توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراما تركية

  مصر اليوم -

دراما تركية

بقلم : خالد سيد أحمد

لا يجادل أحد فى براعة الدراما التركية.. حلقات المسلسل تمتد لأسابيع من دون أن تشعرك بالملل. أحداث جديدة ومشوقة كل يوم.. حدوتة مختلفة.. تفاصيل متنوعة وجذابة.. لا تملك إلا أن تواصل المشاهدة حتى تعرف النهاية.
قصة الصحفى السعودى جمال خاشقجى، الذى قتل فى قنصلية بلاده فى إسطنبول يوم 2 أكتوبر الحالى، حولتها السلطات التركية إلى مسلسل جديد ومثير وجذاب، تطل به يوميا ليس على المنطقة العربية فقط، وإنما على العالم أجمع، بشكل يخطف الأنظار ويراكم الشغف لدى المتابعين.
الجميع يعرف أن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، تملك منذ اللحظات الأولى جميع التفاصيل الدقيقة للجريمة التى حدثت فى القنصلية، إلا أنها لم تضعها مرة واحدة على الطاولة.. كل يوم تفرج عن تفصيلة جديدة، فيتلقفها الإعلام بكثير من الاهتمام، ويعيد نشرها لتصبح الرواية التركية محور الحديث والاهتمام فى العالم أجمع.
أحدث حلقة فى هذا المسلسل، الخبر الذى نقلته وكالة رويترز للأنباء، والذى يقول إن الشرطة التركية تفحص عينات مياه أخذتها من بئر فى القنصلية السعودية فى إسطنبول فى إطار التحقيق فى قضية مقتل خاشقجى.
الجميع الآن لديه شغف كبير ليعرف ماذا وجدت السلطات التركية فى بئر القنصلية السعودية؟ هل صحيح أن أجزاء من جثة خاشقجى تقبع فى داخله؟ أم أن تحليل المياه الموجودة فى البئر أثبت عدم وجود أى أثر للجثة؟ ولماذا رفضت السعودية فى البداية السماح للأتراك بتفتيش هذه البئر؟
أسئلة كثيرة ستظل تسيطر على المشهد، قبل أن تعرض السلطات التركية حلقة جديدة من المسلسل تنسينا قصة البئر. رأينا ذلك يتكرر بشكل يومى منذ بداية الأزمة. تسريبات تتضمن صور المشتبه بهم ومدى قربهم من مراكز صنع القرار فى المملكة. البحث عن خط سير 6 سيارات بعد خروجها من مبنى القنصلية. العثور على سيارة تتبع القنصلية فى أحد المواقف بإسطنبول بها متعلقات الضحية. البحث فى الغابات عن جثة خاشقجى. الحقيقة الكاملة التى سيعرضها أردوغان عن القضية. تفاصيل 22 دقيقة تسجيلات للجريمة لدى السلطات التركية.. إلخ.
كلها حلقات مثيرة حولت قضية خاشقجى إلى مسلسل يتابعه العالم بحماسة وشغف كبيرين، لكنها لم تصل إلى لب القضية، رغم إنه كان يمكن لأنقرة ــ كما هو المعتاد فى مثل هذه الجرائم ــ عرض الرواية الحقيقية مرة واحدة أمام الجميع.
هل يريد أردوغان تسلية دول العالم؟ بالتأكيد لا. هو يضغط بقوة على أعصاب الرياض ليصل إلى مبتغاه، والمبتغى هنا ليس مجرد حزمة أموال وصفقات استثمارية، فهذا أمر مفروغ منه، وانما تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، وهو الوصول إلى ترتيبات إقليمية جديدة بموافقة السعودية ودعمها، يتمخض عنها «كسر» ما كان مستقرا وثابتا خلال السنوات الأخيرة، ويعطى لتركيا وحلفائها جرعة أكسجين كبيرة، بعدما تم تقليم أظافرهم ومحاصرة نفوذهم فى الكثير من الملفات المهمة بالمنطقة.
لا يستطيع المرء تجاهل إشارات جديدة تعبر عما هو قادم.. فالتصريح الأخير لولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان عن أن «اقتصاد دولة قطر سيكون قويا ومختلفا بعد 5 سنوات من الآن»، ليس مجرد جملة عابرة قيلت من دون قصد، ولكنها تبدو بداية للترتيبات التى يسعى أردوغان إلى الوصول إليها، وأهمها فك العزلة العربية المفروضة على الدوحة، والتوافق على صيغة تحفظ المصالح التركية فى سوريا والعراق، وتخفيف الضغط على الإخوان، وإيجاد منفذ يسمح لهم بالعودة إلى المشهد السياسى فى عدد من العواصم العربية بعدما تم رفضهم ونبذهم من قبل شعوب تلك الدول.
«فى بعض الأحيان عندما يموت الأشخاص يحققون أهدافا، بدت مستحيلة وربما ساذجة وهم على قيد الحياة.. المملكة العربية السعودية ستكون مختلفة بمقتل خاشقجى».. هذه الكلمات التى كتبها ديفيد إغناتيوس، الكاتب بصحيفة «واشنطن بوست» فى ختام مقابلة مع الأمير تركى الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، يبنغى التوقف أمامها كثيرا، لأنها ربما تحمل ارهاصات لملامح مملكة جديدة تتشكل على الشاطئ المقابل لمصر!.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما تركية دراما تركية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon