توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية!

  مصر اليوم -

الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية

بقلم - منار الشوربجي

تذكرت الانتخابات الأمريكية وأنا أتابع ما يجرى فى فرنسا. فهناك، فى تقديرى، متغير مشترك، فى الحالتين وغيرهما حول العالم.

القوى الداعمة لليسار فى العالم منقسمة على نفسها بين «نخبة» وقاعدة جماهيرية، وهو الانقسام المسؤول عن صعود اليمين الشعبوى، عبر استحواذه على تلك القاعدة الجماهيرية التى كانت الداعم الطبيعى لليسار.

فالنخب الأكثر تعليما ودخلا والتى تعيش بالمدن لها قضاياها الاجتماعية والسياسية، والتى تختلف عن قضايا الطبقات العاملة فى المدن والريف. فصارت الأخيرة تعتبر تلك النخب هى ذاتها سببا فى معاناتها عبر إصرارها على قضاياها هى، التى قد تتعارض مع مصالحهم المباشرة.

فالمظاهرات التى عمّت فرنسا كان سببها المباشر الإعلان عن زيادة أسعار الوقود.

وهو القرار التى أتى ضمن حزمة إصلاحات انتهجها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بعد توليه السلطة.

وفى زيادة أسعار الوقود تحديدا قالت السلطات الفرنسية إن الهدف هو حماية البيئة، عبر الحد من استهلاك الوقود، وعلى نحو تسهم من خلاله فرنسا فى الالتزام بالحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى وتغير المناخ، بعد أن صار قضية عالمية.

ومنذ بدء المظاهرات، ومرورا بأحداث العنف التى صاحبتها ثم مفاوضات الحكومة مع المتظاهرين وصولا لتراجع ماكرون عن القرار، كان ذلك الانقسام واضحًا. «فالنخب» المتعلمة والأفضل حالا من الناحية الاقتصادية تدعم قضايا البيئة، وتقف بقوة وراء القرارات التى تسهم فى الحد من الاحتباس الحرارى.

لكن الأقل تعليمًا ودخلا والذين يعيشون فى الريف الفرنسى، وليس أمامهم سوى استخدام سياراتهم لمسافات طويلة ذهابا وعودة وجدوا القرار معبرا عن «غطرسة» و«تجاهل» لمعاناتهم وهمومهم.

ولأن ماكرون كان قد ألغى ضريبة الثروات بعد فترة وجيزة من توليه السلطة، صار الرجل بالنسبة لهم داعما للأثرياء على حسابهم. ولضعف النقابات والاتحادات العمالية، نسبيا عن ذى قبل، خرجت المظاهرات للشوارع.

وذلك الانقسام نفسه كان واضحًا فى الولايات المتحدة. فالحزب الديمقراطى، حزب اليسار، يعانى الأزمة نفسها. فالطبقة العاملة الأمريكية كانت فى القلب من القوى المؤيدة تقليديا للحزب الديمقراطى. لكن تلك الطبقة ذاتها صارت ترى النخبة المالية والاقتصادية والسياسية للحزب مناهضة لمصالحها وغير معبرة عن قضاياها. فكان التحول فى السلوك التصويتى لتلك الطبقة مسؤولا عن نتائج انتخابات الرئاسة التى أتت بترامب للحكم.

فالبيض الأقل تعليمًا ودخلًا من تلك الطبقة أعطوا أصواتهم للحزب الجمهورى.

أما المنتمون لنفس ذلك القطاع الاقتصادى من السود والأمريكيين من أصول لاتينية، فقد أحجموا عن التصويت، لأنهم أيضا وجدوا «نخبة» الحزب الديمقراطى، وعلى رأسها هيلارى كلينتون، لا تمثلهم، ولا تعبر عن همومهم. وانتخابات الكونجرس، الشهر الماضى، أثبتت أن ذلك القطاع من البيض وغير البيض، لا يزال فى المنطقة الحرجة ذهابًا وإيابًا بين الحزبين.

باختصار: ما لم يخرج اليسار العالمى بأفكار مبدعة تجمع فى منظومة واحدة قضايا «النخبة» والقاعدة الجماهيرية، فستظل لليمين الشعبوى الهيمنة حول العالم.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon