توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإخوان» وإسرائيل

  مصر اليوم -

«الإخوان» وإسرائيل

بقلم ـ محمد صلاح

بينما كان المصريون يحتفلون بالذكرى الخامسة والأربعين للانتصار في حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973 وعبور قناة السويس كانت المنصات الإعلامية القطرية واللجان الإلكترونية الإخوانية تشارك الإسرائيليين محاولات التقليل من ذلك الانتصار، والتشكيك في نتائج الحرب، وطمس بطولات الجيش المصري بضباطه وجنوده، والسخرية من تضحيات المصريين وتحملهم أهوال الحرب وآثارها ومعاناة الاستعداد للتحرير. في مثل هذا الوقت من كل سنة تنشط الأجهزة الإسرائيلية لمحاولة التخفيف من آثار الهزيمة، وتوجيه اهتمام وسائل الإعلام إلى مسارات أخرى غير عبور القناة وسقوط خط بارليف وقصص بطولات الجيش المصري. واعتاد المصريون، حتى البسطاء منهم، تجهيز ردود وحقائق وشهادات لدحض الادعاءات وكشف الفبركات وفضح الأكاذيب الإسرائيلية في ذلك المجال، وهم يدركون محاولات المهزوم تبييض وجهه بالشوشرة على احتفالات المنتصر، إلا أنهم أيضاً انتظروا من «الإخوان» والدول التي تدعم الجماعة كقطر وتركيا وكل الجهات والمنصات التي يستخدمها «الإخوان» وتنفق عليها قطر أن تتألم وتتوجع وتعاني وهي ترى كل الأموال التي أنفقت للإساءة إلى الجيش المصري، ضاعت هباءً، وكل الجهود التي بذلت على مدى السنوات الماضية لتشويه إنجازات الضباط والجنود المصريين فشلت، بل جعلت المصريين أكثر دعماً لجيشهم الذي حقق الانتصار على الإسرائيليين، واستجاب بعدها بسنوات لثورة الشعب المصري على حكم الجماعة، ويواجه منذ إطاحة محمد مرسي من المقعد الرئاسي إرهاب «الإخوان» وتنظيمات أخرى تحالفت مع الجماعة.

كثيرة تلك الدراسات والأبحاث والشهادات حول تلك الحرب وتفاصيل ما جرى فيها، وكذلك بالطبع نتائجها ومدى تأثيرها في الأوضاع الإقليمية والدولية، لكن «الإخوان» دائماً خارج سياق أي دراسة أو بحث أو شهادة، ولهم مبرراتهم التي تجعلهم يلبون أوامر مرشدهم وينفذون التعليمات حتى لو جاءت مخالفة للتاريخ والجغرافيا والمنطق والعقل. وليس سراً أن عداء «الإخوان» التاريخي للجيش المصري وصل مداه بعدما فقدت الجماعة السلطة والنفوذ والحضور. وتكفي مراجعة ما تبثه المنصات الإعلامية القطرية خلال السنوات الخمس الأخيرة، و «شغل» الذباب الإلكتروني الإخوانجي في الفترة نفسها، لتدرك حجم الإنفاق والعمل من أجل إسقاط القوات المسلحة المصرية دون جدوى. وحين أدركوا فشلهم في تحقيق ذلك الهدف تحولوا إلى السعي نحو تشويه الضباط والجنود بعد التحريض عليهم، وطرح مبررات للإرهابيين في سيناء وغيرها من المدن المصرية.

جاءت الاحتفالات المصرية بذكرى الانتصار وعبور قناة السويس لتذكر الإخوان وداعميهم وكل النشطاء الذين تمتطيهم الجماعة بمدى تقدير المصريين جيشهم وامتنانهم لتضحيات أبنائه.

يحتفل «الإخوان» مع الإسرائيليين كل سنة في ذكرى نكسة 1967، وكلما أتى شهر حزيران (يونيو) يعزف الطرفان سيمفونية التشفي والشماتة وتصفية الحسابات مع الجيش المصري، وحين تأتي بعدها مشاهد تدفق الشباب المصريين على الكليات والمعاهد العسكرية للالتحاق بها تعود المنصات الإعلامية الإخوانية لتعكس مشاعر الحزن والأسى والهزيمة لدى التنظيم. وبغض النظر عن تفاصيل ما جرى في حرب تشرين الأول (أكتوبر) أو وقائع ثورة 30 حزيران (يونيو) ضد حكم «الإخوان»، أو حتى ملحمة مواجهة الإرهابيين في سيناء التي أفضت إلى خفض وتيرة العمليات الإرهابية والعنف هناك، سيظل «الإخوان» يعتبرون الجيش المصري عدوهم الأول، وحائط الصد الذي يحول دون تمكينهم من السلطة ويحرمهم النفوذ، وستظل محاولات التنظيم مستمرة للنيل من كل انتصار حققه الجيش، أو إنجاز يسعى إلى تحقيقه.

تقول القاعدة: «ابحث عمن يكره احتفالك لتعرف من هم أعداؤك»، ودائماً في مصر ومنذ أطاح الشعب المصري حكم «الإخوان» تلتقي الجماعة مع إسرائيل في مناهضة كل ذكرى يفخر بها المصريون وكل إنجاز يخفف من وطأة الحياة على البسطاء من أبناء الشعب المصري، وكل علاج لأمراض ضربت النسيج المصري بسبب الحروب المتتالية التي خاضتها مصر ضد إسرائيل، أو بسبب تغلغل «الإخوان» في ربوع مصر، شرقها وغربها، ثم إرهابهم وتحالفاتهم مع كل طرف يسعى إلى إيذاء الشعب المصري، ولذلك لا نستغرب تحالف «الإخوان» مع إسرائيل ضد كل حدث مبهج للمصريين الذين لا يثقون في إسرائيل أو «الإخوان».


نقلا عن الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإخوان» وإسرائيل «الإخوان» وإسرائيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon