توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأمطار تكشف خبايا الإهمال

  مصر اليوم -

الأمطار تكشف خبايا الإهمال

بقلم - عـــلاء ثابت

 كشفت الأمطار الغزيرة، التى تعرضت لها القاهرة الجديدة، عن سوء التخطيط والإدارة فى واحد من أرقى وأكبر أحياء القاهرة وأكثرها حداثة، فقد غرق شارع التسعين فى التجمع الخامس وغيره من الشوارع، وتبين أن معظمها بلا بالوعات لصرف المياه، لتندفع مياه الأمطار من المناطق المرتفعة لتغرق المناطق المنخفضة، بما فيها من مبان وسيارات، وتصيب السكان بالهلع من الأمطار المنهمرة من السماء والسيول الجارفة من الأرض، لتتعطل حركة السير فى شوارع أحياء القاهرة الجديدة، وبدلا من تشكيل غرف عمليات طارئة لإنقاذ السكان من السيول الجارفة وانتشال السيارات الغارقة وتصريف المياه فى الشوارع الرئيسية، على الأقل لفتح حركة السير، لم يجد السكان من ينقذهم ولم ترد على استغاثاتهم هواتف المسئولين الذين اختفوا فى وقت الأزمة.

وأدى تعطل حركة السير منذ مساء الثلاثاء، حتى الأربعاء الماضيين إلى كثير من المآسى، خصوصا على الطريق الدائرى المقابل للقاهرة الجديدة والذى امتدت فيه طوابير السيارات المتوقفة على مدى البصر، وانحشر الناس فى سياراتهم لا يستطيعون النزول أو السير، فالسيارات لا تستطيع التراجع للخلف أو التقدم والخوض فى بحيرات المياه، ولم تجد السيارات أى تحذيرات بأن الطرق مغلقة لتبحث عن مسار آخر، لتتكدس تحت المطر الغزير والبرق والرعد والرعب الذى ملأ قلوب الكبار قبل الأطفال، كما جرفت المياه طبقة الأسفلت الرقيقة وغير المطابقة للمواصفات وخرجت طبقات الرمال لتحدث انهيارا فى الشوارع الجديدة.

وتطرح هذه الأزمة أسئلة كثيرة حول غياب جهاز القاهرة الجديدة، وماذا فعل رئيس الجهاز ومساعدوه، ولماذا لم تتحرك سيارات شفط المياه؟ ولماذا لا توجد مصارف لمياه الأمطار فى الأماكن المنخفضة، وفى الشوارع الرئيسية؟ ولماذا لم يتم طلب الإغاثة من الأحياء القريبة أو البعيدة لتقلل من حجم المعاناة وتنقذ ركاب السيارات وتوقف تدفق المياه للأماكن المنخفضة؟ عشرات الأسئلة التى لا تجد جوابا، لكنها تكشف سوء التخطيط فى أكبر وأحدث ضواحى القاهرة.

وكانت القاهرة الجديدة قد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة عمليات تجريف واسعة للجزر الوسطى فى الشوارع التى اختنقت وشاخت قبل الأوان، فجرى خلع أعمدة الإنارة وقطع الأشجار وتكسير الأرصفة، لتوسيع الشوارع التى لم تعد تحتمل الأعداد المتزايدة من السيارات، وهى التى لم يكتمل بناؤها، وهو ما يؤكد أن التخطيط كان غائبا، وأن سياسة الترقيع هى المتبعة، سواء فى إخفاء ندوب الأسفلت المتهالك قبل الأوان، وحل مشكلة الاختناقات المرورية أمام تجمعات المطاعم والمقاهى المنتشرة على جوانب الطرق الرئيسية بلا أماكن انتظار للسيارات، أو الانقطاع المتكرر للمياه بسبب انفجار المواسير.

إننا أمام حالة علينا التوقف عندها والبحث عن عناصر الخطأ، وكشف الفساد أو الإهمال الجسيم الذى يعرض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر، فالمطر ليس شيئا خارج التوقعات، وإنما حدث سنوى لا يمكن أن نقول إنه مفاجئ، حتى لو كانت الأمطار أشد غزارة من المعتاد، فتصميم الشوارع ومصارف المجارى يجب أن تكون مواصفاتها مراعية أشد الظروف سوءا، وأن تكون سالكة ولها صيانة دورية، ومواصفات الأسفلت قادرة على تحمل المطر مهما كانت شدته، مادامت ليست سيولا قادمة من الجبال فى الطرق الصحراوية أو الجبلية وإنما شوارع وسط المساكن.

إن مساءلة رئيس جهاز القاهرة الجديدة ومساعديه خطوة ضرورية لا تتوقف عند حد أسباب تقاعسهم عن التحرك السريع لإنقاذ السكان، وإنما عن غياب شبكة الصرف المناسبة وعدم تحرك شاحنات شفط المياه وأسباب ذوبان الأسفلت والانهيار الأرضى فى بعض الأجزاء، وهذه المساءلة والمحاسبة يجب أن تمتد لأى مسئول يقصر فى أداء مهامه، ليعرف أن العقاب ينتظر كل مهمل أو مقصر أو فاسد.

عيد تحرير سيناء

جاءت هذه الذكرى الغالية فى ظل ظروف صعبة تعيشها سيناء، بسبب الجماعات الإرهابية التى تحاول النيل من هذا الجزء الغالى من وطننا، الذى سالت عليه دماء جنودنا وضباطنا فى معارك سيناء. فهذا الجزء العزيز من مصرنا كان مطمعا وبوابة للغزاة، ولهذا لا نجد عائلة مصرية إلا وسقط لها شهيد أو جريح على هذه الأرض المقدسة التى تشهد بالتضحيات فى المعارك التى جرت على أرضها، وآخرها المعركة مع الإرهاب الأسود، الذى استغل حالة عدم الاستقرار وتربص بسكان سيناء، وجعل منهم دروعا بشرية يختبئ فيهم، ليعانوا من الإرهاب الذى جعل من حركتهم مخاطرة جسيمة بل قد يقتحم عليهم بيوتهم، لكن جنودنا وضباطنا البواسل عازمون على تطهير كل جزء من سيناء، والقضاء على كل خلايا الإرهاب لتتهيأ سيناء لأكبر مشروعات التنمية التى بدأت بشائرها تطرح الأمل.

لكن عودة الأمن بشكل كامل إلى المنطقة الواقعة بين العريش ورفح تحتاج إلى أن يتكامل الجهد الأمنى والتضحيات بدماء أبطالنا مع دور أبناء سيناء، فهذا النوع من الإرهاب البغيض ليس له مكان محدد، وليس عدوا تقليديا له معسكرات وخطوط قتال معروفة، وإنما خلايا متخفية وسط السكان ترتدى نفس ملابسهم، ولها نفس الملامح والأسماء، وإن كانت تعمل لمصلحة الأعداء، وتحمل لنا أحقادهم ورغبتهم فى وأد حلم التنمية والتطور والتعمير والبناء، ولهذا كان لأبناء سيناء دور مهم فى استئصال هذا الخطر الذى يهدد حياتهم ويحرمهم من استكمال أضخم مشروعات التنمية فى هذه الأرض التى حرمها الأعداء طويلا من الحياة الطبيعية، وآن أوان أن تنعم بما تستحق من اهتمام وأولوية فى الاستثمارات، بما يليق بتضحياتهم وأهمية وقدسية أرض سيناء الغالية.

إننا نحتفل بعيد سيناء وأيدى أبطالنا على الزناد، لكن العيد المقبل ستكون أيادى التعمير والبناء هى من تملأ ربوع سيناء شمالها وجنوبها ووسطها، وها هى أنفاق التعمير تمتد تحت قناة السويس لتزيد من ارتباط سيناء بباقى المحافظات، وتحمل معها الخير لسيناء وجموع الشعب المصرى، لأن سيناء ستكون قلعة إنتاج ومنبع خيرات، ونقطف منها ثمار تضحيات أبنائنا الذين لم يبخلوا عليها بدمائهم، ولن تبخل علينا سيناء بخيراتها لنحتفل بعيد تحرير سيناء من الإرهاب، مثلما تحررت من العدوان والاستعمار.

 

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمطار تكشف خبايا الإهمال الأمطار تكشف خبايا الإهمال



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon