توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المواجهة الأميركية ـ الإيرانية... ما زلنا في انتظار الحسم

  مصر اليوم -

المواجهة الأميركية ـ الإيرانية ما زلنا في انتظار الحسم

بقلم - سوسن الشاعر

تبدو كلمة مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي وكأن الولايات المتحدة قد حسمت أمرها تجاه إيران، فهل هي فعلاً حسمته؟

كلمة قوية وصف فيها بومبيو النظام الإيراني بأنه «عصابة مافيا» وليس نظاماً يحكم دولة.

تحدث عن الأموال التي جمعها رموز النظام طوال الأربعين عاماً، وكيف أفقروا شعبهم واغتنوا هم، عدّد بالأسماء والأرقام حساباتهم المصرفية، وتحدث عن قمع الحريات، وقتل المعارضة من رجال دين، ومن مثقفين، ومن عامة الناس، وتحدث عن تهديدهم الأمن الدولي، وعن دعمهم الميليشيات الإرهابية، ثم توعد النظام الإيراني بأنه سيواجه حزمة عقوبات لم يرها من قبل، وجرى تصفيق كبير للوزير...

على أرض الواقع، اجتماع ترمب وبوتين فوّض فيه الروس للتعامل مع إيران في سوريا، وعلى أن يواجه التحالف العربي وحده إيران في اليمن.

ورداً على تلك التهديدات، رفضت إيران الخروج من سوريا، وزيادة على ذلك تعرضت للناقلات النفطية السعودية في البحر الأحمر، مهددة بذلك التصعيد الجديد الأمن الملاحي في المياه الإقليمية، ومهددة وصول شحنات النفط لأوروبا.. ذلك ما اختارت إيران أن ترد به على العقوبات الأميركية التي ستمنعها من تصدير النفط، ورفضت الخروج من سوريا غير عابئة بوعود الرئيس الروسي.

موقف إيران يؤكد حقيقة واحدة؛ أن التعامل مع إيران إن لم يكن مسؤولية جماعية، أي مسؤولية المجتمع الدولي برمته، وإن لم يكن ضمن استراتيجية شاملة تردعها في اليمن كما تردعها في سوريا أو في أي موقع آخر؛ فإن «هتلر» جديداً سيغرِق المنطقة كلها بحرب شاملة، لن تهدد وصول النفط فحسب، بل ستهدد الأمن الملاحي، وستهدد قواعد أميركية موجودة في المنطقة، وستهدد أوروبا.

عجز روسيا عن إجبار إيران عن الخروج من سوريا، وتردد أوروبا في تحديد موقفها من الإرهاب الإيراني، ترك الباب مفتوحاً لمزيد من التمدد وإعادة التموضع لوكلاء إيران في المنطقة، ودون التعامل مع إيران باستراتيجية شاملة لجميع مواقع تمددها في منطقة الشرق الأوسط، أي التعامل معها في اليمن بالأهمية ذاتها كما هو التعامل معها في سوريا، والتعامل مع برنامجها الصاروخي بمثل التعامل مع برنامجها النووي، وإجبارها على الخروج من اليمن كما هو إجبارها عن الابتعاد عن الحدود الإسرائيلية، فإن إيران ستكون خطراً على الأمن الدولي برمته بوجودها خارج حدودها في أي موقع في اليمن كما في سوريا، في العراق كما في لبنان.

لقد تُرِك هذا النظام المتوحش لينمو ويكبر حتى التهم جميع المواقع التي وصل إليها بمساعدة أميركية وتحت سمعها وبصرها وبتواطؤ أقر واعترف به الكثير من مسؤولي الإدارة الأميركية السابقة، واليوم إن أرادت الولايات المتحدة أن توقف هذا الخطر عليها أن تستمع إلى قادتها العسكريين الذين يبدو أنهم الوحيدون الذين يعرفون ما الذي تخطط له إيران وحجم خطرها، فلا يمكن تجزئة التعاطي معها، وهم الوحيدون الذين يعرفون أن روسيا لن تستطيع كبح جماح إيران؛ إذ وفقاً للمرصد الاستراتيجي «حذر سياسيون مخضرمون الرئيس الأميركي من تقديم المزيد من التنازلات لبوتين، حيث رأى رئيس مجلس الأمن القومي جون بولتون ضرورة المحافظة على قاعدة التنف، وعدم مقايضتها بأي ثمن، مصراً على طرد إيران من سائر الأراضي السورية، وليس من المحافظات الجنوبية فحسب. وعزز تلك المطالب الفريق مايكل ناتغا، أكبر مسؤول في مركز مكافحة الإرهاب، بتأكيده أن القتال ضد تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا لم ينته بعد، قائلاً (رأيي أن دور الولايات المتحدة لا يمكنها التخلي عنه للتعامل مع ما بقي). وتقوم صفقة ترمب – بوتين، التي أبرمت قبل قمة هلسنكي بأيام، على افتراض أن روسيا جادة في التعاون مع الولايات المتحدة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، واعتبار تخفيض العنف أولوية تسمح بعودة اللاجئين، وأن لدى موسكو القوة والإرادة على احتواء طهران ودفعها للتخلي عن مواقعها المتقدمة جنوب البلاد، وهي افتراضات خاطئة بالكلية» - انتهى.

على أرض الواقع، لقد زجت إيران بميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي في سوريا إلى جانب قوات «حزب الله» لتستخدمهم قرابين تدافع بهم عن مواقع سيطرتها السورية، ومدت الحوثيين بأسلحة متطورة لتسخين جبهتها الجنوبية فأصبحت تطوق البحر الأحمر من الجنوب والحدود السورية - الإسرائيلية شمالاً.

تذبذب القرار الأميركي، وتردد أوروبا، وترك الروس أو الثقة المطلقة بهم دون أي قوة تفاوضية قرار في رأيي خاطئ؛ فإيران تلعب في المنطقة الرمادية بين أميركا وروسيا والتردد الأوروبي، حتى أصبح هذا التذبذب الدولي تجاه إيران عنصراً من عناصر القوة الإيرانية، ويمنحها الفرصة للتوسع، وكل ذلك والإدارة الأميركية تصعد خطابياً فحسب، وما زلنا في انتظار الحسم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواجهة الأميركية ـ الإيرانية ما زلنا في انتظار الحسم المواجهة الأميركية ـ الإيرانية ما زلنا في انتظار الحسم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon