توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بنغازي ومعركة الألغام

  مصر اليوم -

بنغازي ومعركة الألغام

بقلم - جبريل العبيدي

منذ أن وضعت الحرب أوزارها في بنغازي، وبعد القضاء على التنظيمات الإرهابية وأذرع تنظيم الإخوان الإرهابي «الدروع» وقادتها، بدأت معركة جديدة مع مخلفات هذه التنظيمات الإرهابية من الألغام التي زرعتها في بيوت المواطنين، ولم تسلم منها حتى لعب الأطفال ولا مداخل البيوت ولا حتى أواني الطعام، ما يعكس حالة من السادية الدموية تتشبع بها هذه التنظيمات الإرهابية عدوة الحياة والإنسانية.
اعترف مصطفى الساقزلي، المعاون السابق لآمر ميليشيا 17 فبراير (شباط) بمسؤوليتهم عن زراعة الألغام، وأنهم يملكون خرائط لها، في تغريدة له على صفحته على «تويتر»، وأنهم عرضوا الخرائط مقابل خروج الإرهابيين، الأمر الذي يجعلهم تحت طائلة القانون بالمسؤولية الكاملة عن جريمة الألغام هذه، رغم أن الساقزلي عاد وأنكر وجود تلك الخرائط التي سبق أن اعترف بوجودها، وشارك في التفاوض الابتزازي حولها، الساقزلي وهو القيادي المقرب من تنظيم الإخوان، ويقيم حالياً في تركيا حيث محج الإخوان، الذي وصفه عراب الربيع العربي برنارد ليفي في كتابه «الربيع الليبي» بمزيد من التهكم والسخرية لدرجة بالغة الاستخفاف، إذ قال فيه: «أصر الساقزلي على أن يحضر لنا عشاء ليرينا ثراءه وخدمه وأطباقه المترفة في هذا العوز» (ص 157).
الألغام تعتبر من الأسلحة التي لها تأثير طويل الأمد بعد انتهاء الحرب بعقود طويلة، والألغام المضادة للأفراد خصوصاً تعتبر محظورة بموجب اتفاقية حظر استعمال الألغام المضادة للأفراد وتكديسها وإنتاجها ونقلها وفق اتفاقية حظر الألغام، التي اعتمدت في عام 1997. وزراعة الألغام والاعتراف بوجود خرائط لها والابتزاز من خلالها يجعل صاحبها تحت طائلة القانون والملاحقة القانونية.
بهذا الاعتراف الموثق، تبدو المسؤولية عن الآثار والضحايا المترتبة على هذه الألغام واضحة، خصوصاً أن تنظيم الإخوان ما انفك يتنكر لحالة الارتباط بهذه التنظيمات التي تنقلت في تسميتها من أنصار الشريعة إلى «داعش»، إلى مجلس شورى الثوار، إلى مجلس شورى بنغازي ومجاهدي درنة، وجميعها تسميات لكيان واحد، تحالف ينشر الإرهاب في كل اتجاه.
الألغام تبقى جريمة ضد الإنسانية، وتجب ملاحقة المتسببين فيها ومن شارك فيها حتى بالإعلام، وعبر شريط متلفز لتقرير القناة السابعة الإيطالية ظهر أحد «الثوار» في مدينة مصراتة حاملاً قنبلة بين يديه، ويعترف بتحميل قنابل ومتفجرات عبر ميناء مصراتة إلى بنغازي، الأمر الذي يعتبر دليلاً مادياً لملاحقة هؤلاء المجرمين ومن وراءهم في زراعة هذه الألغام التي تسببت في مقتل المئات وضعفهم من المبتورين والمشوهين.
بخصوص الألغام في العالم، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 97/ 60 الصادر في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2005، يوم 4 أبريل (نيسان) من كل عام رسمياً، اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام، ولكنها أي الأمم المتحدة لا تزال غائبة عن ليبيا في معركة إزالة الألغام، التي تشمل عمليات المسح وإعداد الخرائط، ووضع علامات على حقول الألغام، وكذلك الإزالة الفعلية للألغام من الأرض، إلا أن نشاط الأمم المتحدة في ليبيا لا يزال خجولاً في المساعدة على التخلص من الكم الهائل من الألغام، التي زرعتها هذه الجماعات، وتسببت في الكوارث الإنسانية عند رجوع السكان المحليين لمساكنهم ومزارعهم، ولم تتمكن فرق الهندسة العسكرية في الجيش من تمشيط المنطقة وتنظيفها بشكل دقيق، نظراً لافتقارها أدوات البحث والاستكشاف الحديثة وتراخي الدول الكبرى في المساعدة، التي تتنافس على النفط الليبي دون المساعدة في مشروع نزع الألغام، من مساكن سكان الأرض التي تضخ ذهباً أسود وآخر أصفر في جيوبهم وأيديهم التي لم تزكها رائحة البرود ولا جلود المتفحمين بالألغام لتهب بالمساعدة.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنغازي ومعركة الألغام بنغازي ومعركة الألغام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon