توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات السبت

  مصر اليوم -

حكايات السبت

بقلم - محمد السيد صالح

■ احترام الصحافة

أشفق على كل زميل أو زميلة، قرر خوض انتخابات نقابة الصحفيين المقبلة، سواءً على منصب النقيب أو لعضوية المجلس. الأزمات والتحديات خانقة. مهنة الصحافة فى خطر، سواءً مع القارئ الذى أعرض عّنا وعن صحفنا لصالح المواقع الإخبارية أو لوسائل التواصل الاجتماعى. لدينا أزمات مع الدولة التى تضغط علينا بوسائل عديدة، وترفض أن تقدم لنا يد العون أو المساعدة حتى إن التضييق وصل الصحف القومية، فيما يتوالى ظهور التشريعات والقرارات الجدلية حول إدارة الصحافة والفضائيات، انتهاءً «بلائحة جزاءات الإعلام» التى من شأنها أن تغلق أو تتسبب فى إفلاس نصف الصحف والمواقع على الأقل. فى ظل هذه الأجواء، تظهر على السطح مؤشرات على تواصل التردى للصورة الذهنية للصحفى لدى الرأى العام، ولدى كبار المسؤولين. لن أذكر بأحداث وحكايات عمرها شهور، دفعنا جميعا ثمنها، لكن أمامى مواقف حالية من مسؤولين فى وظائف تنفيذية وليست سيادية. ظهر فيها عدم إيمانهم بالصحافة، يعتقدون أن الصحفى موظف يعمل تحت إمرتهم. وأنا أجزم أن التصرف المشين لمحافظ الإسماعيلية مع الزميلين هانى عبدالرحمن ومحمد جمعة سيتكرر مثله كثيراً، طالما لم تتم محاسبة المحافظ هذا، ومن سلك مسلكه بإجبارهم على التعامل مع الصحافة والصحفيين وفقًا للقانون.

هذه القضية فرصة لجمع الصحفيين على كلمة سواء، ولكى يلتئموا حولها فى النقابة، وفى الدعاية الانتخابية الوشيكة.

وأعتقد أنها ليست قضية خلافية. فالإهانات التى تعرض لها الزملاء من المسؤولين، لم تقتصر على العاملين فى الصحف والمواقع المستقلة أو الحزبية، ولكن شملت زملاء فى صحف قومية.

وتفسيرى البسيط لهذه الظاهرة، أن هناك تفسيراً خاصاً جداً من البعض بأن القيادة العليا لا تحترم الصحافة والإعلام عمومًا، وأن الدولة تقيد المناخ العام، ولا تشجع تداول المعلومات، ولا تؤمن بمقدرة الصحافة على الرقابة وكشف الفساد. أتمنى أن تثبت القيادة العليا عدم دقة هذا الرأى.

■ الوزير والغش

لأول مرة منذ فترة طويلة جداً، أتفق مع تصريح قاله وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقى. هو صرح الأربعاء، تعليقًا على تسريب امتحانات الصف الأول الثانوى بأن «الظاهرة مرض يتم علاجه، والطالب هو الخاسر الأكبر، وهى دليل على أن هناك ثقافة تحتاج للنقاش والتغيير. والتسريب لن يضر الوزارة ولكن يضر الطالب».

بالفعل الظاهرة كاشفة لثقافة الغش والاستسهال وتغييب الضمير فى المجتمع. ولكن سؤالى للوزير: ما هى الإجراءات الحازمة التى استخدمتها الدولة، ممثلة فى الوزارات المعنية وعلى رأسها التعليم والداخلية للمواجهة؟. أزعم أننا غير جادين لمنع الغش، ودليلى على ذلك أن الإجراءات المتبعة هزيلة وضعيفة. الجزاءات مضحكة. لم أسمع عن طلاب غشاشين تمت إدانتهم ودخلوا الحبس، أو فصلوا نهائيًا من التعليم، مع معاقبة المتورطين معهم من أولياء الأمور أو المعلمين. قصص الغش باتت مستهلكة صحفيًا. كلنا نعلم آليات تسريب الامتحانات. نعلم أن هناك قلة من المعلمين يتاجرون فى التسريب أو فى إقناع الطلاب أن لديهم الأسئلة السليمة. لدينا الآن الوسائل التكنولوجية والمادية الحديثة التى تمكنا من مواجهة الغش. والأهم، أن يقتنع الجميع بأنهم متساوون أمام الامتحانات. هذا هو العدل. مطلوب ترشيد اللجان الخاصة او مراقبتها جيداً، خاصة أنها الباب الخلفى للمجاملات. الإجراءات الكافية لمواجهة الغش، معروفة للجميع.. والمهم التنفيذ الدقيق.. والإخلاص.

■ «المعز» مجدداً

لم أكن أعلم أن هناك تجمعاً شعبياً اسمه «محبى شارع المعز» يضم مجموعة من الشخصيات العامة المرموقة، هدفهم الأسمى، وتقريبا الوحيد، هو المحافظة على الكنوز الأثرية فى المنطقة، خاصة بعد ترميمها وتنظيم الشارع ليكون منطقة سياحية مفتوحة، والتأثير على أصحاب المحلات بالشارع للحفاظ عليه. هذه المعلومة، كتبها لى الصديق اللواء أبوبكر الجندى، وزير التنمية المحلية السابق فى معرض تعليقه واهتمامه بما كتبته الأسبوع الماضى فى «الحكايات» عن انتشار القمامة والسيارات والعشوائيات بالشارع، فى ظل غياب الدولة، وتذكيرى بدور الوزير الأسبق للثقافة فاروق حسنى فى ترميم الآثار بالمنطقة.

الجندى قال أيضًا «العجيب أن أهل الشارع لم يسعوا للحفاظ على ما تم إنجازه رغم أن ذلك لصالحهم».

وأضاف «عقدنا مع الأهالى عدة اجتماعات، وأنا فى الوزارة، عانينا فيها كثيراً، لأن كل واحد منهم كان ينظر لمصلحته فقط ومكاسبه المادية الخاصة». يستكمل الجندى «لم تسفر هذه المحاولات والمناقشات عن شىء، رغم أنها كانت بحضور القيادات الشعبية، إضافة إلى نائب الجمالية فى مجلس النواب».

انتهى كلام الوزير السابق، ولكنى قلت له باختصار إن دور الدولة لا ينبغى أن ينتهى عند النصيحة أو الحوار فقط، ولكن مع تطبيق القانون على الجميع. وأزيد هنا: مطلوب تنفيذ مجموعة من الإجراءات الحازمة بشأن إغلاق الشارع أمام حركة السيارات. الأجهزة الحكومية، بالتحديد، إدارة المرور هى التى أعادت فتحه وليس الأهالى. انتشار الورش بشكل عشوائى يمكن مواجهته فى يوم واحد، وهى مسؤولية المحليات، أما النظافة وانتشار القمامة فهى قضية مجتمعية معقدة، مسؤول عنها الأهالى والحكومة، معًا.

وبمناسبة نفس المقال، تواصل معى الفنان والوزير الأسبق فاروق حسنى شاكراً لى على ما كتبته، لكنى قلت له: هذا واجب علينا، بعد ما رأيته من إهمال فى أماكن أثرية عديدة، مع انتشار اللامبالاة من المسؤولين، وغياب الإبداع والخيال عندهم.

بالفعل، نحتاج حاليًا وزراء لديهم حيوية.. وخيال.

■ إنقاذ «قبة»

«قبة رقية دودو.. أجمل قبة فى عمارة مصر الإسلامية تصارع للبقاء وأيامها معدودة جداً». هذه صرخة من الاستاذ أبوالعلا خليل الذى أعتبره الخبير الأهم فى تاريخ الآثار الإسلامية رغم أنه لا يعمل فى وزارة الآثار، بل فى «الطيران المدنى». احتجت معلومات متخصصة وتفصيلية عن أضرحة الصحابة والصالحين فى مصر الإسلامية، وخاصة المتواجدة فى الجبانات المختلفة، فدلنى إليه خبير أثرى بارز وقال لى «لا تسأل إلا أبوالعلا خليل». أفادنى الرجل كثيراً فى مهمتى، وهو الآن يلجأ لى وللصحافة كى نساعده فى إنقاذ هذه القبة الجميلة من الانهيار، وهى موجودة بقرافة «الأذرعى» بالإمام الشافعى. يقول: لجأت إلى مسؤولى الآثار فقالوا: لا توجد اعتمادات.. ولا مليم واحد للترميم أو الإنقاذ أو النقل.

يضيف: فى حالات مماثلة وفى عهود سابقة، كان يتم نقل الأثر من مكانه. الأرضية هشة جداً القبة بدأت فى التمايل، وستسقط قريبا جدا.. وللعلم، فإننى لجأت إلى عدد من الزملاء الذين يغطون وزارة الآثار فلم يتحمس منهم أحد.. لديهم هموم أخرى ومشاكل مع مصادرهم، وقد تكون هذه «القبة» غير مهمة إلى جوار مشاغلهم. أما من هى رقية دودو التى سحرته هى وقبتها، فأنقل من صفحة أبوالعلا خليل هذه المعلومة الموثقة: «كانت صاحبة هذا القبر شابة فتية باهرة الجمال، ودودو التى لقبت بها هى كلمة تركية وتعنى الببغاء، وأطلقت عليها لسحر جمالها ونضارة شبابها. إلا أن ذلك الجمال وتلك الفتنة اختطفها طاعون فتاك عام 1757 عرف بـ«قارب شيخة الذى يأخذ المليح والمليحة» لسرعة حصده للأرواح وبخاصة العذارى منهم، وكان من ضحاياه أجمل وردة فى بستان العذارى. وأقامت لها أمها المكلومة الست بدوية شاهين، وكانت من الأثرياء، زوجة رضوان بك، هذا القبر وهذه القبة إضافة إلى سبيل ليشرب منه العطاشى بأعلاه كتاب لتعليم اليتامى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السبت حكايات السبت



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon