توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإدارة الأميركية السابقة وتبعات أخطائها؟

  مصر اليوم -

الإدارة الأميركية السابقة وتبعات أخطائها

بقلم - سوسن الشاعر

الأخطاء التي يقر بها السياسيون الأميركيون السابقون في منطقة الشرق الأوسط، بعد مغادرتهم مناصبهم، لا يتحملها الأميركيون، وحتماً لا يتحملها الساسة الأميركيون، إنما تتحملها الشعوب وقيادات المنطقة معهم، بل إن قيادات المنطقة هم من يعالجون تبعات تلك الأخطاء، ويدفعون الثمن مع شعوبهم في ترميم ما تم هدمه بواسطتها.

أزيدكم من الشعر بيتاً، تلك «الإقرارات بالأخطاء المتأخرة» هي مصدر رزق للساسة السابقين، فهي ملح مقابلاتهم التلفزيونية التي يجرونها بمقابل مادي جزيل، وهي لب كتبهم التي يطبعونها، وندواتهم التي يعقدونها، إذ لا بد أن يأتي الضيف في برامجهم الحوارية أو الكاتب بخبر جديد يتصدر النشرات، وإلا لا فائدة من استضافته، وليس أفضل من خبر الإقرار بالأخطاء السابقة.

وكان جون كيري، وزير الخارجية الأميركي الأسبق، قد أكد لقناة «سي إن إن» في دافوس، الأسبوع الماضي، رداً على سؤال عما إذا كانت إيران قد استخدمت جزءاً من 150 مليار دولار التي حصلت عليها بعد رفع العقوبات لدعم الجماعات الإرهابية، إنه «بعد التسوية بلغت المطالبات المتعلقة بالديون نحو 55 مليار دولار، حصلت عليها إيران التي قد تكون أرسلت جزءاً منها للجماعات المصنفة إرهابية».

وقال كيري: «أعتقد أن جزءاً من هذه الأموال وصل إلى الحرس الثوري الإيراني وكيانات أخرى مصنفة منظمات إرهابية». وأضاف أنه «لا يوجد شيء يمكن للولايات المتحدة القيام به لمنع ذلك». انتهى.

السؤال هو هل سيكون إقرار كيري هو الأخير في سلسلة الإقرارات بالأخطاء الأميركية بعد الخروج من المنصب؟ ألم تسبقه هيلاري كلينتون؟ وكسينجر ومادلين أولبرايت وغيرهم وغيرهم؟

ألم يصر جون كيري حين كانت مفاوضات «النووي» تجري على قدم وساق أن سياستهم مدروسة، وأنهم سيمنحون الضمانات على حسن سير وسلوك إيران بعد الاتفاق؟

ألم يتهموا من يخالفهم حينها بأنه لا يرغب في السلام، وليس حليفاً لهم، وأن من يخالفهم هو من المتشددين تماماً كالجناح المتشدد الإيراني لا يريد السلام؟

ألم يعطوا الضمانات بتحسن سلوك إيران، وبأنها الشريك الحضاري ذو العمق التاريخي؟ ألم يؤكدوا أن هناك جناحاً للمعتدلين يقوده جواد ظريف الذي سيدفع إلى الاعتدال وتلبية استحقاق حقوق الإنسان وسيحسن الجوار و... و... و...؟

هل تذكرون كيف دافع كيري عن ظريف، وكيف صوره على أنه يواجه جناحاً متشدداً، ولا بد من مساعدته؟

أتذكرون الضجة التي ثارت في إيران بسبب صورة ظريف وهو يتمشى مع جون كيري في جنيف بعد جلسة مباحثات مطولة، وكتبت الصحف الإيرانية أن ظريف كان «يمشي على دماء الشهداء»، وكل تلك البروباغندا التي صورت إيران بجناحين، أحدهما متشدد والآخر معتدل؟

ألم نؤكد لهم حينها أن سياستهم خاطئة، وأن النظام الإيراني إرهابي دموي ليس به جناح اعتدال وجناح تشدد، بل إنه مصدر للإرهاب، وإن دخولهم للشرق الأوسط أحد أهم أسباب زيادة وتيرة الإرهاب؟

حينها كنا نحن على خطأ، وجون كيري على صواب، وبعد خمس سنوات يظهر كيري على الملأ ويقول: احتمال أن تكون إيران مولت الجماعات الإرهابية من الأموال التي استعادتها من أميركا! احتمال؟ يعرف أنه مؤكد.

إنما ليس هذا ما يغيظ، ما يغيظ هو اللامبالاة بتبعات أخطاء هؤلاء، فالذي لا يعيره جون كيري أي اهتمام أن ضحايا خطئه أسر قتلت وأطفال ونساء وعجزة تشردوا. أخطاؤهم ليست حسابات ورقية، بل أخطاؤهم تقع على شعوب ومجتمعات، وتحتاج إلى سنوات وجهود كي ترمم تلك الجراح التي تخلفها.
ما فعله نظام الملالي داخل إيران أو في الشرق الأوسط كان بدعم لا محدود من إدارة باراك أوباما، ومن جون كيري تحديداً عراب الاتفاق النووي، الذي على يده استعادت إيران 55 مليار دولار، وبهذه الأموال تم تشريد وقتل وتهجير الملايين من البشر، وبسبب إيران تعاني أوروبا من أزمة المهاجرين مالياً واجتماعياً وسياسياً، وبسبب إيران تدار الآن حروب بالوكالة وصراعات في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وبسبب إيران الآن يموت لنا كل يوم شباب، وندفع كلفة الدفاع عن أوطاننا مليارات. وبعد ذلك يقول كيري «إننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً حيال ذلك»، أي أنهم لا يملكون أن يفعلوا شيئاً حيال هذا الإرهاب الذي ذهب ضحيته الملايين.

تلك الصحوات التي تحل بكل مسؤول أميركي بعد مغادرته المنصب تؤكد لنا أنهم لا يعرفوننا، وحتى لو عرفونا جيداً لا يعيروننا أي اهتمام، بل ربما يعرفون ولا يبالون، لذلك فإن القرارات التي تمس منطقتنا وأمننا وسلامتنا هي مسؤوليتنا وحدنا، وأن استقلالية قراراتنا حتى لو كانت مخالفة لسياستهم نتحمل وحدنا تبعاتها، وأن على العرب الذين ما زالوا يظنون أن الأميركيين على صواب حتى حين يخطئون أن يفيقوا من وهمهم!

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإدارة الأميركية السابقة وتبعات أخطائها الإدارة الأميركية السابقة وتبعات أخطائها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon