توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في قضية خاشقجى

  مصر اليوم -

في قضية خاشقجى

بقلم - طلعت إسماعيل

يولد الصحفى وعلى رأسه ريشة، نعم ريشة، لكنها ليست ريشة التمييز، أو التعالى على غيره من البشر، إنما هى سلاح للكلمة الحرة والرأى النزيه، المجرد عن الهوى، الذى حمله المجتمع مسئوليته، من أجل الدفاع عن مصالح الناس والكشف عن قبح الواقع وسوءاته، بهدف تجنب الانزلاق إلى هوة التهلكة، وضياع الأوطان، ووقوعها فى أتون الصراعات والفوضى.

الجندى المحترف لا يتخلى عن بندقيته، والصحفى الحق لا يتنازل عن ريشته، ودائما جاهز لإطلاق كلمات الصدق، وهى أقوى من الرصاص، ومن هنا قد يخاف البعض الصحفى، رغم أنه عين للحاكم والمحكوم، يكشف من خلالها مكامن الضعف، ونقاط القوة، معززا ثقة المجتمع فى قدراته على تخطى الصعاب، مع تنبيهه إلى ما يجب القيام به لإصلاح الخلل الذى قد يظهر هنا وهناك.

فى المعركة يواجه الجندى الرصاص، غير عابئ بالموت، فهو مستعد دائما للتضحية والفداء، وفى المقابل يتعرض الصحفى للقمع والتنكيل، والسجن والتعذيب، وصولا إلى الاختفاء القسرى، وحتى القتل بوسائل وحشية لا تخطر على بال، فقط لأن الصحفى أراد أن يعبر عن وجهة نظر مغايرة، ولعل ما تعرض له الصحفى السعودى جمال خاشقجى داخل قنصلية بلاده فى مدينة اسطنبول خير مثال.
خاشقجى الذى اعلنت السعودية مقتله داخل قنصليتها فى اسطنبول على يد مجموعة «متفلتة»، تصرفت من تلقاء نفسها، دفع ثمن الاختلاف فى الرأى فى أسوأ حالاته، وورط مقتله جهات لم تضع فى الحسبان أن الكلمة تبقى هى الأقوى، وأن سطوة الإعلام أكبر من أن تغرى البعض باللعب بعيدا عن العيون.

وخلال الاجتماع السنوى للرابطة العالمية للصحف وناشرى الاخبار الذى عقد فى العاصمة الألمانية برلين، الذى حضرته وسط مئات الصحفيين وصناع الإعلام الذين، جاءوا من أركان الأرض الأربعة، شكل اختفاء الصحفى السعودى، قبل الإعلان الرسمى عن مقتله، سؤالا عريضا، فما أن يعرف أى زميل أجنبى أننى من المنطقة العربية حتى ينهال على بالأسئلة عن خاشقجى وتداعيات اختفائه، ظنا منه أن الصحافة العربية على إطلاع أكبر بما يجرى.

هذا على صعيد الحوارات الجانبية بين الصحفيين بعضهم البعض، والذين لم يخفوا انزعاجهم مما حدث، باعتباره يمس الإعلام الدولى كما المحلى سواء بسواء، أما على صعيد الحدث الرسمى فقد شكلت قضية جمال خاشقجى، عنوانا رئيسيا فى الكلمة الافتتاحية التى ألقاها مايكل جولدان رئيس الرابطة العالمية للصحف وناشرى الأخبار.

جولدان وهو النائب السابق لمجلس إدارة صحيفة نيويورك تايمز، اعتبر ما جرى لخاشقجى يأتى ضمن العراقيل والعقبات والتحديات التى يتعرض لها الصحفيون فى العالم، وهو أمر غير مقبول من الجماعة الصحفية الدولية والمدافعين عن الحريات بشكل تام.

حاول البعض استغلال قضية خاشقجى، بل وحتى الرقص على جثته، بطريقة أو بأخرى، من منظور سياسى ضيق، غير أن الدرس الرئيسى أن الإعلام فى مجمله يشكل قوة ضغط هائلة، ولعل الدور الذى لعبته صحيفة «واشنطن بوست»، حيث كان الصحفى السعودى أحد كتابها، خير برهان على أن الصحافة لديها من القوة، والوسائل، ما يفضح الأكاذيب، فهى لم تكتفِ بنشر الأخبار عن القضية، بل استعانت بكل ما لديها من مهنية ومصداقية للوقوف على مصير كاتبها.

ستظل الصحافة الاحترافية، الأكثر مصداقية لدى الناس، فعلى الرغم مما لعبته مواقع التواصل الاجتماعى من دور فى متابعة قضية خاشقجى، لم تستطع الشائعات والجيوش الإلكترونية، منع جزء من الحقيقة حتى الآن، وهو مقتل الصحفى السعودى، وإن بقيت تفاصيل ما جرى، كما أعلن، قصة غير متماسكة حتى اليوم، ويعتريها النقص والتضليل، من هذا الطرف أو ذاك.

ما وقع لخاشقجى يفتح باب الاجتهاد أمام الصحفيين، وإن طال الزمن، للسعى وراء رواية أكثر إقناعا، وهو ما أوصى به مايكل جولدان فى الاجتماع السنوى للرابطة العالمية للصحف، على اعتبار أن «رواية القصص المعمقة مفتاح المشاركة مع الجمهور».

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في قضية خاشقجى في قضية خاشقجى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon