توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العراق ساحة دولية بأمر إيران

  مصر اليوم -

العراق ساحة دولية بأمر إيران

بقلم - سوسن الشاعر

في الوقت الذي تصر فيه المملكة العربية السعودية وحلفاؤها عن النأي بالنفس عن الساحتين العراقية والسورية فإن إيران تحاول أن تجر هاتين الساحتين لحرب بالوكالة تخاض من أجل حماية المصالح الإيرانية.

ويبدو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تدخل بثقلها في هاتين الساحتين لتقييد إيران قدر المستطاع، فلم يعد الاتفاق النووي رادعاً كافياً.

فإلى متى ستظل سياسة النأي بالنفس خياراً أمثل؟ وإلى أي مدى يحق لنا التدخل حفاظاً على أمننا ومنع تهديد سلامة أرضنا انطلاقاً من هاتين الساحتين؟

طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن «تحدد بغداد ما يحدث في العراق وليس طهران».

وفي رده على التقارير التي ذكرت أن إيران نقلت صواريخ باليستية إلى العراق، قال بومبيو عبر حسابه في موقع «تويتر»: «نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير الخاصة بقيام إيران بنقل الصواريخ الباليستية إلى العراق. إذا كان هذا صحيحاً، فسيكون انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية ولقرار مجلس الأمن رقم 2231».

وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن مصادر إيرانية وعراقية وغربية أن طهران قدمت صواريخ باليستية لميليشيات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وإنها تطور القدرة على صنع المزيد من الصواريخ هناك.

لا يمكن أن تبقى المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي صامتة أمام ممارسات إيران في العراق. إيران خرقت كل البروتوكولات الدولية من أجل الحفاظ على مصالحها دون أي اعتبار لسيادة الدول أو القوانين الدولية حتى باتت ممارساتها تشكل تهديداً لا لأمننا فقط بل تهديداً للأمن الدولي. إنها تجر العراق جراً ليتحول لساحة حرب دولية، حتى هددت إسرائيل بالتدخل إن لزم الأمر!

إيران تعدت الخطوط الحمراء بتزويد فصائل «الحشد الشعبي» بصواريخ باليستية، والأمر وصل إلى حد الصفاقة وتخطى مرحلة «التدخل» إلى مرحلة «التحكم» في التشكيل الحكومي العراقي!!

فمنذ وصول السفير الإيراني إيرج مسجدي إلى بغداد وهو يشمر عن ساعديه عاقداً الاجتماع تلو الآخر من أجل التدخل في تشكيل الحكومة العراقية.

ففي أول تصريح رسمي له حول الانتخابات العراقية ومفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة في مايو (أيار) من هذا العام، قال السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي: «إنّ الوقت ما زال مبكراً للحديث عن تشكيل الحكومة المقبلة»!!

تخيلوا الثقة التي يتكلم بها سفير أجنبي عن حكومة دولة عربية لها برلمانها ودستورها ومن المفروض أن لها سيادتها. (عندما كان السبهان يجتمع بالعشائر في بغداد تم تهديده من قبل ميليشيات إيران وطالبوا بطرده، واليوم السفير الإيراني هو من يقرر توقيت تشكيل الحكومة العراقية!!).

لِمَ لا؟ وقبل شهر اجتمع نوري المالكي ليشاور السفير الإيراني إيرج مسجدي حول التشكيل الحكومي الجديد وأبلغه أن القوى السياسية تواصل مشاوراتها لتشكيل حكومة قوية تلبي مطالب العراقيين، وذلك أثناء لقاء جمع الجانبين في مكتب المالكي ببغداد.

وفي الأسبوع الماضي عقد السفير الإيراني اجتماعاً مع ممثلي القوى السياسية الكردية للتفاوض على تشكيل الحكومة العراقية.

كل ذلك يجري على رؤوس الأشهاد لأن إيران باختصار تريد أن تكون هي المتحكم في التشكيل الحكومي الجديد.

لذلك حين قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه لن يجازف ببلاده من أجل إرضاء إيران، في إشارة إلى تدخلات طهران في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وإن «الأمانة التي نحملها تستدعي منا عدم المجازفة بمصير شعبنا لصالح إرضاء إيران أو أي دولة جارة أخرى»، يؤكد شهود العيان في البصرة أن إيران أشعلت البصرة لإعاقة العبادي من تشكيل حكومته فسممت المياه وقتلت المتظاهرين وأحرقت المقرات واتهمها العبادي مباشرة ودون مواربة، فإيران مصممة اليوم على حرق العراق وهدمه على من فيه على أن تغادره خالية الوفاض.

الأمر إذن لم يعد شأناً عراقياً داخلياً، بل جرت إيران العراق كي يكون ساحة حرب دولية، لدول الخليج مصالح فيها مثلما لإيران، وإصرار الولايات المتحدة على خروج إيران من سوريا والعراق هو هدف يتفق مع أمننا ومصالحنا.
الدعم ليس بالضرورة تدخلاً ميدانياً إنما حجم وعمق التدخل الإيراني يجبرنا على ما لم نكن نوده بأن يكون لنا دور في المفاوضات الأميركية العراقية، فلم يعد الشأن العراقي داخلياً بعد أن حولته إيران شأناً إقليمياً دولياً.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق ساحة دولية بأمر إيران العراق ساحة دولية بأمر إيران



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon