توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قضية فى مهب الريح

  مصر اليوم -

قضية فى مهب الريح

بقلم : جيهان فوزى

بعد سنوات طويلة من الحصار وأحداث عاصفة اجتاحت قطاع غزة وحروب أربع أتت على بنيانها ومعمارها، وتقليص خدمات ملحة وخصم رواتب موظفيها أو إحالتهم للتقاعد المبكر، ما زالت غزة تتنفس، لكن تنفسها بربع رئة هو ما يبقيها على قيد الحياة، تتكئ على أوجاعها وصمودها المعنوى وبقايا أمل فى انتظار الفرج، تتأرجح غزة بين خيارين، حرب عسكرية محتملة تلوح بها إسرائيل كلما ضاقت بها السبل فى التعامل مع ما يجرى من أحداث فى غلاف غزة، والثانى استمرار الحال بكل مخاطره، انقسام ومصالحة فاشلة وصراع بين سلطة غزة ورام الله، وفى الرحى الدائر يطحن سكانها دون مقاومة، وضع أصبح مملاً وسخيفاً على كل المستويات لا توجد حلول ممكنة ولا بشائر انفراجة فى الأفق القريب أو البعيد، ما يشغل إسرائيل تأمين حدودها واستقرارها وتنفيذ مخططاتها التهويدية الماضية فى طريقها بسرعة الريح لوأد مشروع حل الدولتين أو أى أمل فى دولة فلسطينية مهما كانت مقوماتها، وتلُوح بحرب قاسية تغير ملامح التاريخ، لم يعد فى وارد الأجندة الإسرائيلية حلول من هذا النوع، ففى نظرها هى أفكار عفا عليها الزمن ولم تعد ذات قيمة، السلطة الفلسطينية تعاقب حماس من خلال سكان غزة وتضيق عليهم الخناق فى كل الاتجاهات، أما حماس فهى اللاعب الرئيسى فى مرحلة الانهيار التام للقضية بكل مقوماتها تحاول فك الحصار بشروطها دون أن تخسر وجودها وسيطرتها، ولن تتنازل عن هذا المبدأ فى كل مفاوضاتها التى تخوضها عبر الوسيط المصرى أو التركى أو القطرى، والفصائل الفلسطينية ضعيفة لا تملك التأثير أو القاعدة الجماهيرية التى تؤهلها لانتزاع حلول تخرج غزة من أزمتها المستعصية.

تطورات الموقف الميدانى هى المتحكمة فى سير الأمور، فهى الجبهة المشحونة بالتوتر والأحداث المتصاعدة التى تحمل أجواء حرب حقيقية بين حماس وإسرائيل، المفارقة أن إسرائيل تريد حرباً ضد حماس لكن لا تقضى عليها وأن تُبقى على الانقسام وانفصال غزة، فالبديل مخيف بالنسبة لها وهو الفوضى، ورغم أن حماس تدرك أن الفارق كبير فى موازين القوى بينها وبين إسرائيل وأن المواجهة ستكلفها الكثير إلا أنها تهدد بأخذ زمام مبادرة الحرب المقبلة من أجل تحقيق إنجازات لكن دون أن تخوضها فعلياً، لأنها تدرك أن الاستراتيجية الإسرائيلية فى أى حرب مقبلة ستكون معنية بالحفاظ على سلطة حماس فى غزة، ويبدو أن حماس ترى أن المواجهة ضرورية لأنها ستخرجها من حالة الحصار المستمر ضدها من السلطة ومصر وإسرائيل.

وسط هذا المشهد السوداوى فإن الأصوات الداعية للذهاب إلى الانتخابات العامة كحل وحيد للخروج من عنق الزجاجة فى الأزمة الفلسطينية المتفاقمة، ربما لن يكون مناسباً لحماس ولا لسلطة رام الله، لأنها مجازفة فى أوضاع فوضوية ملتبسة، رغم أن الانقسام أفسد ودمّر الحياة السياسيّة والدستوريّة، وسمح بتحويل النظام السياسى لنظام رئاسى ديكتاتورى يتحكّم فى مفاصل السلطات ويشيع الفوضى فى مفاصلها، كما أن حالة التدهور امتّدت إلى منظمة التحرير، حيث التفرّد والتنكر لمبادئ القيادة الجماعية والشراكة الوطنية، وإلحاق الشلل المتعمد بمؤسسات المنظمة والاستهتار بقراراتها وتعطيل تنفيذها، لكن يظل لدى الفلسطينيين الآن فرصة استثنائية للتحرر من قيود أوسلو المُذلّة، والتحرر من جميع التفاهمات مع الإدارة الأمريكية، فالحالة الفلسطينية بحاجة لمعالجة حتى تتمكّن من الصمود فى وجه السياسة الإسرائيلية، حيث الاستيطان المُتصاعد وتهويد القدس والقوانين العنصرية، ولمواجهة صفقة القرن التى يجرى تنفيذها خطوة خطوة، بتعاون كامل بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية، فقد كانت ملامح هذه الصفقة واضحة منذ سنوات.


نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية فى مهب الريح قضية فى مهب الريح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon