توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى البدء كانت «عُمان»

  مصر اليوم -

فى البدء كانت «عُمان»

بقلم-جيهان فوزى

«صفقة القرن» تحط أوزارها كما الحرب على كاهل الشعب الفلسطينى، بتخطيط أمريكى- إسرائيلى وتنفيذ عربى بامتياز.. كيف ولماذا؟! سؤال ينطوى على الكثير من التعقيد، نتنياهو منذ زمن يتباهى بإقامة إسرائيل علاقات سرية مع دول عربية، وتأتى تصريحاته المتكررة للفت الانتباه إلى تسابق الدول العربية لبناء علاقات قوية مع إسرائيل، فعلى حد تعبيره تتمنى كل الأنظمة العربية أن تكون لها ميزة القربى أكثر من غيرها!

إن هدف إسرائيل من وراء ذلك واضح لإحباط الشعوب العربية والزج بها فى قفص الاستسلام لفكرة أن إسرائيل باتت واقعاً لا مفر منه، لكن ما هو هدف الأنظمة والحكام العرب؟ قال نتنياهو فى أحد تصريحاته الصحفية: «عندما تكون لإسرائيل والدول العربية الرئيسية رؤية واضحة لا بد من التنبه. هذا يعنى أن هناك شيئاً ما يحصل». وللأسف فإن أغلب الدول العربية مهيأة لعلاقات علنية مع إسرائيل، لأنها تشعر أنها مهددة من إيران وليس من إسرائيل، ولم تعد الاتصالات بين دول خليجية -خصوصاً السعودية والإمارات- طى الكتمان والسرية بعد ظهور تسريبات إسرائيلية تكشف عن وجود علاقات تتجاوز الاتصالات مع دول عربية لا ترتبط معها باتفاقيات سلام، لكن المشترك فى تلك العلاقات أنها ضد عدو مشترك هو (إيران). تلك الاتصالات التى تجرى بصورة غير معلنة هى أوسع نطاقاً من تلك التى جرت فى أى حقبة سابقة من تاريخ إسرائيل. بدأ نتنياهو يكشف علناً عن اتصالاته بالدول العربية التى لا تربط بلاده علاقات دبلوماسية معها، ففاجأ العالم بزيارة علنية إلى سلطنة عُمان الشهر الماضى، ورغم أن الطرح الرسمى للزيارة لا يعدو كونه رغبة السلطنة فى مساعدة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى دون لعب دور الوسيط للتقارب باتجاه مفاوضات التسوية السلمية، ورهان عُمان على الولايات المتحدة ومساعى رئيسها ترامب باتجاه «صفقة القرن»، فإن نتنياهو يرى أن الزيارة تثبت أن نهجه الإقليمى يؤتى ثماره ويهمش الرئيس الفلسطينى محمود عباس، فالزيارة لم تقتصر على الموضوع الفلسطينى، بل تبين دور مسقط كقناة خلفية محتملة مع إيران ربما فيما يتعلق بسوريا.

أما البحرين، وهى على قائمة زياراته المرتقبة، فهى تدعم دور السلطنة فى محاولة لإقرار السلام الفلسطينى الإسرائيلى، كذلك السعودية التى ترى أن عملية السلام العادل هى مفتاح التطبيع مع إسرائيل، حيث يروج نتنياهو والإدارة الأمريكية لفكرة أن تقاطعاً جديداً للمصالح بين إسرائيل وبعض الدول العربية يمكن أن يقود إلى هيكلة دبلوماسية إقليمية، فيما كانت محطة الزيارة الثانية لنتنياهو «تشاد»، وهى الجمهورية الإسلامية التى أغلقت باب العلاقات الرسمية وغير الرسمية نهائياً مع إسرائيل قبل 40 عاماً وانحازت حينها إلى موقف الدول العربية والإسلامية الموحد الذى طالب بقطع كل الاتصالات معها فى أعقاب حرب 1973، فلم يعد الباب التشادى مغلقاً فى ظل التطورات السياسية المتسارعة فى المنطقة والتقارب الواضح مع إسرائيل ضمن قطار التطبيع الذى وصل إلى محطات مهمة داخل بعض الدول، ودفع تشاد لتغيير موقفها وترك الباب مواربا لدخول الهواء الإسرائيلى فى أجوائها بأمر من الرئيس التشادى «إدريس ديبى اتنو»، فكشفت القناة الإسرائيلية الثانية عن أن تشاد تقيم علاقات مع إسرائيل منذ ثلاثة أشهر، وفى حال وصلت للتطبيع الرسمى فمن المتوقع أن تتبعها علاقات مماثلة مع دول أفريقية مسلمة مثل مالى والنيجر، ونجاح إسرائيل فى اختراق القارة السمراء خلال الفترة المقبلة سيكون عبر بوابة تشاد، واختراق أفريقيا يبدأ منها لأنها تمثل بوابة الدول العربية كالجزائر وليبيا وغيرها وهذه سياسة الاحتلال الإسرائيلى، فضلاً عن أن تشاد لن تكون عربية وفلسطينية أكثر من العرب والفلسطينيين بعد انهيار السد العربى المنيع ضد التطبيع. تبدو السلطة الفلسطينية عاجزة وفى أضعف حالاتها، تراقب تطور العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية بقلق بالغ، كالاتصالات الجارية مع السودان والبحرين وتجدد العلاقات مع تشاد، محاوِلةً لجم هذا التقارب. لكن كيف يحدث ذلك فيما يتجاوزها الجميع سياسياً ودبلوماسياً؟!

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى البدء كانت «عُمان» فى البدء كانت «عُمان»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon