توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفصائل الفلسطينية... قوة الإعاقة

  مصر اليوم -

الفصائل الفلسطينية قوة الإعاقة

بقلم - نبيل عمرو

تعاني الطبقة السياسية الفلسطينية من ازدواجية غريبة، لا يمكن أن تجد مثلها إلا عند الفلسطينيين.
فصائل سياسية تملك حق الفيتو على أي فكرة جديدة، ولكنها في واقع الأمر لا تملك الرصيد الشعبي الذي يؤهلها لذلك، فإذا ما قرر الفلسطينيون عقد برلمانهم الأعلى ووافق ثلاثة أرباع الأعضاء على الحضور تشهر الفصائل في وجه هؤلاء حكاية النصاب السياسي الأقوى من القانوني، ويُعطل المجلس الذي هو الرصيد الاستراتيجي للشعب الفلسطيني كونه مؤسسة برلمانية يجمع العالم كله على الاعتراف بها، بما في ذلك أميركا وإسرائيل.
وإذا ما دعت الحاجة إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، ترفع الفصائل إشارة الفيتو وتروّج لمقولة غريبة «ما جدوى الانتخابات أمام حتمية التوافق».
ومع أن الفصائل اختبرت في الانتخابات العامة مرتين وعبرت نسبة الحسم بصعوبة بالغة وعلى الحافة، إلا أنها ظلت مالكة لحق الفيتو ولم تعدم يوماً مبرراً للهروب من الانتخابات، وقد يتساءل مراقب عن حالة فتح وحماس، اللتين تقاسمتا مقاعد المجلس التشريعي في الانتخابات العامة فالواقع يجيب... فتح وحماس ليستا مجرد فصيلين في الساحة الفلسطينية بل هما تياران يمثل كل طرف منهما قطاعاً واسعاً من الجمهور، أي التيار الوطني العلماني وتيار الإسلام السياسي.
هذه المعضلة نشأت في غمرة التحضير لعقد المجلس الوطني الذي تأخر سنوات طويلة وأدى عدم انعقاده إلى تآكل منظمة التحرير ووقوفها على حافة الانهيارـ ومع أن قرار انعقاد المجلس اتخذ في اللجنة التنفيذية المفترض أنها تمثل جميع القوى الفلسطينية باستثناء تلك العازلة نفسها في دمشق، إلا أن حكاية الفيتو الفصائلي ظهرت من جديد، فإما أن تعطل المجلس وإما أن يعقد ولكن تحت تشكيك صاخب في سلامة شرعيته.
الرئيس محمود عباس ومعه فتح وحلفاؤها الذين يشكلون أكثر من ثلثي أعضاء المجلس، يحتاجون بشدة إلى انعقاده لتجديد شرعية مؤسسات المنظمة وعلى رأسها اللجنة التنفيذية المهددة بخسارة النصاب بحكم كبر سن معظم الأعضاء، وكادت اللجنة التنفيذية قبل عشر سنوات تخسر شرعيتها بفعل الوفاة حين لم يبقَ على قيد الحياة من أعضائها سوى ما يجعلها أسيرة لصوت واحد، كما يحتاج عباس وحلفاؤه في منظمة التحرير إلى مظاهرة سياسية تدعم مبادرته التي أطلقها في مجلس الأمن والمشتقة أساساً من قرارات المجلس الوطني والمبادرة العربية للسلام، ويحتاج كذلك وهو في غمرة خلاف معقد وصريح مع الأميركيين وفي ظله خلاف مستتر مع أطراف عربية... يحتاج إلى إثبات أن غالبية الشعب الفلسطيني معه وليس سوى المجلس الوطني من يثبت ذلك للفلسطينيين والعرب والعالم.
أمّا الذين يعارضون عقد المجلس فينقسمون إلى قسمين؛ الأول يجسده الإسلام السياسي الذي لا تهمه المنظمة لا من قريب ولا من بعيد، بل يراها مجرد حصن لـ«فتح» تتمترس فيه وتفعل نفوذها من خلاله، والقسم الثاني وعنوانه الآن الجبهتان الديمقراطية والشعبية، فهو حتى الآن يقف في منطقة رمادية تحتمل التساؤل، هل سيحضرون أم يقاطعون؟
وحول موقف الجبهتين استنتاج تلقائي مفاده أنهم دائماً يتخذون موقفاً كهذا من أجل تحسين الشروط وزيادة الحصة.
في فرز كهذا تُخرج فصائل دمشق نفسها من المعمعة بالرفض المطلق ورفع شعار مجلس توحيدي يضم «حماس» و«الجهاد» وباقي الفصائل دون استثناء.
ما يصدر عن الرئيس محمود عباس والداعمين لقراره بعقد المجلس يشير إلى أن القرار نهائي، وأن الانعقاد سيتم على أرض الوطن، ويستعين عباس بوقائع جرت فيها فعاليات وطنية مهمة وشارك فيها الجميع، ومن أجل الالتفاف على فكرة أن هنالك من قد يُمنع من الحضور إلى رام الله، يلوذ الرئيس عباس بمخرج تمت تجربته في الماضي وهو إشراك الجميع عبر الفيديو كونفرنس، وبذلك لن يُحرم أحد من المشاركة إذا ما كان الانعقاد على أرض الوطن هو أحد أسباب المقاطعة.
رئاسة المجلس الوطني تواصل ترتيباتها كما لو أن الانعقاد سيتم في موعده أي في الثلاثين من الشهر الحالي، والفصائل الموافقة والمعارضة تدير جدلاً صاخباً، وكل يسعى إلى جذب الآخر إلى جانبه، وأحاديث هامسة عن تدخلات عربية كي لا يصل الشلل إلى آخر ما بقي لدى الفلسطينيين وهو منظمة التحرير.
الأسابيع القليلة التي تفصلنا عن موعد انعقاد المجلس ستظهر ما إذا كانت قوى الإعاقة لا تزال صاحبة الكلمة العليا أم أن تجربة مجلس عمان الذي انعقد بعد الخروج من لبنان ستفرض نفسها أخيراً رغم مقاطعة عدد مهم من فصائل المنظمة، ذلك قبل أن تدخل «حماس» و«الجهاد» على الخط.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفصائل الفلسطينية قوة الإعاقة الفصائل الفلسطينية قوة الإعاقة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon