توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عصبية تحت القبة!

  مصر اليوم -

عصبية تحت القبة

بقلم : خالد سيد أحمد

ربما يكون مفيدا للجميع، اقتراب دور الانعقاد الثالث لمجلس النواب من الانتهاء هذا الأسبوع، ليخرج المجلس فى اجازة تمتد ثلاثة أشهر، يستطيع خلالها استعادة هدوئه المفقود، بعدما سيطر التوتر والقلق والعصبية الزائدة عن الحد على قياداته، إلى الدرجة التى جعلتهم يضيقون ذرعا بالرأى المخالف الذى يتبناه قلة من الأعضاء لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

التوتر كان واضحا جدا، خلال الجلسة التى عقدها البرلمان الأسبوع الماضى، للتصويت النهائى على تعديل بعض أحكام القانون رقم 28 لسنة 2018 بتعديل أحكام القانون رقم 100 لسنة 1987 بتحديد المعاملة المالية لرئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة والمحافظين ونوابهم، لحساب قواعد معاشاتهم.

ففى هذه الجلسة، وبمجرد ان قال النائب ضياء الدين داود، عضو تكتل (25ــ 30): «كما رفضنا المشروع من قبل نرفض تعديلاته»، حتى قاطعه رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال، بغضب ودعا منادى الجلسة إلى النداء على الاسم التالى مباشرة، وشدد على ضرورة اكتفاء النواب فى بيان مواقفهم بإعلان الموافقة أو الرفض.

المتحدث باسم المجلس النائب صلاح حسب الله، قال ايضا فى كلمته التى منحها اياه رئيس البرلمان: «أطالب بإعمال اللائحة ضد كل من يعطل عمل البرلمان.. نشعر أننا فى برلمان الطلائع.. مش كل واحد يقعد فى البرلمان على مزاجه.. تطبيق اللائحة على أى حد يعطل عمل المجلس، مش هينفع الكلام ده».

وعلق رئيس المجلس على كلام حسب الله قائلا: «هطبق اللائحة ومن الأسبوع المقبل ستجد تصويتا على إسقاط العضوية لبعض السادة النواب.. يوم الثلاثاء المقبل سيكون تصويت على إسقاط العضوية طبقا لما انتهت إليه لجنة القيم». ونظر عبدالعال نحو موقع جلوس نواب تكتل (25ــ 30)، قائلا: «لن تكونوا أعضاء فى هذا المجلس ابتداء من الأسبوع المقبل».

ملاحظات كثيرة على ما جرى، اهمها انه يحق للبرلمان اسقاط عضوية أى نائب يخالف القواعد أو القانون ويتم ادانته فى لجنة القيم، لكنه من غير المفهوم أو المقبول أن يتم استدعاء هذا الحق من الأدراج وقت الحاجة اليه فقط، وهو ما يعنى بشكل أوضح، انه لو لم يتحدث هذا النائب ويرفض تعديلات قانون معاشات الوزراء والمحافظين، ويبدى رأيا مغايرا لرأى الأغلبية المريحة فى البرلمان، لما تم تهديده بتطبيق اللائحة عليه! 

الملاحظة الثانية أن قيادات مجلس النواب تشعر دائما بوجود مؤامرة على البرلمان، وأن هناك محاولات مستمرة لاختطافه، وهو تصور يصعب بالتأكيد فهمه أو استيعابه، لاسيما أن هذا المجلس لا يعكس تنوعا فى الآراء، أو توجد به معارضة حقيقية وقوية تستطيع مثلا سحب الثقة من وزير، لكنه برلمان ذى لون واحد وصوت واحد، وإذا وجدت به أصوات مختلفة أو مخالفة، فهى قليلة للغاية وغير مؤثرة ولا تستطيع عرقلة أى قانون تريد الحكومة تمريره!

الملاحظة الثالثة تتمثل فى ان الضيق والضجر من الرأى المخالف، انتقل من الدائرة الأكبر، ونعنى بها المجال العام، وتسلل رويدا رويدا إلى ساحة البرلمان، الذى يفترض به ان يكون منصة ثرية فى تنوع وتعدد واختلاف الآراء، وان اعضاءه لديهم الحق الأصيل والحصانة الكاملة، ليقولوا ما يشاءون تحت القبة، وهى حالة وان بدت مريحة للأجهزة التنفيذية، الا انها غير مفيدة على الاطلاق للصورة العامة التى يتم تصديرها للبلاد فى الخارج.

التنوع فى الآراء والخلاف حول القضايا والقرارات لن يساهم فى اسقاط البرلمان، بل الضجر والتشكيك فى رأى المخالفين، واتهامهم بالعمل وفقا لأجندات خارجية تستهدف الإضرار بالوطن ومؤسساته، يفقد مجلس النواب القدرة على ان يكون معبرا عن الشعب بكل فئاته، ويبعده كثيرا عن دوره الحقيقى فى ان يكون رقيبا على اداء السلطة التنفيذية.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصبية تحت القبة عصبية تحت القبة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon