توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقرير لحقوق الإرهاب

  مصر اليوم -

تقرير لحقوق الإرهاب

بقلم ـ محمد صلاح

كان طبيعياً أن تحتفي قطر بتقرير أصدرته الأسبوع الجاري المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، وأن تتولى المنصات الإعلامية القطرية الترويج للتقرير، والإيحاء بترحيب المجتمع الدولي بما ورد فيه من معلومات وعبارات، وكان منطقياً أن تُجيّش جماعة «الإخوان» عناصرها ولجانها الإلكترونية لنشر التقرير وتوزيعه على نطاق واسع، وكان بديهياً أيضاً أن يخرج الدكتور محمد البرادعي على الناس بتغريدة يشيد فيها بالسيدة باشيليت وأن يمدح تاريخها، ويذكرنا بأنها سُجنت وعُذّبت خلال فترة حكم الديكتاتور الجنرال بنيوشيه، ثم انتُخبت مرتين كرئيسة لشيلي بعد عودة الديموقراطية.

كيف لا يحتفي كل هؤلاء بتقرير يدعم «الإخوان» ويبرر الإرهاب ويمنح الإرهابيين والمتطرفين والطائفيين أسباباً لشن هجمات جديدة على الآمنين؟ هكذا جاء التقرير ليعيد الآمال إلى صناع الربيع العربي، داعمي الخراب ونشر الفوضى من جديد في المجتمعات العربية التي لفظت «الإخوان» وحاصرت الإرهاب وطاردت المتطرفين، خصوصاً وقطر تعاني العزلة و»الإخوان» الشتات والإرهاب الحصار! وبغض النظر عن ردود الفعل الرسمية التي صدرت عن الدول والجهات التي تعمّد التقرير الإساءة لها وسياساتها ومواقفها والتشكيك في محاولاتها حماية أمنها وسلامة مواطنيها، فإن اللافت أن المصادفة جعلت التقرير يتواكب مع ذكرى أحداث أيلول (سبتمبر) ليعيد إلى الذاكرة كيف ساهم الغرب في تأسيس تنظيم «القاعدة» وسهّل وصول المتطرفين إلى أفغانستان، وإلى أي مدى ساهم الجيش الأميركي في تسليح التنظيم ودعمه لوجيستياً واستخباراتياً ليتخذه الغرب ذراعاً ضد الشيوعيين ثم ضد حكومات لا ترضى أميركا والغرب عن سياساتها، فيتمكن التنظيم بعدها من الضرب في قلب أميركا، ثم شن هجمات في مدن أوروبية لينشطر بعدها ويخرج من عباءته تنظيمات أكثر دموية كـ «داعش» وغيره.

تأتي المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لتبرر جرائم الحوثيين في اليمن، والمؤامرات الإيرانية في البحرين، وإرهاب «الإخوان» في اعتصام رابعة، ولتكيل الاتهامات لحكومات دول عربية لم تفعل سوى الدفاع عن شعوبها وأمن أبنائها، ولم تتصد إلا للإرهاب والمتفجرات والصواريخ الباليستية والأحزمة الناسفة والعبوات الموقتة!! صحيح أن غالبية المراكز البحثية في أميركا وأوروبا، وكذلك المنظمات الحقوقية هناك، جرى اختراقها بواسطة «الإخوان»، كما أن علاقة بعض موظفيها بالدوحة علنية وفاضحة، ما جعل غالبية، إن لم يكن كل، تقاريرها معبرة عن التوجهات القطرية والرغبات الإخوانية والأهواء التركية، إلا أن الأمل ظل قائماً في أن تنأى الهيئات والمنظمات والمفوضيات التابعة للمنظمة الدولية الأكبر بنفسها عن التورط في شبهة تهيئة مناخ مواتٍ للإرهاب، وأن تبقى بعيدة عن الاختراق وحريصة على تحري الدقة في المعلومات والتوازن في عرض الرؤى والشهادات.

الصدمة من التقرير لم تكن فقط لأنه تغافل عن سرد جرائم الحوثيين في اليمن، أو كونه لم يعدد المؤامرات الإيرانية التي تستهدف العرب، أو تفادى الحديث عن تأثير إرهاب «الإخوان» و «داعش» في سيناء ومدن مصرية أخرى فقط، ولكن أيضاً لكونه أثبت أن الحال وصلت إلى درجة تجعلك حين تطالعه وتقرأ مفرداته تشعر وكأنك جالس أمام قناة قطرية تُبث من الدوحة أو أنقرة أو لندن لا فرق!! كما أن كل الردود التي صدرت عن العواصم التي استهدفها التقرير كشفت أن تلك الدول لم تتلق أسئلة لتجيب عنها أو استفسارات لترد على ما فيها، أو طلباً لتوضيحات لتشرح حقيقة الأوضاع أو تدقيق المعلومات، وكأن على التحالف العربي أن يفسح المجال للحوثيين بتخريب اليمن وقتل شعبه واستقبال صواريخ الحوثي وكأنها باقات ورد، والصمت تجاه تهديد الأمن في البحر الأحمر، أو أن على دول الخليج أن تتغافل عن التغلل الإيراني واحتلال الجزر الإماراتية ومؤامرات طهران المتتالية ضد البحرين، وأن على مصر أن تكافئ الإخوان وتمنح «داعش» قلادة النيل!

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير لحقوق الإرهاب تقرير لحقوق الإرهاب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon