توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرار التقسيم... ووديعة رابين وهدية ترمب

  مصر اليوم -

قرار التقسيم ووديعة رابين وهدية ترمب

بقلم-نبيل عمرو

بعد سبعة عقود من رفض الفلسطينيين والعرب قرار التقسيم؛ يعاد السؤال: هل أخطأوا بالرفض أم أصابوا؟
تختلف الإجابات... فالذين يعتنقون مبدأ «إما كل شيء أو لا شيء» ما زالوا يعدّون الرفض عين الصواب، أما الذين آمنوا بالتسويات واعتمدوا مبدأ «إنقاذ ما يمكن إنقاذه»، فيعدّون الرفض خطأً فادحاً أدى في الواقع إلى إضاعة كل شيء دون تحصيل أي شيء. ولأن الزمن لا يعود إلى الوراء، فإن الحديث عن هذا الأمر لا ينفع في تغيير ما كان، وربما ينفع لترشيد القرار فيما سيكون.
الدليل الحاسم على خطأ الرافضين في ذلك الزمن أن ما رفض في حينه تجري المطالبة بأقل من ربعه الآن، وحتى هذا «الأقل» لا ضمانة للحصول عليه.
شيء مشترك مع اختلاف الزمان والمكان بين رفض «قرار التقسيم» ورفض «وديعة رابين» التي قبل الإسرائيليون بمقتضاها الانسحاب مما يوازي أكثر من 90 في المائة من أرض الجولان مقابل سلام كامل مع سوريا يشبه السلام الذي أبرم مع مصر والأردن.
كان الرفض مبرراً في حينه بمبدأ «إما كل شيء أو لا شيء»؛ فإما أن يتمكن الطلبة السوريون من السباحة في بحيرة طبريا كما كان يفعل الرئيس الراحل حافظ الأسد في زمن التلمذة، وإما أن تبقى البحيرة وشاطئها ومن ورائها هضبة الجولان بأسرها في القبضة الإسرائيلية.
على مدى احتلال إسرائيل هضبة الجولان منذ عام 1967 وحتى أيامنا هذه؛ جرى استثمار اقتصادي واستيطاني وأمني لتلك القطعة الصغيرة من الأرض السورية؛ ففي مجال الاقتصاد دخلت خزينة الدولة العبرية مليارات الدولارات من عائدات الهضبة التي تنتج أفضل أنواع الخضراوات والفاكهة، فضلاً عن أنها وعلى الصعيد السياحي دجاجة تبيض ذهباً، أما على الصعيد الاستيطاني فعلى الهضبة الضيقة يعيش 20 ألف مستوطن، وهم مرشحون للزيادة، خصوصاً بعد القرار الأميركي، ويقابلهم العدد نفسه تقريباً من المواطنين السوريين.
بوسعنا قول الكثير عن عدم شرعية احتلال الجولان السورية العربية أصلاً، وعدم شرعية ضمها لإسرائيل منذ أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وعدم شرعية قرار ترمب الأخير، وجملتنا جاهزة في هذا المجال: «ممن لا يملك إلى من لا يستحق»، وبوسعنا كذلك الدخول في عملية إحصاء للدول التي ستعلن اعتراضها على قرار ترمب، وإحصاء القوانين الدولية التي لا تجيز الاحتلال والضم ولا تجيز كذلك القبول بهما أو شرعنتهما. غير أننا ونحن نفعل ذلك نضع أنفسنا في وادٍ وإسرائيل وأميركا في وادٍ آخر، فالدول التي تقيم لها إسرائيل وزناً هي تلك التي تؤيدها وتتماهى مع سياساتها. لهذا؛ وعلى الصعيد الدبلوماسي، تعدّ إسرائيل ميكرونيزيا أكثر أهمية من الصين، وأميركا أكثر أهمية من الكون كله.
أما القانون الدولي الذي لم يوضع إلا من أجل أن يستخدمه العاجزون والذي نستند إليه في كل محاججاتنا وسياساتنا، فقد استبدلت به إسرائيل القوانين التي يصدرها الكنيست ويؤيدها الكونغرس.
نتيجة إحصائنا الأولي للدول التي لم توافق على هدية ترمب لإسرائيل، وجدنا أنها كل دول العالم، غير أن ما ينبغي الانتباه إليه في هذا الاتجاه؛ هو كم دولة ستتخذ إجراءات عملية ضد إسرائيل وأميركا.
الضريبة الكلامية ستدفع على الفور؛ تنديد وإدانة ورفض ووعيد، بينما تتواصل حركة الوفود السياسية والاقتصادية والعسكرية إلى إسرائيل، ولن يخلو الأمر من زيارات إلى الجولان لإطلاع الوفود على مدى أهميتها الأمنية والاستراتيجية لدولة إسرائيل.

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار التقسيم ووديعة رابين وهدية ترمب قرار التقسيم ووديعة رابين وهدية ترمب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon