توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعليم من أجل المنافسة والإبداع

  مصر اليوم -

تعليم من أجل المنافسة والإبداع

بقلم - عـــلاء ثابت

ينطلق العام الدراسي الجديد بشكل مختلف تبدأ فيه مصر اختراق واحدة من أهم المشكلات، وتنفيذ أول إستراتيجية شاملة لتطوير التعليم، صحيح أن الطريق ليس مُعبدا وأننا سنواجه عراقيل في التطبيق والبعض لن يتحمس لأنه سيتضرر أو لا يستفيد، وقد يشككون في الجدوي أو القدرة علي التنفيذ، والبعض الآخر قد لا يجد حافزا علي المضي في طريق شاق وجديد، لإزالة تراكمات عقود طويلة من الإهمال لمدارسنا، لكن الأمر يتطلب الكثير من الشجاعة والمثابرة لكي نزيل هذا الركام الهائل من عقولنا، وأن ندرك أن ترك المشكلات سيزيد الأمور تعقيدا.. صحيح أننا اعتدنا الظواهر السلبية حتي أصبحت جزءا من حياتنا وكأنها أقدار مكتوبة علينا، مثل الدروس الخصوصية التي أصبحت تعليما موازيا، لكن علينا أن نثبت القدرة علي إعادة الأمور إلي نصابها، وأن يعتاد الطالب والمعلم أن بيت العلم الرئيسي هو المدرسة، وليس مراكز الدروس الخصوصية، وعلينا أن ندرك أنه من الصعب أن يقتنع المعلم بتغيير طرق التعليم البالية، وأن التعليم يحتاج إلي تفاعل مع الطالب وليس سكب المعلومات في رأسه، ليتمكن من الإجابة علي امتحانات نمطية.

نريد تعليما يحطم ذلك الجمود الذي أصابنا في مقتل، نريد طالبا يعرف أن التعليم يؤهله لكي يتغلب علي المشكلات التي تواجهه في الحياة، وأن يؤدي دوره في تطوير نفسه ومجتمعه.

إننا أمام عام دراسي مختلف يحتاج منا أن نتحمل بعض الأخطاء التي ستنجم عن تجربة جديدة وضخمة وضرورية، فكل جديد يواجه مشكلات وعقبات، وسنجد نقصا هنا أو عدم استعداد هناك أو مشكلات طارئة لم نكن نضعها في الحسبان، لكن يكفي أننا بدأنا أولي الخطوات من أجل هدف كبير يستحق من كل أطراف المجتمع أن تعمل لتحقيقه، فهو عمود خيمة الإصلاح الشامل، وبدونه لن يكون بمقدورنا أن نطمئن إلي أن أبناءنا سيعيشون في بلد أفضل.

يجب أن تمتد يد التطوير إلي جامعاتنا الحكومية التي عانت مشكلات مشابهة للمدارس الحكومية، ولأنها استوعبت فوق طاقتها فلديها 90% من الطلاب في التعليم العالي، وهي تحتاج بشدة إلي تطوير شامل، فهي آخر المحطات التي ينزل منها الطالب إلي سوق العمل، ولهذا فإن عليها عبئا كبيرا في أن تواجه كل جديد في الحياة العملية التي سيدخلها الخريجون، بل عليها أن تسبق الواقع العملي وأن تعد الطلاب ليس فقط للعمل، بل لأن يحسنوا من الأداء والإنتاج، وألا تظل تلك الفجوة الكبيرة والمعتادة بين ما يدرسه الطالب الجامعي وما يجده في الحياة العملية، بل تصبح الجامعات مركزا للتطوير المستمر للمجتمع بأكمله.

صحيح أننا تأخرنا كثيرا في تطوير جامعاتنا، وأصبحت امتدادا لمدارسنا المهملة، وأصبح البعض منها يمنح مجرد شهادات لا قيمة لها. لقد كانت الجامعات المصرية أفضل مما هي عليه الآن ومنها تخرجت عقول وشخصيات حازت علي جائزة نوبل، ويمكن أن نجعلها أفضل بكثير مما كانت عليه، فلدينا صروح ضخمة مثل جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية وأسيوط والمنصورة، وهي جامعات عريقة تخرجت فيها كوادر وقامات علمية، ويمكن أن تصبح من بين جامعات الصدارة في العالم.

وأن نستغل وجود إرادة سياسية تدعم وبكل قوة إحداث تطوير هائل وشامل لمنظومة التعليم، تبدأ بمنح مجلس كل جامعة الصلاحيات الكافية لاتخاذ ما يناسبها من قرارات تسهم في تطويرها، وأن يقتصر دور المجلس الأعلي للجامعات علي وضع السياسات العامة والمشروعات التحفيزية وتذليل العقبات التي تواجه تطوير كل جامعة وتوفير التمويل اللازم، فالمركزية الشديدة في اتخاذ القرار جعلت الجامعات ومجالسها مشلولة.

خاصة أن المجلس الأعلي للجامعات لن يستطيع أن يحقق الكثير من الطموحات بمركزيته. إن منح صلاحيات أوسع لمجالس الجامعات الحكومية والخاصة، سيجعلنا أمام منافسة بين الجامعات علي التطوير والتحديث والابتكار، وسوف نجني نتائج هذا من المنافسات الخلاقة والمبدعة.

ومن حق وزير التعليم العالي بل من واجبه أن يستعين بالوزراء ورؤساء الجامعات السابقين الذين نحتوا في الصخر وحاولوا تطوير الجامعات بإمكانات متواضعة، وفي ظل غياب إرادة سياسية، لوضع جامعاتنا علي طريق التطوير، مثل الأساتذة مفيد شهاب وعمرو سلامة وهاني هلال وعلي عبدالرحمن وعبدالحي عبيد، وغيرهم من الكفاءات التي يجب عدم تجاهلها.

وعلي وزير التعليم العالي أن يواجه ملف المعاهد العليا والمتوسطة والتي أصبح الكثير منها يعاني مستوي تعليميا ضعيفا، فهي تحتاج لاقتحام مشكلاتها والبدء في حلها وتطويرها، وليس الهروب من المشكلات بالقفز عليها.

علينا أن نسعد بخطواتنا الأولي نحو تعليم متطور وجاد سيغير حياة أبنائنا ويضع مصر في مكانة تليق بها.. لكن علينا أيضا ألا نؤجل خطوات الإصلاح لنؤكد أننا جادون فعلا في تحقيق إنجازات حقيقية علي أرض الواقع وليس الاكتفاء بالاستراتيجيات والخطط علي الورق.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليم من أجل المنافسة والإبداع تعليم من أجل المنافسة والإبداع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon