توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لهذا عدت من الصين أكثر تفاؤلا

  مصر اليوم -

لهذا عدت من الصين أكثر تفاؤلا

بقلم - عـــلاء ثابت

عدت من الصين أكثر تفاؤلا بمستقبل مصر ونجاحها الاقتصادي والسياسي، ليس لأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين أثمرت توقيع اتفاقيات تتجاوز استثماراتها 18 مليار دولار، وليس لحجم وتنوع المشروعات المتفق علي إنشائها بين البلدين، إنما رأيت مستقبل مصر بعيون قادة الصين والدول الإفريقية المشاركة في قمة منتدي التعاون الصيني الإفريقي. فالصينيون يتابعون بدقة مشروعات البنية الأساسية الضخمة التي شهدتها في مصر في السنوات الأخيرة، ولا يستثمرون إلا في مشروعات اجتازت اختبارات الجدوي الاقتصادية بجدارة، ولهذا كان تقديرهم لما تم إنجازه، وشرعوا في الشراكة الاقتصادية والتجارية مع مصر، وكانت الاتفاقيات السبع بداية لتدفق كبير للاستثمارات الصينية، ولن تقتصر الاستثمارات الصينية علي الأموال المخصصة لمبادرة »الحزام والطريق« العملاقة، التي تتجاوز موازنتها 900 مليار دولار، بل تري الصين أن مصر مؤهلة لأن تكون شريكا اقتصاديا أساسيا، لما تملكه من مقومات، وما أنجزته من إصلاحات، عندئذ شعرت بأننا بدأنا نجني ثمار سنوات من العرق والجهد والرؤية الثاقبة نحو مستقبل واعد.

وما جذب اهتمامي، خلال متابعتي التجربة الصينية، تلك الجدية والإرادة والتخطيط البعيد المدي، واللاءات الخمسة التي ترفعها الصين كعنوان لتعاونها الاقتصادي، وأهمها عدم ربط الاستثمارات بأي شروط سياسية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، ولا وضع نموذج للتنمية، لأن كل دولة أدري بأولوياتها والطرق التي تسلكها، وهو ما يجعل الشراكة الاقتصادية تجلب المنفعة المتبادلة بما يرفع من مستوي معيشة الشعوب، وهو ما يتناسب مع توجهات مصر وسياستها الإقليمية والدولية، وقد اتضح التناغم في الأهداف، وتلاقي «طريق الحرير» الصيني مع طريق التنمية المصرية، وكان محور قناة السويس من أهم مراكز التلاقي بين البلدين، فقناة السويس أهم ممرات التجارة الدولية، وأنجزت مصر مشروعات بنية أساسية صناعية وتجارية وخدمية عملاقة، وكان البعض يظن أنها سابقة لأوانها، أو أنها إلقاء للمال في الصحراء، لكنها أصبحت محط أنظار المستثمرين في الصين وغيرها، لتستقبل مئات المشروعات من كل حدب وصوب، وتصبح أحد أهم روافع التنمية في مصر والمنطقة، ومركزا صناعيا وتجاريا حيويا يربط قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وكذلك تنمي التجارة الدولية، وتوفر فرص عمل تفوق كل التوقعات، وما يميزها أنها ستكون علي أحدث نظم التصنيع والنقل، وتلاقي الخبرات والكفاءات العلمية والمهنية، لتكون مصدر إشعاع تنموي في كل أنحاء مصر والمنطقة. وعبرت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» عن ذلك بقولها «بات من الواضح أن الرئيسين السيسي وشي قد رسما خريطة طريق أوسع نطاقا وإشراقا للتعاون الثنائي في إطار مبادرة «الحزام والطريق»، ما سيجني فوائد أكبر للبلدين».

لقد أكدت زيارة الرئيس السيسي للصين أن مصر ماضية بقوة وبصيرة نحو الريادة في المنطقة علي أرضية قوية من المشروعات الضخمة، لتكون مركزا للتلاقي التنموي علي أسس من الحداثة والتطور لتحقيق المصالح المبتغاة لشعوب المنطقة والعالم، بما يجعل من التنمية أساس التقارب والتفاعل الإيجابي بين الشعوب، ويحول دون الصراعات والحروب التي لا تجلب سوى الدمار. فالمنافع المتبادلة هي الطريق الصحيح نحو علاقات إيجابية تعتني بالبناء والتقدم والتحديث، ورفع مستوي معيشة الشعوب، وليس لتحقيق مصالح طرف علي حساب الآخرين، بما ينبذ الكراهية والضغائن والتآمر، ويدفع طاقات الشعوب إلي طريق الرخاء بدلا من الحروب.

وقد أكدت الزيارة ولقاءات الرئيس السيسي بالقادة الأفارقة أن وشائج قوية تجمع مصر مع الدول الإفريقية، التي تخطو بثبات نحو التقدم والتعمير، وأن إفريقيا تتطلع إلي أن تكون مصر قاطرة قوية للتنمية في الدول الإفريقية، وأن قوة مصر إضافة لإفريقيا كلها، وليست خصما من حساب أحد، وأهم بواباتها نحو التقدم والتنمية، وهذه الروح الإيجابية ستتم ترجمتها إلي مشروعات تكاملية ومشروعات مشتركة، وهو ما لمسته في لقاءاتي مع عدد من القادة الأفارقة، ولهذا عدت من الصين أكثر تفاؤلا وفخرا بمستقبل مصر الواعد.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذا عدت من الصين أكثر تفاؤلا لهذا عدت من الصين أكثر تفاؤلا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon