توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نتانياهو في عُمان: ما الجديد؟

  مصر اليوم -

نتانياهو في عُمان ما الجديد

بقلم - فيصل العساف

 تختلف أو تتفق مع دولة عُمان، إلا أنك لا تملك سوى تقدير أوّلياتها التي عادة ما تأتي بها من خارج الصندوق. مما يميز الخصوصية العمانية، أنها تبنى على أسس المصلحة، مع عدم الإضرار بالآخرين، بدليل استقرار العلاقات الخليجية العمانية على رغم الاختلاف في قضايا محورية، كالموقف من الحوثيين في اليمن، وكذلك نأيها بالنفس في ما يخص الخلاف العربي- الإيراني.

بالأمس القريب كشفت عمان الستار عن شكل آخر من فصول شجاعتها واستقلاليتها، عندما فاجأت الجميع بحلول رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو ضيفاً على السلطان قابوس، جاء ذلك بعد تصريحات أطلقها نتانياهو، حول فكرته الجديدة لحلحلة النزاع العربي- الإسرائيلي في منطقتنا التي تعيش على صفيح ساخن منذ احتلال فلسطين، تقوم على صناعة سلام شامل مع الدول العربية، من خلال تجاوز الخلافات وموانع التصالح، يكون مؤداه سِلْماً بين الفرقاء على الأرض الفلسطينية. وإن كانت هذه الزيارة ليست الأولى لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى عُمان، إذ سبق وزارها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين عام 1994، إلا أن استخلاص الدروس منها أمر ضروري، بخاصة درس الواقعية السياسية، باعتبار أن إسرائيل هذه ليست في أقاصي الدنيا، إنما «دولة من دول الشرق الأوسط» كما شدد على ذلك وزير الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي، في معرض جوابه عن سؤال قناة «الجزيرة» القطرية: لماذا استقبلت عمان نتانياهو؟ الغريب أن القناة تجاهلت عمدًا ذلك الاستقبال القطري «الحافل» للزعيم الإسرائيلي شمعون بيريز عندما كان رئيسا للوزراء عام 1996، والذي -بالمناسبة- زار عقر مبناها في الدوحة! على ذكر الواقعية، فإن تنظيم الحمدين، أو «صندوق البريد السريع لخدمة إسرائيل» وفق وصف مدير المكتب التجاري الإسرائيلي في قطر سامي ريفيل، أسقط في يديه هذه المرة، بحيث لا يستطيع المتاجرة بالقضية، فالعلَم الإسرائيلي الذي رفرف خفاقا في سماء الدوحة الأسبوع الماضي لمناسبة إقامة بطولة العالم للجمباز، وما صاحبه من تسليط الضوء على تناقضات قطر من جديد، أفقد نافخ الكير القطري فرصة ثمينة لاستغلال الموقف بالنواح واللطم كما جرت العادة، ومعه جوقة الرداحين من مرتزقة التنظيم الذين انشغلوا في التبرير لقطر، عن رمي الآخرين ببهتان التصهين!

من جهة أخرى، تأتي زيارة نتانياهو السلطنة، قبل أيام من فرض واشنطن عقوبات اقتصادية هي الأقسى على إيران، أعلنت كثير من الدول التزامها بمقتضياتها، بمن فيها العراق الذي أكد عزمه الامتثال للإرادة الأميركية بوقف تصديره النفط إليها، وإذا كان لتوقيت الزيارة من دلالة، فلربما تكون انتقال عمان إلى الضفة الأخرى، بعد أن كانت لاعباً أساسياً في الاتفاق النووي الإيراني، إذ إن جدية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، و «الدفء» المصاحب للزيارة وفق المشاهد التي بثها التلفزيون العماني، يضيّقان بشدة على احتمال لعب العمانيين أدواراً خفية تخدم الإيرانيين.

في سياق آخر متصل بالانفتاح «الظاهر» على إسرائيل، يبحر السعوديون وحدهم -على ما يبدو- في سفينة مقاطعتها، فمن لم يقفز قد توقف عن التجديف في لحظة مراجعة للنفس، يغلب الظن بأنه سوف يقفز منها أخيراً! السعودية التي تحيط بها أمواج المصالح المتلاطمة من كل مكان، إضافة إلى جحود البعض «الكثير» من الشعب الفلسطيني لجهودها في سبيل قضيتهم، عليها مراجعة سياسة «الصدر العاري» في مواجهة إسرائيل والعالم المنحاز إليها، فالسياسة فن «المستحيل» أيضاً.

* كاتب سعودي.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتانياهو في عُمان ما الجديد نتانياهو في عُمان ما الجديد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon