توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول

  مصر اليوم -

تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول

بقلم - رندة تقي الدين

إيمانويل ماكرون وأنغيلا مركل سيسعيان يوم السبت المقبل في اسطنبول، إلى إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإقناع النظام السوري بالدخول في مفاوضات مع المعارضة السورية لإطلاق مسار جنيف من أجل انتقال وحل سياسيين لسورية. كما سيسعيان مع الرئيس رجب طيب أردوغان، مستضيف القمة الرباعية، الى تمكين الهدنة في إدلب ومنع تصعيد عسكري في المدينة يزيد الكوارث الإنسانية في سورية.

بالنسبة الى إقناع روسيا بضرورة مشاركة النظام في مسار جنيف، قد يصطدم المسعى الفرنسي - الألماني بتعنت موقف بوتين. فروسيا حتى الآن لم تضغط على النظام منذ مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في كانون الثاني (يناير) الماضي، حين تأسست اللجنة الدستورية.

وقد رفض النظام، على رغم كل جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، المشاركة في مسار للانتقال السياسي. وتم تقديم لائحتين لتشكيل المجلس الدستوري، واحدة من النظام والأخرى من المعارضة، إلى الأمم المتحدة، لكن النظام عطل تشكيل اللائحة الثالثة لتشكيل هذه اللجنة الدستورية. ودي ميستورا قدم استقالته لأنه استاء من التعطيل وعدم إحراز أي تقدم. لكن مثلما كان متوقعاً، فشل دي ميستورا، لذا يترك منصبه على غرار الجزائري المحنك الأخضر الإبراهيمي الذي غادر باكراً لأنه أدرك من البداية أنها مهمة شبه مستحيلة، كون النظام يرفض التطرق إلى انتقال سياسي، ولأن حلفاءه مرتاحون الى بقائه. فالنظام لا يريد تمثيل كل المكونات السورية في اللجنة الدستورية، وهو مصرّ على البقاء تحت وصاية روسية - إيرانية بموافقة إسرائيلية قديمة وواضحة كشفتها القيادة الإسرائيلية أخيراً.

وهكذا، فالمسار السياسي الذي أراد البدء بإنشاء اللجنة الدستورية متعثر وليس هناك أمل بإطلاقه طالما بوتين غير مستعجل لإقناع بشار الأسد بالدخول فعلاًً في مفاوضات. وبوتين مرتاح الى الأسد الذي أهداه قاعدة بحرية تمكنه من السيطرة في المتوسط والشرق الأوسط. استعاد بوتين مركز القيصر الروسي بطرس الكبير، الذي أعطى روسيا مدخلاً على البحر الأسود. نال بوتين من الأسد كل ما يريده ولا داعي لإقناعه بالمشاركة في حل سياسي يتناول الانتقال في سورية لأنه يريحه، خصوصاً أن بوتين لا يبالي بمستقبل الشعب السوري. وهو لم يتردد بقصفه بطائراته وقنابله الوحشية داعماً براميل القوات الجوية السورية التي أسقطت له طائرة وقتلت جنوده بكثافة قصفها العشوائي الذي يستهدف الشعب السوري.

القمة الرباعية لن تأتي بنتيجة، لكنْ للرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية على الأقل فضل أنهما يحاولان إطلاق مسار سياسي وإيجاد حل للمستقبل في سورية. فهما على قناعة بأنه لا يمكن أن تنتهي الحرب في سورية ويعاد إعمارها من دون مسار سياسي انتقالي. لكن الجانب الروسي لا يشاركهما الرأي. فلماذا الانتقال وبوتين في روسيا يبدو أنه نصب نفسه إلى ما لا نهاية؟ أما الجانب التركي فالمهم له ألا يكون الأكراد على حدوده، وأيضاً أن تساعده أوروبا، وأهم بلدين فيها ألمانيا وفرنسا، على تحمل عبء اللاجئين السوريين في تركيا وأيضاً التقارب مع الاتحاد الأوروبي. فتركيا تطمح الى الانتماء الى الاتحاد الأوروبي، لكن من المستبعد أن يحصل أردوغان على مثل هذه الهدية التي يطمح إليها منذ سنوات.

ماكرون ومركل سيكسبان فضل المحاولة، ولو أنهما لن ينجحا. فعلى الأقل لبوتين مصالح اقتصادية كبرى مع ألمانيا وقد يستمع إلى مركل وماكرون، لكن الاستماع لن يتحول الى اقتناع لأن الأوضاع في المنطقة، وحتى في العالم، تعمل لمصلحته، خصوصاً مع وجود شخصية مثل دونالد ترامب على رأس أقوى دولة في العالم: الولايات المتحدة. والتشاؤم سيبقى سائداً حول الوضع في سورية طالما الأسد يقود البلد مع حليفيه الإيراني والروسي.

نقلا عن الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول تشاؤم بنتائج قمة اسطنبول



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon