توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التأمين الصحى .. ثورة فى منظومة العلاج

  مصر اليوم -

التأمين الصحى  ثورة فى منظومة العلاج

بقلم - عـــلاء ثابت

نعانى جميعا من تدنى مستوى الرعاية الصحية وارتفاع تكاليف العلاج فى العيادات والمستشفيات الخاصة بما يفوق قدرات الفئات الفقيرة والمتوسطة فالمستشفيات العامة لم تعد مستشفيات بالمعنى الحقيقى بفعل تراكم الإهمال فلا معدات طبية حديثة ولا معامل للفحوصات ولا غرف عمليات نظيفة ومعقمة. كما أن الأطباء وطواقم التمريض يحصلون على أجور زهيدة لا تكاد تكفى الانتقالات ولا يمكن أن يؤدوا وظائفهم وأدوارهم بكفاءة خصوصا أن كثيرين منهم يضطرون إلى العمل فى عيادات أو مستشفيات خاصة تدفع أكثر، أما المستشفيات الجامعية فبالكاد تستطيع أن تقدم درجة مقبولة من الخدمة لكنها تعانى من ضعف الإمكانات والزحام الشديد خصوصا أن دورها الأساسى هو تدريب الطلاب والأطباء الجدد وإعدادهم وتطوير قدراتهم ومعارفهم ولهذا كان من الضرورى إحداث نقلة نوعية فى منظومة العلاج بدءا من تأهيل الأطباء وتحسين أوضاعهم وتوفير مستشفيات مجهزة للعلاج الحقيقى وهو ما يحتاج إلى تمويل كبير لإحداث تلك النقلة النوعية.

ينتقد البعض مشروع التأمين الصحى الشامل الذى سيكون قاطرة تطوير المنظومة الصحية ويركزون على أنه أكثر تكلفة من نظام التأمين الصحى القديم لكن لو سألت أحد هؤلاء عن التكاليف التى يتحملها حاليا إذا أراد إجراء جراحة بسيطة أو حتى زيارات إلى عيادات طبية فإنه لن ينفى أنه يدفع أضعاف المبلغ المقرر للاشتراك فى نظام التأمين الصحى الشامل، فالمنتفع يدفع مبلغا يتراوح بين 1300 إلى 4 آلاف جنيه سنويا والمبلغ المطلوب من الاشتراكات سيغطى جزءا من التكلفة الكلية للمشروع والتى تصل إلى 140 مليار جنيه كما تتحمل خزينة الدولة اشتراكات الفئات غير القادرة، والمقدر عدده بنحو 24 مليون مواطن، إلا أن النظام سيراعى العدالة الاجتماعية ويتحمل نفقات علاج غير القادرين ويشمل كل المصريين ويغطى كل المحافظات تدريجيا بدءا من العام الحالى ويطبق النظام الجديد معايير الجودة وسيكون بإمكان مستشفيات الشرطة والجيش والمستشفيات الخاصة أن تدخل ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل مادامت تتوافر فيها الشروط والتجهيزات المطلوبة كما سيوفر النظام الجديد الرعاية الصحية المنزلية لغير القادرين على الحركة من المسنين والمصابين وغيرهم وسيدفع مبلغا رمزيا عن الخدمات المنزلية بواقع 30 جنيها للزيارة و20% من قيمة الدواء و5% للتحاليل الطبية.

هذه المنظومة المتكاملة للرعاية الصحية سوف تتيح نقلة نوعية فى مستوى الخدمات الطبية وسترفع رواتب الأطباء وطواقم التمريض والإدارة إلى جانب تحديث الأجهزة الطبية وتوفير الأدوية وهو ما كنا نحلم به ولا يمكن أن تقاس تكلفته بما يتكبده أى مريض فقير عندما يتوجه إلى عيادة طبية أو مستوصفات رخيصة لأن مستشفيات التأمين الصحى ستكون أعلى كفاءة فى كل مفرداتها وأكثر شمولا فى قدراتها العلاجية والإسعافية.

لقد عانت الخدمات الصحية مما أصاب منظومة التعليم فأصبحنا أمام مدارس لا تعلم شيئا ومكدسة بالطلاب ولا يبذل فيها المعلمون الجهد المطلوب وينشغلون بالدروس الخصوصية التى أصبحت تمثل التعليم الموازى بسبب تدهور مستوى المدارس الحكومية وأصبح أولياء الأمور يدفعون الآلاف فى الدروس الخصوصية لكن البعض لا يريد زيادة مصروفات المدارس الحكومية إلى بضع مئات من الجنيهات ويوفر على نفسه المبالغ الطائلة التى يدفعها فى الدروس الخصوصية والمدارس الخاصة وهى ازدواجية لا يمكن فهمها وتحتاج إلى تفكير منطقى وعاقل يبتعد عن المزايدة الرخيصة التى لا ترى الواقع ولا تريد له أن يتحسن بشكل حقيقى وترفع الأصوات بالشكوى من الدولة برفع أسعار خدماتها لكنها يمكن أن تدفع الكثير فى مؤسسات خاصة.

إننى على ثقة فى أن مشروع التأمين الصحى الشامل سوف يحظى بالقبول والترحاب بعد أن يلمس المواطن أنه يتلقى علاجا بمستوى مميز ومعاملة حسنة ومقابل بسيط وأن الطبيب والتمريض والإدارات لن تضطر إلى أن تمد أياديها وتحصل من المريض على أى مقابل للخدمة لأن هذا السلوك لا يليق بالكرامة، والدور الإنسانى للطبيب أو طواقم التمريض والخدمات الإدارية، وأن سلبيات عديدة سوف تنتهى ويركز الأطباء على رفع مهاراتهم والتعرف على أساليب العلاج والأجهزة الحديثة لأن منظومة التأمين الصحى ستوفر لهم فرص التعليم المستمر واكتساب الخبرات ولهذا أتمنى أن تبدأ النقابات الطبية التعاون والحماس لمنظومة علاجية أرقى بكثير مما نشاهده الآن فى المستشفيات لتعود للطبيب مكانته، وألا يتحول البعض منهم إلى تجار فى المرض أو مستغلين لحالة المرضى وذويهم، وأن تكون الرحمة والمعرفة والتفانى هى ما يتحلى به أطباؤنا ليعود للطبيب لقب الحكيم وأن تصبح المستشفيات أماكن رفع المعاناة وليس لمزيد من الألم.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التأمين الصحى  ثورة فى منظومة العلاج التأمين الصحى  ثورة فى منظومة العلاج



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon