توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا ترى الدور على أى صحيفة؟!

  مصر اليوم -

يا ترى الدور على أى صحيفة

بقلم - عماد الدين حسين

كل مطبوعات دار الصياد اللبنانية توقفت عن الصدور يوم الاثنين قبل الماضى، بسبب الأزمة المالية.
هذه الدار العريقة ــ التى تأسست عام ١٩٤٣ــ أعلنت فى بيان نشرته صحيفتها الرئيسية الأنوار فى صفحتها الأولى يوم الاثنين قبل الماضى أن مطبوعاتها التسع، ستتوقف عن الصدور وقالت عن أسباب ذلك «كل من يتابع أوضاع الصحف الحرة والمستقلة يعلمها». أى الأزمة المالية.
هذه الدار ــ التى أسسها سعيد فريحة عام ١٩٤٢ ــ كانت تصدر إضافة إلى جريدة الأنوار مطبوعات كثيرة منها مجلة الشبكة الفنية الشهيرة.
عندما قرأت بيان دار الصياد انقبض قلبى، لأننى أعلم تماما ماذا يعنى توقف صحيفة أو أى وسيلة إعلام.
أول صحيفة عملت بها بعد التخرج عام ١٩٨٦، كانت «صوت العرب» أغلقتها الحكومة عام ١٩٨٨، والجريدة الثانية كانت «مصر الفتاة» وصدرت عام ١٩٩٠، وأغلقتها الحكومة عام ١٩٩٢.
فى الحالتين جربت معنى إغلاق الصحيفة «والتشرد المهنى والمرمطة فى مكاتب الصحف العربية وصحف بير السلم».
وقتها كان الإغلاق لأسباب سياسية بحتة. الآن الأمر زاد تعقيدا، ولم تعد الحكومات العربية فى حاجة لإغلاق الصحف لهذه الأسباب، بل يكفى أن تتركها كى تموت من تلقاء نفسها بسبب الأزمة المالية المتفاقمة.

التجربة اللبنانية فى الصحافة متميزة وأحيانا رائدة، لكن أحد الثغرات الأساسية أن العديد من الصحف البنانية كانت تقوم وتعيش وتنتعش على الدعم العربى الخارجى، وهو دعم لأسباب سياسية بحتة.
الحروب الأهلية والطائفية والمذهبية والعرقية والتدخلات الاجنبية، أغلقت صنبور التمويل العربى خصوصا بعد الأزمة السورية. هذه التطورات قادت ضمن أسباب أخرى إلى أزمة اقتصادية خانقة، دفعت الصحافة ثمنها، بسبب قلة الإعلانات الموجهة للصحافة عموما وللصحافة الورقية خصوصا، متزامنا مع انصراف القراء عنها، واندفاعهم نحو الصحافة الرقمية.

نتائج وتجليات هذه الأزمة كانت أكثر وضوحا فى لبنان. فى نهاية ٢٠١٦ توقفت صحيفة «السفير» بعد ٤٢ عاما من تأسيسها. وقبل أربعة شهور أغلق مكتب جريدة «الحياة» الورقية أبوابه، بعد ٧ عقود من العمل حيث تأسست عام 1946.
لم يبق فى الميدان من الصحف التاريخية إلا «النهار» التى تعانى بدورها من أزمات مالية عديدة. ومعها فى نفس المضمار غالبية الصحف ومحطات التليفزيون اللبنانية بما فيها صحف مملوكة لرئيس الوزراء الحريرى.

مرة أخرى هذه الأزمة ليست لبنانية فقط، بل عربية بالأساس ولها تجليات عالمية كثيرة.
بالطبع الوضع يختلف بيننا وبين بقية العالم. لدينا أزمة شاملة فى كل وسائل الإعلام، فى حين أن الأزمة فى الخارج تشمل فقط بعض الصحف الورقية فقط التى تعرضت بعضها للإغلاق، لكن فى أماكن أخرى تمكنت صحف من النجاح والازدهار، رغم المواجهة الشرسة من قبل الإعلام الرقمى. دول مثل الهند واليابان وألمانيا لديها تجارب ناجحة جدا فى الصحافة الورقية، والسبب الجوهرى هو المحتوى المختلف، الذى لا يمكن أن يقدمه الإعلام الرقمى. تلك هى وصفة النجاح، وللأسف فهى غير قابلة للتكرار فى الصحافة العربية هذه الأيام، لأسباب جوهرية متنوعة منها أن صحفنا معظمها سياسية ومرتبطة بالحكومات، أو واقعة تحت بطشها.
كتبت كثيرا فى هذا المكان عن أزمة الصحافة المصرية، وأكرر اليوم ضرورة أن تلتفت الحكومة إلى هذا الأمر بصورة جادة. سقوط هذه الصحف ــ لا قدر الله ــ ستدفع ثمنه مصر بأكملها، لأن هذه الصحافة ــ رغم كل مشاكلها ــ هى أحد أوجه القوة الناعمة لمصر.
قد تعتقد الحكومة أن سقوط الصحافة سيريحها من «الصداع ووجع الدماغ»، وهى تنسى أنها حتى بمنطق المصلحة تحتاج إلى وسائل إعلام قوية ومؤثرة، حتى تستطيع أن تصل إلى الناس، وتنقل لهم وجهة نظر الحكومة والنظام. وسائل الإعلام الناجحة لا تتواجد أو تتأسس فى غمضة عين أو كبسة زر أو قرار إدارى. هى تحتاج إلى ثقة ومصداقية وتجارب وتراكم طويل. علينا معالجة أى أوضاع خاطئة فى الصحافة والإعلام العربى، لكن لا تذبحوا التجربة بأكملها، لأن الوطن هو الذى سيدفع الثمن لاحقا.
بعد ما حدث فى لبنان أسأل نفسى كل يوم: يا ترى الدور على أى صحيفة فى وطننا العربى الكبير وغير السعيد؟!!!.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا ترى الدور على أى صحيفة يا ترى الدور على أى صحيفة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon