توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين شقي الرحى

  مصر اليوم -

بين شقي الرحى

بقلم-نبيل عمرو

يتابع الفلسطينيون أخبار الانتخابات الإسرائيلية باهتمام أكثر بكثير من متابعة أخبار حكومتهم وانتخاباتهم.

معذورون في قلة الاهتمام بحكومتهم، فليس لهم في أمر إقالتها أو تشكيل غيرها أي دور يذكر، فضلاً عن أنهم يعرفون قدرات أي حكومة تتشكل تحت أي اسم في زمن الاحتلال المطبق على صدورهم، والمسيطر على حياتهم بالجملة والتفصيل، كذلك فهم لا يهتمون بانتخاباتهم لأنها غير مؤكدة، إذ لا قانون يحتم إجراءها في وقت محدد، والتجربة قالت إنها تؤجل بلا ضوابط وتلغى تحت ذريعة دائمة وهي عدم نضج الظروف، وسيصدقون أن انتخاباتهم جرت حين تجري بالفعل وقبل ذلك لا لزوم لكثرة الانشغال بها والحديث عنها.

متابعة الفلسطينيين للحملة الانتخابية في إسرائيل، مردها أنهم يرون في مجرياتها ونتائجها ما يمس حياتهم اليومية من كل جوانبها وحقوقهم التي ما تزال كلها في قبضة المحتلين، يضاف إلى ذلك دور الإعلام الإسرائيلي الذي يعتبر أهم مصادر المعلومات عند الفلسطينيين، فهو بكثافته ومهنيته العالية، يمتلك قدرة متفوقة على فرض اهتماماته ومعالجاته على الفلسطينيين والإسرائيليين.

بمراقبة مجريات الحملة الانتخابية المحتدمة في إسرائيل، يشعر الفلسطينيون أنهم واقعون بين شقي الرحى، فالجنرالات الذين يبلورون تحالفاً فيما بينهم ويحققون تقدماً في استطلاعات الرأي، يواصلون وحتى يبالغون في وعد الفلسطينيين بمزيد من الحروب خصوصاً في غزة التي يسوق الدمار الشامل الذي لحق بها على أيدي جنرال الجنرالات «جانتس» كمادة مركزية جاذبة للأصوات.

أما شق الرحى الآخر فهو اليمين المتشدد الذي سيجد طريقاً للاصطفاف وراء نتنياهو وإعادة تتويجه، ورغم فضائح الفساد الضخمة التي التصقت به، فإنه بفعل هذا الاصطفاف ما يزال يحتل الأولوية لاستئناف قيادته للدولة العبرية، فليس لديه من جديد يهدد به غير ما يفعل، يضاعف الاستيطان، ويسرّع ضم القدس ودمج الأحياء العربية بها كعاصمة موحدة لإسرائيل، ويستخدم بفاعلية سياسة العصا والجزرة مع غزة، فهو يسمح بمرور المال القطري المتواضع التأثير لضخامة الكارثة، وفي ذات الوقت يقصف بصورة انتقائية ويحرص على تحقيق الأهداف كما يريد دون التورط في مغامرة اجتياح شامل، أما على صعيد التسوية فقد حدد نتنياهو اتجاه إسرائيل بحيث لا يختلف اليمين واليسار عليه... «أكثر بقليل من حكم ذاتي وأقل بكثير من دولة».

إذن فإن المعادلة التي تحكم الصراع الانتخابي في إسرائيل تشكلت على فكرة أن من يثبت قدرة أكثر على إيذاء الفلسطينيين سيحظى بفرصة الفوز، ولا برنامج سياسياً غير هذه الجملة ما يوجه الوعود الانتخابية.

ويتابع الفلسطينيون بقلق وتوجس الغياب المطلق لمن كانوا يتحدثون عن السلام ممن سموا طويلاً بقوى اليسار، لقد تبدلت الأمور كثيراً منذ كان حزب العمل هو التعبير الجدي عن اليسار، وآخر إنجازاته أنه مرر اتفاق أوسلو بصوت واحد في الكنيست، ومنذ ذلك الوقت واصل التراجع والانهيار حتى صار مهدداً إمّا بعدم تجاوز نسبة الحسم في أسوأ الحالات أو الحصول على خمسة أو ستة مقاعد في أفضل حال.

في أيامنا هذه حيث شقا الرحى يطحنان الواقع والحلم الفلسطيني بلا هوادة، لا يجد المطحونون ما يلوذون به، حتى أبسط مقومات المواجهة الذي تشكله جبهتهم الداخلية التي ما تزال تعيش أسوأ أوضاعها، ومحيطهم العربي ينصرف إلى انشغالاته المتجددة والمتعاظمة، والعالم الذي يعطيهم الأصوات في الأمم المتحدة ممنوع من الاقتراب منهم، والأميركيون المقاولون الأزليون لما يأخذ الفلسطينيون وما لا يأخذون يتأهبون لطرح صفقة لن يقبلها الفلسطينيون بالتأكيد، ولكن لا ضمانات بين أيديهم لئلا تمر ولو الجزء الإسرائيلي منها، ليس كتسوية وإنما كإجراء تصفية.

نقلا عن الشرق الاوسط 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 01:43 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

قاموس الاستقرار وقاموس النار

GMT 01:32 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

بريد الليل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين شقي الرحى بين شقي الرحى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon