة القنوات التي تسبق السفارات، ولا يهمها إن بقيت القنوات سرية كما كانت منذ زمن، أو خرجت إلى العلن، مع أنها تفضل ذلك، إلا أن القنوات بكافة أشكالها ومسمياتها ومجالات اختصاصها تكفي وتزيد، بل ربما تكون أكثر مما تحلم إسرائيل.
أما بالنسبة للفلسطينيين، فقد بلغ العمل الإسرائيلي على جبهتهم مرحلة فيها ترف منح الانتصارات لقسم منهم، ومنح الحصار الخانق للقسم الآخر، وعلى عكس ما يقول المنطق البديهي... فللسنوار الانتصار ولمحمود عباس الحصار.
ما حدث في غزة خلال الأسابيع الماضية، وكما تجمع الصحف الإسرائيلية، بما في ذلك صحف اليمين، رفع حركة «حماس» التي كانت تعاني ما تعانيه تحت ضغط الأوضاع المتردية في غزة، والخشية على مصيرها من خلال حرب واسعة تشن عليها.
ما حدث فعلاً رفع السنوار إلى مرتبة البطل الشعبي فلسطينياً، والشريك المعتمد إسرائيلياً، والرقم الذي لا يمكن تجاهله عربياً ودولياً.
هذا أنعش روح «حماس» ومنحها قوة معنوية كادت تفتقدها في مرحلة ما قبل التهدئة الأخيرة، وطوّر حساباتها الفلسطينية فصارت تطالب بما كانت تخشاه قبل وقت قصير وهو الانتخابات العامة، التي يرى فيها من سيطر عليهم شعور الانتصار، مجالاً مضموناً للفوز وتوسيع النفوذ ليشمل الوضع الفلسطيني كله.
وفي الوقت الذي وجدت «حماس» نفسها ترتقي إلى مرتبة أعلى وأفعل من كل النواحي، لا تجد إسرائيل ما تقدمه للمعتدل الشرعي محمود عباس سوى مزيد من حصار حالته السياسية والشعبية، فكل يوم تعلن عن مشروعات استيطانية عملاقة، وكل ساعة تقدم براهين عملية على أن سلطة عباس فعلاً بلا سلطة كما قال هو أكثر من مرة، وذروة ما وصلت إليه الأمور هذه الأيام ذلك التجريف الفظ لرجال «فتح» في القدس، حيث المعتقلات الإسرائيلية تستقبل أعلى المستويات الفتحاوية من خلال المحافظ غيث ومعه عشرات الكوادر الذين كانوا بالأمس شركاء السلام وحراس الاعتدال الوطني، ولا أحد يعرف ما هي الخطوات التالية ضد الذين كانوا ولا يزالون التعبير الأكثر وضوحاً عن التمسك بالقدس الشرقية كعاصمة لدولتهم المنشودة، وليس غيرهم ومن معهم من رفاقهم من الفصائل الأخرى من يعمل رغم الإمكانات القليلة لصد الاجتياح الإسرائيلي للقدس الشرقية، والوقوف في وجه الدمج المبرمج للمدينة ومواطنيها الفلسطينيين في سياق ترتيبات يجري تطبيقها، ويظن الإسرائيليون أنها ستضع القدس الكبرى التي هي بمساحة خُمس الضفة الغربية في جيبهم وإلى ما لا نهاية.
إذن... فإن التعامل الإسرائيلي مع غزة على قاعدة منح انتصارات ربما تكون سطحية واستعراضية ومؤقتة، ومع الضفة بمزيد من إضعاف السلطة الوطنية وإحراجها وتضييق الخناق عليها بما يؤثر سلباً على ثقة المواطنين الفلسطينيين بها وحتى بجدواها، كل ذلك وبالتأكيد يتم في سياق سياسات مدروسة هدفها إحكام السيطرة على الفلسطينيين في الضفة وغزة على حد سواء، ولكل مكان تكتيكاته المختلفة عن المكان الآخر؛ فـ«حماس» - غزة التي ترفع شعار المقاومة ومارسته في الفترة الأخيرة على نحو أزعج إسرائيل وأرغمها ولو تكتيكياً على تقديم بعض التسهيلات، «حماس» والحالة هذه تجد نفسها مضطرة إلى التوغل في تسويات أقصى ما يمكن أن تصل إليه هو تحسين الأوضاع المعيشية في القطاع، وذلك موضوعياً وتلقائياً يتم على حساب وحدة الحركة الوطنية الفلسطينية ووحدانية الشرعية السياسية التي تمثلها منظمة التحرير.
أما في الضفة، حيث القلق الشعبي يتسع ويتزايد في ظل عدم قدرة السلطة على صد الإجراءات الإسرائيلية المتسارعة في القدس وغير القدس، وكثرة الحديث بين الناس العاديين وعلى مستوى كثيرين من رجالات السلطة بأن في البلاد سلطة بلا سلطة، كل ذلك سيؤدي لو لم تُحسن الطبقة السياسية الفلسطينية في غزة والضفة معالجة الوضع بدءاً بإنهاء الانقسام وتقوية السلطة والمنظمة عبر مؤسسات فاعلة، بما في ذلك إشراك الشعب الفلسطيني في تحمل مسؤولياته عبر انتخابات عامة ترمم المؤسسات المهملة والمتداعية الشرعية، وتضاعف القدرات على المواجهة، دون فعل ذلك فإن ما يجري الآن سيؤدي حتماً إلى وضع مصير الجميع في قبضة إسرائيل التي تتعامل مع الفلسطينيين وفق منطق وموازين الوضع الداخلي والانتخابي تحت سقف إسرائيلي منخفض يؤثر على المصير الفلسطيني ربما وبلا مبالغة في التشاؤم على مدى عقود.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل انتصار مؤقت للسنوار وحصار دائم لعباس إسرائيل انتصار مؤقت للسنوار وحصار دائم لعباس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon