توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كفر ناحوم» الجحيم المسكوت عنه

  مصر اليوم -

«كفر ناحوم» الجحيم المسكوت عنه

بقلم-جيهان فوزى

«كفر ناحوم» هو فيلم للمخرجة اللبنانية «نادين لبكى» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان «كان» السنيمائى الدولى فى دورته 71، تم تصويره فى لبنان، «كفر ناحوم» هو مصطلح تاريخى يعنى الخراب أو الجحيم، ولعل لاسم الفيلم معنى ومغزى، أرادت به المخرجة أن ترسل رسالة إلى الدولة وأجهزتها عن معاناة المهمشين ومشاكلهم، فهو يتناول أهم القضايا المجتمعية مثار السجال والجدل، كالفقر واللجوء والعمالة الأجنبية والبطالة والسجون وزواج القاصرات والاتجار بالبشر، الفيلم يدور حول طفولة معذبة وبؤس وعنف أسرى، يطرح الأسئلة لكنه لا يضع الإجابات ولا يتطرق للحلول، يتحدث عن قعر المدينة بعيداً عن صخبها وبريقها، يحاول الغوص فى أعماق المجتمع السفلى وحياة المهمشين من لبنانيين وغير لبنانيين، فالصورة التى ينقلها الفيلم موجعة وربما لا يحب الكثيرون أن يشاهدوا مظاهر البؤس هذه، لكن تلك المظاهر ليست حكراً على بيروت وحدها، فالبؤس موجود فى كل مكان وهو مسئولية مجتمع ومواطن ودولة.

يروى الفيلم قصة طفل يعيش فى الأحياء الفقيرة المهمشة فى العاصمة اللبنانية، فى ظروف معيشية قاسية، ونظراً لهذه الظروف والمعاناة يقرر الطفل بطل الفيلم مقاضاة والديه لأنهما سبب مجيئه إلى هذا العالم المضطرب، قصة الفيلم تتمحور حول طفل لا يتجاوز الثانية عشرة من العمر، لكنه يقوم بدور المعجزة يحملها على كاهله الضعيف الصغير ليسير فى دروب البؤس والشقاء، فهو ينحدر من عائلة فقيرة وبيئة ومحيط بائسَين، هو ضحية لأوضاع اقتصادية صعبة تكاد تكون معدومة، وأهل بلا مسئولية، ووعى اجتماعى غائب وسلطة ناقصة، ليس لدى الطفل «زين» -بطل الفيلم- من يلجأ إليه أو يستشيره أو من يمد له يد العون، فلا مرجعية أخلاقية يستند إليها، ولا رؤية أو هدف واضح يحدد مساره فى الحياة، الضياع هو غايته الوحيدة لأنه لم يجد غيره فى الحياة، «زين» كان مدخلنا إلى عالم لا نعرفه؛ العشوائيات وأطفال الشوارع، وفوضى العيش والتلوث السمعى، كل تلك الأشياء كنا نظنها بعيدة جداً، لكنها فى واقع الأمر على مرمى البصر.

«زين» الطفل الذى يعيش مع أسرة فقيرة بلا شهادة ميلاد فى لبنان، يسخط على والديه اللذين جلباه إلى هذا العالم المتوحش دون أن يقدما له الأمان الاجتماعى والنفسى والموارد التى تعينهما على رعايته، ورغم أن الفيلم لم يعكس بشكل واضح مسئولية الدولة عما حصل ويحصل فى لبنان، لكنه أوحى بهذه المسئولية ضمنياً. «كفر ناحوم» هو فيلم مأساوى بامتياز وهو الأشد إيلاماً وعبثية وشجناً وغضباً، رغم أنه يحاول فى النهاية البحث عن مخرج سواء كان فى لبنان أو أى بقعة من العالم.

تقول مخرجة الفيلم «نادين لبكى»: «إن الهدف من الفيلم هو أن يتحول ما يحصل من معاناة يومية للمهمشين إلى نقاش مفتوح، وأن ينظم ورش عمل لعرض وجهات النظر والبحث عن حلول حقيقية». هكذا ترى «لبكى» لبنان فى ثالث أفلامها الروائية الطويلة، هذا البلد العصىّ على الانكسار والتغيير أيضاً! فقد رسمت بريشتها الفنية رؤيتها الشخصية لأمور كثيرة حدثت فى بلدها لبنان وتطورت منذ ثورات الربيع العربى عام 2011، حيث إن هذا الربيع لم يمر من هنا (لبنان) كما فى عواصم عربية أخرى -كما تقول «لبكى»- فهى تسلط الضوء على أزمة النفايات والانتخابات الفاشلة، والأولويات التى تغيرت، ولعل أهم ما حدث لنادين أنها انتقلت من مرحلة تقديم الحلول إلى طرح الأسئلة، وبهذا المعنى قدمت فيلم «الجحيم» إن صح التعبير.

«كفر ناحوم» ليس للبنانيين فقط، فالمشاكل التى عرضها الفيلم غير موجهة للبنان أو العالم العربى فقط، هى مشاكل عالمية، بحسب «لبكى»، حيث تتزايد أزمة اللجوء واللاجئين والفقر، ولم تعد محصورة ببلد واحد، كل بلد فى العالم يعيش هذه الأزمة، وأزمة المهمشين وأطفال الشوارع هى موضوع يؤثر على بلدان عديدة، لكن تأثيره المتنامى يظهر جلياً فى منطقتنا العربية نظراً لافتقار الآليات الواضحة للتعامل مع هذه الأزمات المستفحلة.

نقلا عن الوطن 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كفر ناحوم» الجحيم المسكوت عنه «كفر ناحوم» الجحيم المسكوت عنه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon