توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صلاح الدين «أردوغان»

  مصر اليوم -

صلاح الدين «أردوغان»

بقلم : جيهان فوزى

حرر الناصر صلاح الدين الأيوبى المدينة المقدسة «مدينة القدس» من أيدى الصليبيين فى الحرب الصليبية الثالثة.

و«الحروب الصليبية» التى استمرت ثلاثمائة عام من أواخر القرن الحادى عشر وحتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر (1096- 1291)، هى مصطلح أُطلق على الحملاتِ العسكرية التى انطلقت من أوروبا إلى بلادِ المسلمين، بداعى تخليص الأرض المُقدَّسة (بيت المقدس) من أيدى المسلمين، أما هدف الحروب الصليبية فكان الاستيلاء على القدس والأراضى المقدسة التى كانت تحت سيطرة المسلمين، وكانت القاعدة التى أطلقت فى الأصل استجابة لدعوة من الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية لمساعدتهم ضد توسع المسلمين السلاجقة فى الأناضول.

توالت الحروب والاستعمار على القدس حتى استقر بها المآل فى أيدى الاحتلال الإسرائيلى الذى قام باحتلالها فى حربى عامى 1948 و1967، لكن ظلت القدس الشرقية جزءاً من الأراضى الفلسطينية ولم تعترف الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولى بالقدس عاصمة لإسرائيل أو بضمها للدولة العبرية، حتى جاء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ليكسر بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية التى حافظت طوال تلك السنوات على هوية القدس من مخططات الاحتلال، الأمر الذى أدى إلى انهيار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وقطع العلاقات مع أمريكا، الغريب أن رد الفعل العربى والإقليمى لم يكن على مستوى الحدث، باستثناء استنكار هنا وشجب هناك وتصريحات رنانة للمسئولين السياسيين، أما تركيا التى تربطها علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية قوية منذ عقود بإسرائيل وعلاقات طيبة مع «حماس» فلم يصدر منها موقف يسترجع أمجاد «صلاح الدين»! لذا استوقفتنى كلمة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التى ألقاها فى وقف «توركن» فى نيويورك التى وصلها للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة الثالثة والسبعين للأمم المتحدة بأنه سيدافع عن «القدس» من الغزاة الإسرائيليين!! وأكد «أردوغان» أنه سيقاتل ضد الذين يمارسون إرهاب الدولة على الفلسطينيين، وقال: «إننا عازمون على عدم ترك قبلتنا الأولى (القدس) تحت رحمة المحتلين.. ولن نضحى بالقدس مدينة السلام من أجل مطامع إسرائيل، وسنواصل حماية عزة القدس وكرامة الحرم الشريف». وتابع قائلاً: «حسب معتقدنا فإنّ قبول الظلم ظلم بحد ذاته، وعليه فإننا نضع أرواحنا على أكفنا إن استلزم الأمر لتضميد جراح نازفة»، وذلك بعد أسبوع من تقارير لوسائل إعلام عبرية تحدثت عن مصالحة بين البلدين وأن إسرائيل وتركيا تجريان اتصالات سرية بهدف إزالة التوتر وإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد مرور 4 أشهر على الأزمة الدبلوماسية التى نشبت بين الطرفين فى أعقاب الأحداث الدموية فى قطاع غزة.

يحاول «أردوغان» منذ توليه رئاسة الحكومة ثم الرئاسة فى تركيا تقمص دور خليفة الله على الأرض، يمارس الشىء ونقيضه يهدد ويتوعد إسرائيل ويقطع العلاقات معها صورياً ثم يعود لاستئنافها بعد أن تهدأ الزوبعة والمواقف المشابهة عديدة، الغريب أن «أردوغان» الذى يريد أن يطهر القدس من الغزاة الإسرائيليين هو نفس الشخص الذى وقّع على وثيقة مصالحة مع إسرائيل بعد القطيعة الدبلوماسية على خلفية حادث سفينة مرمرة الشهيرة، والاتفاقية التى جرى التوقيع عليها عام 2016 تضمنت كلمة «أنقرة» فى مقابل «القدس»، ما يعنى اعتراف تركيا بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك قبل أن يقر «ترامب» بهذا الاعتراف، والآن يطل علينا «أردوغان» بمزايداته التى دأب عليها ليشبه نفسه بصلاح الدين الأيوبى طارد الغزاة ومحرر القدس.. لكن شتان بين الثَرى والثُريا!.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاح الدين «أردوغان» صلاح الدين «أردوغان»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon