توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر لا تنسى أبطالها

  مصر اليوم -

مصر لا تنسى أبطالها

بقلم - عـــلاء ثابت

لا يمكن لأمة تريد أن تبني حاضرها ومستقبلها أن تنسي أبطالها الشجعان الذين حطموا خط بارليف، وعبروا قناة السويس، وكتبوا بدمائهم ملحمة نصر أكتوبر 1973، فالأبطال يضحون من أجل رفعة وطنهم ومستقبل أبنائه. وليس من باب الواجب تجاه أشخاصهم فقط أن تكرمهم الدولة وتحتفي بذكراهم ممثلة في رئيسها. فالتقدير والاحتفاء بهم هو تقدير لقيم ومبادئ ونماذج تلهم أجيالنا الجديدة.. إنه تقدير وعرفان وإعلاء لأبطال جديرين بأن يكونوا قدوة لنا تتمثل فيهم الشجاعة والجرأة مع التدريب والتعليم والوصول إلي الكفاءة، والإتقان، مع إطلاق الطاقات في الابتكار والإبداع، فهذه هي نماذج القدوة التي نحتاج إليها، ونأمل أن تسير علي نهجها أجيالنا المقبلة. فالفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري في أثناء حرب أكتوبر نموذج في التخطيط العسكري والإبداع المبني علي المعرفة والدراسة، إلي جانب فهم قدرات الجندي المصري ومكامن القوة فيه، ولهذا كان يحرص علي أن يقضي وقتا طويلا وسط الجنود والضباط يتعرف علي كل صغيرة وكبيرة بدءا من مهاراتهم حتي حالتهم المعنوية، لقد تمكن الفريق الشاذلي في أثناء حرب 1967 من حماية القوات التي كان يقودها بفضل ذكائه، فعندما لاحظ أن القوات المصرية تنسحب بشكل عشوائي ودون خطة، وأن الاتصال انقطع بالقيادة المركزية قرر أن يتقدم للأمام ويدخل الأراضي المصرية المحتلة، واختار جبلين لإخفاء قواته من طيران العدو الذي يسيطر علي سماء سيناء، ثم انتظر الوقت المناسب لينسحب تحت جنح الليل ليعود بقواته بالقليل من الخسائر، قاطعا المسافة من أقصي شرق سيناء حتي شاطئ قناة السويس رغم سيطرة العدو علي الأرض والجو وبالعبقرية والذكاء أنفسهما كان تخطيطه لحرب أكتوبر الذي يتم تدريسه في معظم الأكاديميات العسكرية في العالم.

هذا واحد من أبطالنا الذين كرمهم الرئيس السيسي، وأطلق اسمه علي عدد من المنشآت والشوارع تخليدا لذكراه وإنصافا لدوره الكبير وعطائه الطويل الذي لم يحظ بالتقدير المناسب طوال نحو أربعة عقود، كما حظي اللواء باقي زكي يوسف صاحب فكرة إزالة الساتر الترابي لخط بارليف باستخدام مضخات مياه قوية، تستخدم مياه قناة السويس في إزالة الركام الذي يعوق تقدم القوات فاستطاعت جرف الرمال والحصي والطين في وقت قياسي، وكان من الصعب فتح ثغرات فيها بالطرق التقليدية سواء الميكانيكية أو اليدوية فأسهمت فكرته الذكية في تمهيد طريق الانتصار فاستحق كل التقدير والاحتفاء.

نموذج آخر من أبطال حرب أكتوبر حرص الرئيس السيسي علي تكريمه هو المساعد أحمد إدريس ابن النوبة المتطوع في الجيش المصري، وصاحب فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة في أثناء حرب أكتوبر، وبالفعل تمت الاستعانة بعدد كبير من النوبيين، ونقل بعضهم من حرس الحدود ليلتحقوا بقوات الاستطلاع والعبور، ولعبوا دورا مهما في كشف تجمعات وتحركات العدو ونقلها إلي القيادة دون أن يتمكن العدو من فك الشفرة النوبية التي كانت لغة التخاطب بين قوات الاستطلاع ومراكز القيادة.

الرسالة التي أراد الرئيس السيسي توصيلها إلي الشعب المصري هي أن التكريم حق لكل من قدم خدمة جليلة لوطنه، سواء كان قائدا برتبة كبيرة مثل الفريق الشاذلي أو جنديا متطوعا حصل علي رتبة مساعد مثل أحمد إدريس، ولا فرق بين مسلم ومسيحي أو نوبي وصعيدي وجميعهم أسهموا في تحقيق النصر الكبير في أكتوبر.

أما الرسالة الأهم فهي أن مصر ستظل تفخر بمن ضحوا من أجلها، ومن يستحقون أن يكونوا ملهمين وقدوة، وأننا في أشد الحاجة إلي أمثال هذه النماذج التي جعلت مصلحة الوطن هي البوصلة وترابه هو الأغلي من الحياة والدماء، لتكون القامات بمختلف مواقعها ومشاربها نبراسا لنا يضيء طريقنا نحو البناء بالعطاء والبذل، ولذلك كان تكريما لقيم ومثل عليا نفتقدها ونحتاج إلي أن نضعها نصب أعيننا وقلوبنا، وأن نتنافس لنكون علي قدر تضحياتها وأحلامها في استعادة كبرياء مصر ومكانتها وإثبات القدرة علي تخطي أي انتكاسة، والنهوض مجددا لتحتل مصر المكانة التي تليق بها، فلدينا جيش وشعب قادران علي تحقيق المعجزات.

لقد أعدت جمعية المحاربين القدماء قائمة جديدة من الأبطال الذين صنعوا أسطورة حرب أكتوبر المجيدة، ليكرمها الرئيس في احتفالات النصر هذا العام وتنضم إلي الكوكبة الكبيرة ممن ضحوا واجتهدوا وبذلوا الدماء من اجل حرية وكرامة بلدهم، لنؤكد أن أبطالنا سيظلون دائما في ذاكرتنا في جميع المجالات، والنهوض مجددا بالتخطيط السليم والعطاء المتواصل والابتكار والإبداع الذي كانت حرب أكتوبر نموذجه الأوضح الذي انصهرت فيه إرادات الشعب والجيش لنثبت أننا أمة قادرة علي الانتصار المبهر وتحقيق النجاحات مادامت قد توافرت الإرادة والقدرة علي تحقيق النجاحات وهو ما يجعلنا علي ثقة بأننا سننجح في معركة التنمية والتحديث.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر لا تنسى أبطالها مصر لا تنسى أبطالها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon