توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إذا جار عليك الزمن

  مصر اليوم -

إذا جار عليك الزمن

بقلم : جيهان فوزى

نحن نعيش فى مجتمعات العالم الثالث، شعوب فقيرة، وحاضر مظلم، ومستقبل مجهول. لا ضمان اجتماعى، ولا أمان اقتصادى، ولا تأمين صحى، ولا وظائف مضمونة، ولا مرتبات ثابتة. شعوب تعيش على الهامش، تخضع لأمزجة أنظمة قمعية كل همها أن تظل متسيّدة متمكنة من الحكم لا مساس به ولا خطورة تقترب منه. نحتاج إلى عقول صافية إلى جانب عقولنا المشوشة كى نستطيع التأقلم والعيش، بالكاد نبتسم، وبقوة الدفع مستمرون، الإحباط صديقنا، والسعادة عدونا، فكيف نعيش ونستمر دون التعثر فى ركام من المشاكل المستعصية والمتصاعدة. إذا ما فكرنا فى الحاضر داهمنا الاكتئاب، وإذا ما ابتعدنا قليلاً وخرجنا من عباءة الحاضر إلى المستقبل انقضّ علينا اليأس ونال منا الإحباط، الصورة مظلمة لا نستطيع تبين ملامحها، فكيف إذا كان الحديث عن أرذل العمر وتوابعه؟

الدول المتحضرة والمجتمعات الحديثة التى لا ينقصها من الرفاهية شىء، حيث تتوافر الحياة الكريمة والأوضاع الاقتصادية الميسورة، انطلقت الأفكار المبدعة ذات الآثار الواعدة لمستقبل تلك الشعوب. ورغم أنها بلدان مستقرة اقتصادياً واجتماعياً، فإنها لم تبخل بالمزيد من العطاء على شعوبها بحثاً عن راحتهم فى شيخوختهم وعجزهم، فتفتق الذهن المبدع عن فكرة مبهرة هى «بنك الزمن» سعياً لتلبية الاحتياجات التى لا يقوى عليها الفرد فى وقت ما من مراحل العمر وسياق الزمن كالعجز والمرض، بدأت الفكرة فى سويسرا، بلد الرفاه والانتعاش الاقتصادى والبنوك العملاقة التى لا تعرف الرحمة ولا تتحدث إلا بلغة المال والأعمال، لكنها فى المقابل قامت بإنشاء بنك من نوع فريد يهدف إلى تحقيق جانب من جوانب الضمان الاجتماعى للأفراد والمجتمع، وأطلقت عليه «بنك إيداع الزمن» أو «بنك الزمن»، وتقوم فكرته على أساس إنسانى بسيط، وهو التعامل مع الوقت بدلاً من المال، بحيث يتم فتح حساب للمتبرع تحت مسمى «حساب الزمن» فيودع المتبرع فيه ساعات عمل يطلق عليها ساعات «كسب الوقت»، وهى الساعات التى يكتسبها من خدمة عملاء البنك (مرضى ومسنين ومعاقين) الذين لا يجدون من يهتم بهم ويرعى شئونهم أو يرفق بحالهم، سواء من الأسرة أو الأقارب.

يُشترط فى المشترك أن يكون سليماً صحياً وقادراً على العطاء والتواصل مع الآخرين والتحمل، والأهم أن يكون راغباً فى تقديم الخدمات طوعاً وبإخلاص، وعندما يحتاج الشخص المتبرع إلى مساعدة يرسل له البنك شخصاً متطوعاً من المساهمين فى البنك ليخدمه ويخصم الوقت من حسابه، ويقدم المتطوع خدماته للمحتاج فى البيت أو المستشفى أو حسب الحاجة، وهكذا تسير دورة الاستثمار فى الزمن قائمة على مبدأ الأخذ والعطاء فى إطار إنسانى بحت، والأجمل أنها تحفظ كرامة الإنسان وقت الحاجة! فكرة عظيمة ومفيدة ما أحوجنا إلى قيمها، ونفتقر إلى إنسانيتها، فهى تنأى بالعاجز عن العوَز وتُكرم المسنين فى شيخوختهم، وتحميهم من امتهان كرامتهم أوتركهم على قارعة الطريق. نحن بحاجة ماسة إلى هذا البنك الإنسانى الذى سيحفظ كرامة عجزنا وضعفنا وشيخوختنا إذا ما جار علينا الزمن وتركنا على قارعة الطريق بلا سند ولا ضمان، أو شكّلنا عبئاً جديداً على كاهل دولنا التى تعانى الفقر المادى والإنسانى والأخلاقى. فكرة يمكن تطبيقها فى مجتمعاتنا العربية ستغير كثيراً من مفاهيمنا وتحفظ كرامتنا وتجل شيخوختنا، لكنها تتطلب الانضباط والإحساس بالمسئولية والإخلاص فى أداء العمل، وقبل كل ذلك تحتاج إلى التأهيل النفسى والتربوى والثقافى منذ الصغر، كما تفعل شعوب العالم المتحضرة التى تؤهل أطفالها منذ نعومة أظفارهم إنسانياً وتربوياً وفكرياً.. فهل نستثمر التجربة؟.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذا جار عليك الزمن إذا جار عليك الزمن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon