توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لحظة الخليج؟

  مصر اليوم -

لحظة الخليج

بقلم - مأمون فندي

هل نحن فعلاً في «لحظة الخليج» اليوم كما أثار الدكتور عبد الخالق عبد الله في كتابه الموسوم بالعنوان ذاته؟ وإذا كنّا بالفعل في لحظة الخليج، فهل ستدوم، وعن أي خليج نتحدث؟ الدكتور عبد الخالق عبد الله يرصد في كتابه شواهد لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر، موضحاً أن نفوذ دول الخليج وتأثيرها وحضورها في تزايد مستمر في المشهد الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، والثقافي، والإعلامي العربي. حيث أصبح «القرار السياسي العربي يصنع في العواصم الخليجية، بعد أن كان حكراً على القاهرة ودمشق وبغداد، وتحولت مدن خليجية إلى مراكز مالية ودبلوماسية وإعلامية عالمية صاعدة، وأخذ قادة الخليج الجدد يتصرفون بثقة ويتحدثون برغبة واضحة في قيادة الأمة العربية نحو مستقبل مختلف». فإلى أي حد هذا صحيح؟

بداية، استمتعت بقراءة كتاب الصديق عبد الخالق عبد الله المثير للجدل، وأظن أنه مثل كل الكتب الجدلية، له ما له وعليه ما عليه، لكنني أميل إلى أن ما له أكثر مما عليه.

ليس فيما يطرحه الدكتور عبد الله غرابة تاريخية؛ فالناظر إلى التاريخ البشري يرى دوماً أن مراكز السلطة والقرار تتغير بشكل مستمر. فمثلاً كان ثقل الإمبراطورية الرومانية في روما، ثم انتقل إلى القسطنطينية (إسطنبول الآن)، ثم انتقل مركز الثقل الحضاري والثقافي من أوروبا إلى أميركا، فما الغرابة في أن ينتقل مركز الثقل العربي من المشرق العربي إلى الخليج؟... لا أظن أن فيما طرحه الدكتور عبد الله غرابة تاريخية، لكن الذي يحتاج إلى نقاش، هو عن أي خليج نتحدث؟

أظن أن اللحظة التاريخية ليست كل الخليج على الأقل على مستوى الثقل السياسي والدبلوماسي. إذا أخذنا السلوك الأميركي في تعامله مع دول المنطقة على مستوى الاهتمام الدبلوماسي مثلاً، نجد أن سفارة أميركا في القاهرة إلى عهد مبارك كانت هي محور التركيز الأميركي، اليوم نرى أن الولايات المتحدة تركز أكثر على سفارتيها في الرياض وأبوظبي، وأصبح محور أبوظبي - الرياض هو محط الاهتمام الأميركي والأوروبي، وتراجع دور دول إقليمية من حيث كونها مركز الدبلوماسية الإقليمية. فالرياض اليوم تقوم بمبادرات مختلفة تحظى بالاهتمام الأوروبي والأميركي من حيث محاربة التطرّف والانفتاح الداخلي والإصلاحات السياسية والاقتصادية، وكل هذا يجعلها مصب اهتمام دولي كبير. الأمر ذاته يحدث في الإمارات العربية المتحدة. إذن، ليس غريباً أن ينتقل اهتمام الدول الكبرى في العالم بمحور أبوظبي – الرياض، وبهذا يكون الصديق عبد الخالق عبد الله محقاً في طرحه، لكن كما قلت ليست لحظة كل الخليج وإنما بعضه.

ومع ذلك، يبقى تحدي لحظات انتقال الثقل الثقافي والسياسي دائماً رهن مدى نجاح عملية الانتقال؛ فهناك ما يسمى النتائج غير المحسوبة في إدارة انتقال مراكز الثقل، سواء في الإقليم أو داخل الدولة الواحدة، وفِي الفصل الأخير كن الكتاب لم يغفل الدكتور عبد الله التحديات التي تواجه لحظة الخليج.

كتاب الدكتور عبد الخالق عبد الله عن «لحظة الخليج» جدير بالاهتمام والقراءة؛ لأنه يطرح أمراً مثيراً للجدل والتفكير. ولا أظن أن الأطروحة جاءت من منطلق شيفوني خليجي أو وطنية خليجية متحمسة بقدر ما هو طرح قصد به المؤلف التحفيز على مناقشة انتقال مراكز السلطة والنفوذ في الإقليم. ولا يجب أن تكون ردة فعل المفكرين من أجزاء أخرى من العالم العربي من نوعية «ما هي قوة الخليج وتعداد سكانه ليصبح مركز نفوذ؟». أعتقد أن التعامل مع سؤال لحظة الخليج بما يليق بالكتاب من تروٍ في الإجابة هو الطريق المثلى للتعامل مع قضايا فكرية مثيرة. عبد الخالق عبد الله ألقى بحجر كبير في حوار انتقال مراكز الثقل في العالم العربي يستحق كل اهتمام خاص وردود فكرية تليق بجدية الطرح.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظة الخليج لحظة الخليج



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon