توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن وقعة الشاطر

  مصر اليوم -

عن وقعة الشاطر

بقلم - عمر طاهر

تبدو الجملة كأنها جمل طبطبة وجبر خواطر، (مايقعش إلا الشاطر)، قم ولا يهمك أنت لست مغفلا فالمغفلون لا يقعون.

لكنها أكبر من مجرد طبطبة.

هذه الجملة تصلح لأن تكون درسا فى الجغرافيا.

فشرط الوقوع أن تكون فى الأساس فى موقع مرتفع، وهذا يليق بالشاطر فعلا، النقطة التى تقف عندها كلما كانت عالية كلما كانت الحركة غير الموفقة (وقوعا)، بعكس البليد الذى يلتصق وجهه بالأرض، هو (واقع خلقة)، معجزته ألا تدهس وجهه الأقدام.

هذه الجملة تصلح لأن تكون درسا فى علم الاجتماع.

فالشاطر هو شخص مرصود من المجتمع، بما أنه ارتفع عن الأرض فهو يشغل حيزا لا بأس به من مدى الإبصار، يراقبه الناس بمشاعر مختلفة، البعض معجب بهذا التحليق، والبعض الآخر يود أن يقع الشاطر فتنكسر رقبته، غالبا من يتمنى ذلك هو الشخص الذى تكلمنا عنه فى الفقرة السابقة، تلك المراقبة لا تخلو من تحفز حقيقى، بعض هذا التحفز غيرة يود صاحبها أن يحلق عاليا مثل الشاطر، والبعض الآخر غيرة لا يود صاحبها أن يحلق من الأساس ويتمنى الأسهل وهو أن يقع الشاطر.

هذا التحفز يجعل كل ذلة أو خطأ أو سوء تقدير للشاطر مضروبة فى مائة بفعل الغيرة السوداء، يتناسب حجم الوقوع طرديا مع النقطة التى وصل إليها الشاطر، المجتمع الذى صفق للشاطر وهو يصعد يتلكك له ويتعامل مع خطأ صغير بدراما صارخة، فتلك الوقعة التى قد تبدو صغيرة يمكن لتضخيمها أن يساهم فى أن ينام البليد قرير العين ليلا.

هذه الجملة تصلح لأن تكون درسا فى علم الفيزياء.

لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه، وقوع الشاطر أكبر دليل على أنه يتحرك إلى أعلى، وقوعه يعنى أنه لم يركن للحركة الآمنة التى تجعله يستمر فى تحليق متوسط القوة، لكنه قرر أن يغامر وأن يتحرك بقوة أكبر وأن يكسر الثوابت وأن يزيح خوفه بعيدا آملا فى أن يفاجئ نفسه، يستطيع الشاطر أن يكتفى بما حققه وأن تكون حركته من أجل الحفاظ عليه فقط، وهذا أمر غاية فى الأمان ويقى الواحد من خطر الوقوع، لكن الشاطر مغامر وطماع وبالبلدى (طفس) يحلم باكتشاف آخر الماكينة الموجودة داخل روحه، وهذا ما يجعله معرضا للوقوع، وربما يتكرر وقوعه كثيرا، لكنه فى نهاية الأمر سيحول هذا الوقوع المتكرر إلى لقطة للتاريخ والذكرى الخالدة، وسيثبت ببراعة أن الهجوم الرائع يبدأ بخطوة إلى الخلف، إنها سياسة الانتصار.

يقع الشاطر لأنه لا يخاف من الوقوع، يقع ليرى فيما كان الخطأ.

الجميع يخشون الوقوع، إلا الشاطر فلا أحد يقع غيره.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن وقعة الشاطر عن وقعة الشاطر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon