توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإخوان» من التمكين إلى التخزين

  مصر اليوم -

«الإخوان» من التمكين إلى التخزين

بقلم - محمد صلاح

اعتمدت جماعة «الإخوان» في سعيها إلى السلطة خططاً لتكوين اقتصاد موازٍ في الدول حيث الوجود «الإخواني» كثيف، وعلى رأسها مصر، ونجحت في تأسيس كيانات اقتصادية ضخمة لمدى عقود، وانتشرت الشركات «الإخوانية» في محافظات مصر، واخترقت الجماعة كل مجال، من المستشفيات إلى محال البقالة، ومن الصيدليات إلى مصانع الألبان، ومن المزارع إلى مساحيق الغسيل، ناهيك عن المدارس والمعاهد والحضانات! لم يكن إذاً مفاجئاً أن تستغرق عملية حصر أموال «الإخوان» وقتاً طويلاً، فالأموال بالبلايين والأنشطة متعددة ومتنوعة وموزعة على أنحاء مصر، وعناصر التنظيم حاولوا دائماً تضليل السلطات وخداع المواطنين والتحايل على الإجراءات والقوانين. لسنوات طويلة ربط «الإخوان» مصالح الناس بوجود الجماعة ونشاطها الاقتصادي، وطوال عقود حقق اقتصاد «الإخوان» نمواً متزايداً وتسرطن في نسيج البلاد، حتى باتت أعداد كبيرة من المواطنين تعتمد على مدارس «الإخوان» ومستشفياتهم... وسلعهم.

قد يبدو الأمر بسيطاً أو اعتيادياً أو حتى منطقياً أن تختفي سلعة من الأسواق في غير موسمها إذا تسربت معلومات عن رفع سعرها، عندما يقوم التجار بتخزينها وحجبها عن السوق للاستفادة بفارق السعر، أو حين يحدث انخفاض في معدلات إنتاج سلعة لظروف مناخية أو تسويقية أو حتى سياسية! لكن الأمر في مصر يسير في اتجاهات أخرى، إذ لا يكاد يمر شهر من دون أن تشهد السوق ارتباكاً ويلهث المواطنون وراء هذه السلعة أو تلك، أو يشكون من احتكار التجار وجشع الموزعين والمنتجين، ناهيك بالطبع عن معاناتهم من تعطيل مصالحهم ومحاولات تخريب العلاقة بين المؤسسات والمصالح الخدمية وبين الجماهير التي تقف في طوابير كل يوم لإنهاء مصالحها. واللافت أن غالبية تلك الوقائع تنتهي عند نتيجة واحدة مفادها أن هذا التاجر «الإخواني» تعمد «تعطيش» السوق وحجب السلعة عن الناس، أو أن هذا المنتج «الإخواني» أيضاً خطط لإيذاء المواطنين ومنع السلعة من الوصول إلى السوق، أو أن هذا المسؤول «الإخواني» يعطل العمل في هذه المؤسسة أو تلك المصلحة لتأليب مشاعر الناس وخنقهم ورفع إحساسهم الدائم بالمعاناة والضجر من الحكم.

فطن المصريون مبكراً إلى اللعبة، فهم بعد الثورة على حكم الجماعة وإطاحة محمد مرسي من المقعد الرئاسي وحرمان التنظيم تحقيق حلم التمكين، أدركوا نوايا «الإخوان» ومحاولات الجماعة الدائمة نشر الإحباط بين الناس، وسرقة كل فرحة وسلب كل إحساس بالرضى وتغييب كل إنجاز، والسعي دائماً إلى الحفاظ على حالة للسخط بين المواطنين. يتحدثون الآن عن أزمة البطاطا! التي يطلق عليها المصريون «البطاطس» وعن دور لـ «الإخوان» في الأزمة! فبعد أيام من المعاناة وجد المصريون أنهم يعيشون سيناريو عاشوه من قبل مع سلع أخرى كثيرة، وجرى حل اللغز بسرعة عندما ألقت أجهزة الأمن القبض على تاجر كبير تبين أنه قام بتخزين آلاف الأطنان ليحجب «البطاطس» عن السوق ويمنعها عن الناس، ثم يطرحها بأسعار مرتفعة في الخفاء، وكالعادة تبين أنه «إخواني» حاول احتكار السلعة تماماً مثل مرشده وقادة جماعته الذين سعوا، بعدما ضرب الربيع العربي مصر وبلداناً أخرى، احتكار السلطة. وبالطبع فإن السوق تأثرت بتخزين البطاطس، وطبقاً لنظرية الأواني المستطرقة، فإن الأزمة انتقلت من مكان إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى وصاحبنا «الإخواني» كان يعتقد قبل القبض عليه أنه ضرب عصفورين بحجر واحد: حقق مزيداً من الأرباح والمكاسب وفي الوقت نفسه ضمن الدخول إلى «الجنة»! ظل «الإخوان» يحلمون بـ «التمكين» ووضعوا الخطط وخاضوا صدامات ومعارك وحروباً، وجاءهم الربيع العربي ليمنحهم فرصة الانقضاض على الحكم وسلب السلطة، وحين فشلوا في إدارة الدولة وأخفقوا في الحكم وضاع حلم «التمكين» لجأوا إلى التخريب كوسيلة تضاف إلى آليات أخرى اعتمدوها لتدمير المجتمع ونشر الفوضى، والثأر من الناس الذين ثاروا ضد حكم المرشد. ومن التمكين إلى التخزين، ومن احتكار السلطة إلى احتكار أي سلعة لن نجد «الإخوان» أبداً بعيدين عن أي مصيبة أو أزمة أو كارثة، فهم دائماً طرف في قلب كل محنة يمر بها أي مجتمع عربي، إما سبب فيها أو مستثمر لها.

نقلا عن الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإخوان» من التمكين إلى التخزين «الإخوان» من التمكين إلى التخزين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon