توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا لو سقط «السلطان»؟

  مصر اليوم -

ماذا لو سقط «السلطان»

بقلم : خالد سيد أحمد

السؤال بالتأكيد افتراضى، لكنه ليس مستحيلا، ويمكن أن يتحقق فى أى وقت، طالما استمر الوضع الاقتصادى والمالى فى تركيا على هذا النحو من التدهور والتراجع الحاد، إضافة إلى تردى الوضع السياسى، جراء عناد واستبداد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى قمع كل من يرفض أو يعترض على ديكتاتوريته وانتهازيته وانفراده بكل السلطات والقرارات فى بلاده.

نقول إن السؤال ليس مستحيلا، لأن العملة التركية فقدت نحو 40% من قيمتها منذ بداية العام الحالى، إذ تراجعت من نحو 5 ليرات للدولار سجلتها فى مطلع أغسطس، إلى 6.88 ليرة للدولار بتاريخ 13 منه، لكنها تعافت بعد ذلك نسبيا لتصل يوم أمس الأول إلى 5.8 ليرة للدولار، لكنها تراجعت مجددا يوم أمس.

انخفاض العملة التركية فى الفترة الأخيرة، جاء نتيجة لتدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن وقيام الولايات المتحدة بفرض رسوم مضاعفة على صادرات الصلب والألومنيوم التركية، بالإضافة إلى فرضها عقوبات على وزيرى العدل والداخلية التركيين على خلفية قضية القس الأمريكى أندرو برونسون الموقوف فى تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب.

التصريحات الأمريكية المتتالية، تؤشر إلى أن واشنطن لن تتراجع عن مواقفها، خصوصا وأن نائب الرئيس الأمريكى مايكل بنس حذر أنقرة فى تغريدة له على موقع «تويتر»، قائلا: إن «القس أندرو برونسون رجل برىء تحتجزه تركيا، والعدالة تتطلب الإفراج عنه، ومن الأفضل بالنسبة لتركيا ألا تختبر حزم الرئيس ترامب على إعادة الأمريكيين المعتقلين بصورة خاطئة من الخارج إلى الولايات المتحدة».

مسئول أمريكى آخر تحدث لوكالة رويترز للأنباء قائلا: إن الولايات المتحدة قد تشدد الضغط الاقتصادى على أنقرة فى حال لم تفرج عن القس الأمريكى، وأضاف المسئول الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن «الإدارة تعتزم اتخاذ موقف صارم للغاية فى هذا الشأن، والرئيس حازم 100 بالمائة على إعادة القس برونسون إلى الوطن، وإن لم نر أى أعمال خلال الأيام القادمة أو خلال الأسبوع، قد تكون هناك خطوات لاحقة».

إذن الأزمة مرشحة للتصاعد، وقد تتزايد انعكاساتها وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد التركى خلال الفترة المقبلة، ما يجعل مصير أردوغان ونظامه على المحك، وبالتالى ينبغى تصور تداعيات ذلك على الكثير من القضايا والملفات التى تتداخل فيها تركيا بشكل مباشر، وكذلك على حلفائها الأقرب لها فى هذه المنطقة.

وبعيدا عن سذاجة وسطحية هذا الإعلامى الإخوانى الذى قال، «إذا نجحت تركيا سنعيش كمسلمين فى أمان، أما إذا سقطت تركيا أو سقطت الليرة التركية ستغتصب زوجتك أمامك»، فإن جماعة الإخوان هى أول من سيدفع ثمن سقوط «السلطان العثمانى»، الذى فتح الأبواب لعناصرها عقب إقصائها عن حكم مصرعام 2013، ومنحها منابر إعلامية تمارس التحريض على العنف والإرهاب والفتنة ضد الدولة المصرية ليلا نهارا.

غياب أردوغان عن المشهد، سوف يلقى بظلاله على الجماعة بشكل كبير، وسيجعلها تبحث مجددا عن ملاذ آمن وممول سخى ومساحة تنشط فيها ضد الدولة المصرية، وغالبا لن تجد فى العالم دولة تسمح لها بممارسة ما تفعله الآن فى تركيا، سوى دولة قطر.

لكن قطر نفسها التى هرع أميرها الشاب تميم بن حمد آل ثانى، مسرعا إلى أنقرة للمساعدة فى إنقاذ أردوغان عن طريق ضخ 15 مليار دولار بشكل مباشر فى شكل مشاريع اقتصادية وودائع واستثمارات، قد تجد نفسها وضع أكثر حرجا وخوفا وقلقا حال سقوط السلطان، الذى وفر لنظامها الحماية من غضب رباعى مكافحة الإرهاب العربى، وساعد فى بقاء الأمير القطرى على العرش حتى الآن.

هناك أيضا تداعيات قد تحدث على الأوضاع فى ليبيا وسوريا، حال تحقق هذا السؤال الافتراضى، إذ ستتجه الأمور نحو الهدوء المفقود منذ سنوات طويلة، جراء الدعم الذى يقدمه النظام التركى للكثير من الجماعات المتشددة فى البلدين، والذى أغرقهما فى بحور من الدم، وساهم فى إشعال الكثير من الحرائق التى طالت استقرارهما ووحدة أراضيهما.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو سقط «السلطان» ماذا لو سقط «السلطان»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon