توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزمة الليبية و«غدامس 2»

  مصر اليوم -

الأزمة الليبية و«غدامس 2»

بقلم - د. جبريل العبيدي

هل سيكون المؤتمر الجامع في غدامس الليبية بداية النهاية للبرلمان ومجلس الدولة الجسمين المتنازعين في ليبيا؟
«الجسمان التشريعيان» لن توجه إليهما الدعوة، وعليهما أن يستمعا إلى آراء الليبيين، هذا ما أكده المبعوث الدولي غسان سلامة حول هوية المدعوين إلى المؤتمر الجامع في المدينة الواقعة غرب ليبيا قرب الحدود مع تونس والجزائر، في إشارة واضحة إلى البرلمان ومجلس الدولة، وإن كان الأخير ليس جسماً تشريعياً وفق اتفاق الصخيرات، وهو مجرد مجلس استشاري وكان نتيجة تسوية الصخيرات، وترضية ضمن سياسة تمكين الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، وتوطينه ضمن مشروع أوباما - هيلاري كلينتون، بعد خسارة انتخابات البرلمان، فتم إعادة إنتاج المؤتمر الوطني والتمديد له، ولكن بنكهة واسم جديد هو مجلس الدولة.
لكن يبدو أن هذا المؤتمر الجامع في غدامس لا يسعى إلى إعادة إنتاج البرلمان ومجلس الدولة، وهذا واضح من مشاورات سلامة وتصريحاته منذ البداية، إذ أنه قرر الذهاب إلى المؤتمر الجامع في حالة فشل الاتفاق أو التوافق بين البرلمان ومجلس الدولة، بعد سلسلة من الحوارات الماراثونية في تونس انتهت بالفشل.
سلامة الذي عرض بنود المؤتمر الجامع ملخصةً في قوله: «الانتخابات، وقانون تنظيمها، والكثير من الأمور ستُناقش خلال الملتقى الوطني»، لوّح بالعصا بعد أن رمى بالجزرة في وجه المعرقلين، وهدّد بالذهاب إلى مجلس الأمن لمحاسبتهم.
لقد شهد الليبيون كيف أن المجتمع الدولي بَقِيَ يتفرج على الأزمة الليبية من بعيد حيناً من الدهر، بعد أن تسبب بإغراقها في الفوضى إثر إسقاط الناتو الدولة الليبية وتركها تحت سيطرة الميليشيات والعصابات المسلحة لتغرف ما شاءت من مخازن السلاح بغير حساب حتى كبرت وطغت، والآن يزعم الحل، ولهذا فالإجماع الدولي ربما لم يعد يعني الليبيين في شيء، لأنه ببساطة ترك هذه العصابات الإرهابية تنهش الليبيين طوال ثماني سنوات.
ما يعنينا الآن هو الإجماع العربي في قمة تونس الذي يعتبر خريطة طريق يمكن التعويل عليها، فليبيا الآن تشهد حراكاً مهماً بين مؤيد للمؤتمر الجامع وآخر رافض له، المؤتمر الذي دعا إليه المبعوث الدولي غسان سلامة بعد أن صرح بأن هناك سياسيين ليبيين يعرقلون الحل السياسي في ليبيا لمصالح شخصية، بل واتهمهم سلامة بالفساد السياسي وحتى المالي، بعد تزايد عدد المليونيرات، الأمر الذي يعتبر بلاغاً للنائب العام بشأن التحقيق في هذا الفساد المالي الرهيب، الذي وصفه سلامة بأنه نهب للأموال الليبية بشكل غير مسبوق.
الأمر ليس مناكفة سياسية بين حزب وآخر أو فريق وآخر، بل هو اتهام صادر عن مسؤول أممي يعرف ما يقول، فليبيا التي يتنازعها الفساد وانسداد الأفق السياسي، وفي ظل وجود هذا الكم من المعرقلين، أعتقد أنه لا حل سياسياً لها، في ظل هذه الوجوه المستميتة على السلطة وخطف البلاد، وأعتقد أن الجيش الليبي هو الحل، خاصة أنه أثبت جدارته في مكافحة الإرهاب، ليبرهن أنه مؤسسة متجذرة تعمل لصالح الوطن وقدمت التضحيات الجسام، وبالتالي في ظل اقتراب الجيش من تحرير العاصمة من سيطرة الميليشيات وابتزازها، ستعود الدولة ويستتب الأمن، وتستقيم الأمور وتستريح البلاد التي تعمها الفوضى.
الليبيون يطمحون لأن تنتهي هذه المأساة في بلدهم بشكل سريع، فقد بلعت الفوضى الدولة مالياً وسياسياً واقتصادياً، وحان وقت النهوض. 
لقد حان لهذا المارد الراقد على هذه الثروة الضخمة أن يستيقظ ويستثمر أمواله في البناء والتعمير والنهضة وصنع التقدم، وبناء دولة حديثة رائدة ينعم أبناؤها بالأمن والرخاء.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

 

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة الليبية و«غدامس 2» الأزمة الليبية و«غدامس 2»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon