توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فرق الموت» بنكهة عربية

  مصر اليوم -

«فرق الموت» بنكهة عربية

بقلم - جيهان فوزى

مثلما يكون للجاسوس دور فعال فى الحروب بين الدول يمدها بالمعلومات الدقيقة ويمهد لها الطريق لمعرفة أدق التفاصيل حول الآخر، فإن إسرائيل لم تدخر جهداً فى استغلال كل أدواتها الاستخبارية فى حربها القذرة مع العرب والفلسطينيين، وإحدى أهم هذه الأدوات «وحدة المستعربين» أو فرق الموت، وعادت لتنشط بعد استخدام قوات الاحتلال عناصر المستعربين بشكل واضح فى مواجهة المظاهرات الفلسطينية الحالية، يرتدون اللباس الفلسطينى ويتسللون ملثمين إلى تجمعات الشبان الفلسطينيين أثناء مواجهتهم قوات الاحتلال فيقومون باستدراجهم والمساهمة فى اعتقالهم وقتلهم فى أحيان كثيرة. تقوم عناصر هذه الوحدة بالتجول فى المناطق الفلسطينية ويتخفون بلباس المواطنين الفلسطينيين ويتم اختيارهم تبعاً للمهمة واحتياجاتها فاغتالت عدداً من القيادات والنشطاء الفلسطينيين، إضافة إلى عمليات التتبع وتقصى المعلومات حول المشاركين فى المظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلى وكانت فى أوج نشاطها خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 عندما كان إيهود باراك، وزير الأمن الإسرائيلى، ومهمتها مباغتة الهدف داخل التجمعات الفلسطينية حيث يتخفون بالكوفية الفلسطينية ويستقلون سيارات تحمل لوحات فلسطينية ولا يوجد وقت محدد لتنفيذ عملياتهم، بل يتحركون فى اللحظة التى تتوافر فيها المعلومات الاستخبارية عن الهدف، ويقومون برصده ومراقبته، وخلال تحركهم يكونون على اتصال مباشر مع وحدات عسكرية قريبة للتدخل عند الضرورة.

«المستعربون» وحدة عسكرية إسرائيلية أنشئت قبيل حرب عام 1948 مكونة من ثلاثة أقسام «اليمام»، التابعة للشرطة العسكرية الإسرائيلية، ووحدة «دوفدوفان»، التابعة لجيش الاحتلال، وكانت تعمل فى الضفة الغربية، ووحدة «الشمشون» وكانت تعمل فى قطاع غزة وتابعة للجيش أيضاً. تاريخياً كانت وحدة المستعربين تتبع جهاز الأمن الداخلى «الشاباك»، وكانت مهمتها الاندماج مع اللاجئين الفلسطينيين، ثم نشأت فكرة تشكيلها لدى جهاز الاستخبارات الخارجية «الموساد»، وبدوره استغل موجات اللاجئين الفلسطينيين خلال حرب 48 من أجل زرع العملاء اليهود فى الدول العربية إبان الحرب وبعدها فحصل هؤلاء العملاء على هويات عربية ومن خلال هذه الهويات عمل العديد منهم مثل «إيلى كوهين» فى دمشق، الذى أعدم عام 1965، و«باروخ مزراحى»، الذى زرع فى اليمن واعتقل فى مصر، حيث أطلق سراحه، وهؤلاء تخصصوا فى إرسال التقارير وأى خطوات غير عادية أخرى للدول التى عاشوا فيها. لقد تأسست وحدة المستعربين قبل قيام إسرائيل حيث كانت للمنظمات اليهودية كـ«الهاجاناة» وحدات مستعربة تقوم بجمع المعلومات وتنفيذ الاغتيالات وبقيت هذه الوحدة حتى بعد قيام دولة الاحتلال وكان أفرادها يوجدون دائماً فى التجمعات الفلسطينية ثم توقف عملها مدة طويلة لتعود مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 بنفس الكيفية، فإلى جانب مهامهم الاستخباراتية والاعتقال والقتل يشنون حرباً نفسية ويبثون الشائعات لإثارة الفتنة بين الناس الذين يعيشون بينهم لفترات قد تمتد لأشهر حتى انتهاء المهمة.

المستعربون أحد الأسرار الكبيرة فى الأوساط الاستخبارية الإسرائيلية، وقد حُلت هذه الوحدة بعد تراكم المشاكل الاجتماعية التى نجمت عنها، إذ اضطر هؤلاء للزواج من عربيات مسلمات تحت وطأة الضغوط من المحيط العربى الذى عاشوا فيه، وعندما قرر جهاز الشاباك إخراج المستعربين من الميدان ظهرت متاهات صعبة ومحيرة للتعامل مع الزوجات والأبناء، هل يخرجون معهم أم لا؟. فمثلاً «أحمد» العربى فجأة يصبح «يوسى» اليهودى، وعليه أن يصارح أسرته بالحقيقة وأنه ليس العربى الوطنى الذى أحبته زوجته إنما يهودى، فتحولت إلى مشكلة كبيرة، خصوصاً عندما يصل ابن المستعرب إلى سن الخدمة فى الجيش، ويجب أن يقرر إن كان سيتجند أم لا، فهو يعرف أن والدته عربية وأباه يهودى، ويسأل نفسه إلى أين عليه أن يوجه بندقيته؟!.

نقلا عن الوطن القاهريه

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فرق الموت» بنكهة عربية «فرق الموت» بنكهة عربية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon