توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قَسَمٌ لو تعلمون عظيم...

  مصر اليوم -

قَسَمٌ لو تعلمون عظيم

بقلم - حمدي رزق

«أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه».

مَن يظن أن قَسَم الرئيس أمام مجلس النواب طقسٌ مراسمىٌ روتينى يتكرر كل أربع سنوات، وجرت العادة، وهذا ما وجدنا عليه آباءنا، يتنكّب التحليل الدقيق، وتعوزه مراجعة ضرورية لقرار وجواب القَسَم، مبتدئه وخبره، وشروطه وأحكامه والتزاماته المستقبلية، مثل حمل الأمانة، «إنَّا عرضنا الأمانة».. إنه قَسَمٌ لو تعلمون عظيم، وعظمته فى كونه ميثاقاً غليظاً بين الرئيس والشعب، وثيقة بتعاقد يمكن الرجوع إليها والاحتكام إلى نصوصها، كلمات القَسَم ليست كالكلمات، وحروفه ليست من فوارغ القول، وجمله صيغت بإخلاص وطنى فريد، هو القَسَم الغليظ لا ريب.

قَسَمٌ بالحفاظ مخلصاً على الجمهورية. النظام الجمهورى لم يكن مِنّة، ولم يسقط علينا كمائدة من السماء، ولكنه نضال الأجداد. لاحظ الإخلاص شريطة واجبة ومستوجبة ويستوجبها الدستور. صحيح أن الحفاظ على النظام الجمهورى من الفروض السياسية المستقرة، واجب رئاسى، ولكن التذكير بالفروض الوطنية من الواجبات الدستورية، فمصر لن تعود القهقرى، رغم الإلحاحات اللّزجة على حسنات العصر الملكى ونوستالجيا الحنين لأيام الحفاء والجلاليب الزرقاء.

يمتد شرط الإخلاص ليظلل القَسَم جميعاً، وينص نصاً واضحاً لا شية فيه على احترام الدستور، وهنا بيت القصيد، فكل حين تتكالب الأَكَلة على الدستور تكالبها على قصعتها، واحترام الدستور واجب مستوجب ويستوجب على مَن يقسم القَسَم الغليظ.. واحترام القانون، فإذا القانون ضاع فلا أمان، ولا مدد شعبياً لمَن لا يحترم القانون.

أما رعاية مصالح الشعب فالمعنى الكامن فى العبارة التى صيغت بحذق دستورى مقصده المصالح العليا، كيف تصوغ حياة كريمة لشعب أبِىّ، كيف تتحقق المعادلة الثورية الفريدة التى صيغت فى ميدان التحرير، معادلة «عيش/ حرية/ عدالة اجتماعية/ كرامة إنسانية»، مَن يقسم على العبارة فليستبطن مهامها، رعاية كاملة غير منقوصة، مثل رعاية ابن الخطاب، رضى الله عنه، لرعيته فى حالك الظلام والناس نيام، ومعلوم على قدر أهل العزم تأتى العزائم.

واستقلال الوطن، ووحدة وسلامة أراضيه، القَسَم هنا ليس نزهة خلوية، ولا ينتهى بلفظ القول وتصفيق ومانشيت باللون الأحمر. هذا القَسَم من القسم هو رَأْسُ الْأَمْرِ، وَعَمُودُهُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ، استقلال الوطن ليس استقلالاً عن قوى استعمارية على نسق ما قبل الخمسينيات، ولكن استقلال القرار الوطنى من كل ضغط، وأن ينبع من ضمير وطنى يستبطن المصالح العليا للشعب، استقلال ممهور بأسماء شهداء هذا الوطن، شهداء علينا، وسلامة ووحدة أراضيه مُخضَّبة بدمائهم الزكية، ولولا أن جعل الله فى هذا الشعب جنداً هم خير أجناد الأرض لتخطّفتنا الطير من أعالى الجبال.. لكِ يا مصر السلامة/ وسلاماً يا بلادى/ إن رمى الدهر سهامه/ أتَّقيها بفؤادى/ واسلمى فى كلِّ حينٍ.

المصدر : جريدة المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قَسَمٌ لو تعلمون عظيم قَسَمٌ لو تعلمون عظيم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon