توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا ومعادلة «الجيش أولاً»

  مصر اليوم -

ليبيا ومعادلة «الجيش أولاً»

بقلم - د. جبريل العبيدي

ليبيا في ظل الفوضى السياسية والأمنية بعد مؤامرة «الربيع» العربي لتفتيت الدول العربية، تم إغراقها في حالة الفوضى حتى أصبحت بين حالين؛ أحلاهما مُرّ: «الفشل» أو «الانهيار»؛ فعند سقوط أي دولة ودخولها في حالة الفوضى العامة والعارمة تصبح العودة إلى الدولة متطلبة وجود جيش قوي ينتشلها من الفوضى لتتحقق المعادلة الأمنية؛ جيش يمكن الشرطة من العمل لإنهاء الفوضى، ثم الشروع في العملية الديمقراطية عبر الانتخابات الحرة. ولهذا؛ فالانتخابات المتعجلة من دون جيش يحميها وتحقيق الأمان للمرشح والناخب، ستكون نوعاً من العبث، وضياعاً للوقت، وإطالة لعمر الأزمة؛ ما دامت المعادلة الصحيحة لم تتحقق.

جميع الديمقراطيات العتيقة والعريقة؛ من البريطانية إلى الفرنسية والأميركية والإيطالية، لم تتحقق إلا بعد تكوين جيوش قوية تحمي الدولة وتحقق الاستقرار؛ فالجيوش سبقت الديمقراطية والانتخابات. ولهذا؛ فالمعادلة الصحيحة: جيش؛ دولة ديمقراطية؛ انتخابات، وأي عكس في عناصر المعادلة يختل توازنها وتسقط.

فالجيش هو القوات المسلحة للدولة؛ سواء كان القوة النظامية أو قوة الاحتياط أو من هم تحت الخدمة الوطنية. ومهمته حماية الدولة من الاعتداء الخارجي، والمحافظة على الحدود البرية والمياه الإقليمية والمجال الجوي للدولة، وفي أثناء السلم من الممكن أن تستغل إمكاناته البشرية في بناء الجسور والسدود واستصلاح الأراضي... وغيرها، وقد يوفر الجيش عوناً للمدنيين في مختلف الحالات الطارئة مثل الزلازل والفيضانات.

فالمعادلة الصحيحة: جيش قوي يحقق استقرار دولة تتمكن من انتخابات نزيهة... جيش؛ دولة؛ انتخابات، وليس العكس: انتخابات، ثم دولة، ثم جيش، كما حدث في ليبيا وتصر بعض الأطراف عليه.

فالجيوش عبر التاريخ لم تكون للزينة أو الاستعراض؛ بل كانت عمود أساس الدول منذ نشأت الحضارات، ففي نهري دجلة والفرات كوّن البابليون جيشاً من حملة الرماح ورماة السهام، واستخدم السومريون أول مركبة حربية ذات عجلات، التي استخدمها أحمس الأول قائد الجيش المصري الذي طرد الهكسوس، بل تنبأ القرآن الكريم بهزيمة جيوش الروم «المسيحيين» في أدنى الأرض، وتنبأ بنصرهم على جيوش الفرس «الوثنيين»: «غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أدنى الأرضِ وَهُم مِن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ، لِلَّهِ الأمرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ». ولهذا حرص الإسلام في بناء دولته على تكوين الجيوش، فقال تعالى: «وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا استطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ»، وحض الإسلام على التبرع لبناء الجيش وتجهيز جنده بالعتاد، وجعل لهذا أجراً كبيراً، لما في ذلك من أهمية للحفاظ على استقرار الدولة واستتباب أمنها وتبديد خوفها.

فليبيا اليوم غارقة في الفوضى وصراع الميليشيات، وهي التي كانت دولة عبر سنين طويلة قبل أن يسقط «الناتو» الدولة فيها. تكون أول جيش ليبي نظامي عام 1948، إلى أن تم تدمير معسكراته وقواعد انطلاقه في فبراير (شباط) 2011 بضربات لحلف «الناتو» تجاوزت 11 ألف ضربة جوية، قضت على جميع المعسكرات والقواعد الجوية ومنظومة الملاحة والسيطرة، ومن حينها غرقت ليبيا في فوضى الميليشيات.

اليوم بدأ الجيش الليبي في استعادة قواته وبناء معسكراته بالتزامن مع معركته ضد الإرهاب، رغم التسويف والإهمال الدولي المتعمد والحظر على تسليح الجيش الليبي، بينما تغض البصر القوى العظمى عن تدفق السلاح إلى الميليشيات، خصوصاً تلك التي تحمل مشروع الإسلام السياسي، إلا أن الجيش الليبي استطاع تحقيق الترتيب التاسع أفريقيا.

لعودة ليبيا دولة بالمفهوم الجيوسياسي، لا بد من تمكين الجيش من استعادة قوته وبناء معسكراته وفرض الاستقرار وطرد الميليشيات واحتكار السلاح لدى الجيش، وحينها يمكن تحقيق الديمقراطية واستخدام أدواتها؛ ومنها الانتخابات الحرة.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا ومعادلة «الجيش أولاً» ليبيا ومعادلة «الجيش أولاً»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon