توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التهدئة والمصالحة على الطريق الدائري

  مصر اليوم -

التهدئة والمصالحة على الطريق الدائري

بقلم - نبيل عمرو

من الذي يسبق الآخر التهدئة أم المصالحة، هذا هو موضوع الجدل الدائر بين كل الأطراف التي تتعاطى مع الشأن الغزي، وذلك يشبه في عدميته وقلة جدواه الجدل الأزلي القائم حول من سبق الآخر، البيضة أم الدجاجة.

الأطراف الأربعة الذين يشكلون معادلة غزة «فتح، حماس، إسرائيل، مصر» ما زالوا في طور المقدمات دون الدخول إلى صلب الموضوع، والمخرج النموذجي الذي تتبناه مصر هو العمل على خطين متوازيين مع أفضلية تضع المصالحة في المرتبة الأولى، من أجل توفير شرعية وطنية كاملة لأي اتفاق يمكن أن يبرم مع إسرائيل.

و«فتح» تتخذ نفس الموقف، مع اشتراطات مسبقة تبعد عنها شبهة الاكتفاء بدور المحلل، أو مجرد توفير غطاء شرعي لأمر تقول «حماس» إن لا ناقة لها فيه ولا جمل.

و«حماس» الممسكة بغزة من تلابيبها، وصاحبة الحرب التي فتحت ملف التهدئة والتنمية، ترى أنها في هذا الشأن تملك اليد العليا وفق منطق من يطلق النار يقوم بالتهدئة.

أما إسرائيل فقد حسمت الأمر على نحو تظل يدها العليا فيه فارضة نفسها على الجميع، إذ وضعت جدول حرب والتهدئة في آن معاً.

الحرب وبلا هوادة متاحة في كل وقت، والمحرم الوحيد فيها هو الاجتياح البري الشامل ما دام القصف وحده يكفي لأداء المهمة.

وانبثق عن هذا مصطلح الهدوء يقابله الهدوء، وذلك لا يحتاج إلى اتفاقات موثقة تحرج إسرائيل لو تمت مع «حماس»، بل يترك الأمر للميدان كي يقرر الخطوات العسكرية اللازمة، وفي هذا السياق أثبتت القناة المصرية نجاعتها في وقف التصعيد تارة وفرض الهدوء المتبادل المؤقت تارة أخرى، وهذه الصيغة لا تصلح لأن يبنى عليها اتفاقات دائمة أو أثمان سياسية على أي مستوى.

مشكلة غزة في بعدها الفلسطيني أنها لم تجد حلاً خلال الإحدى عشرة سنة الماضية، وذلك بفعل انعدام التوازن في القوى على أرضها، ما يبعد منطقياً إمكانية الحل المتوازن بشأنها، ذلك أن السيطرة المطلقة لـ«حماس» على قطاع غزة واحتفاظها بقوة طاغية جعلا «فتح» وباقي الفصائل عديمة التأثير الفعلي في خطط «حماس» وبرامجها وسلطتها.

أما السلطة في رام الله فتملك في المسألة الغزية أمرين مؤثرين نسبياً هما المال والشرعية، لكنهما لم ينجحا حتى الآن في إنتاج خلاصات سياسية تسقط حكم حماس في غزة أو ترخي قبضتها عليها، وهذا زاد أمر المصالحة تعقيداً يعاني منه المصريون الذين يتحركون بحذر خشية التأثير على دور الوسيط النزيه بشبهة الانحياز لطرف دون الآخر.

لقد أرهقت معادلة شرعية رام الله وتمكن «حماس» من غزة مصر التي تتجاذبها مؤثرات متعددة، فإن جرى الحديث عن الأمن فالجغرافيا تضع غزة على رأس الأولويات المصرية، وإذا كان الحديث عن المعاناة التي تصل حد الكارثة الإنسانية، فمصر صاحبة المنفذ الوحيد من غزة إلى العالم الخارجي وتبدو معنية أكثر من غيرها في هذا الأمر، وإذا كان الحديث عن الالتزام بالشرعية فمصر مع شرعية عباس ومنظمة التحرير، وفي ذات الوقت تتعامل مع الأمر الواقع في غزة محاولة تفادي الاتهام بمنح الأمر الواقع شرعية موازية تعرف «حماس» كيف تستفيد منها في صراعها الطويل والدؤوب مع فتح.

بعد أيام ستبدأ جولة من المشاورات والمفاوضات والمجادلات في القاهرة، وسيدخل المتحاورون هناك في الدوامة التي ما خرجوا منها طيلة إحدى عشرة سنة، وستكون محطة أول الخريف واحدة من محطات قطعها قطار المصالحة على الطريق الدائري الذي ينتهي من حيث بدأ.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التهدئة والمصالحة على الطريق الدائري التهدئة والمصالحة على الطريق الدائري



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon